فضاء الرأي

هل العرب جاهزون لعصر الروبوتات؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يعد مجال الروبوتات من المجالات التي تشهد حالياً تقدماً سريعاً ومذهلاً، وسباقاً محموماً وبخاصة في الدول المتقدمة، وقد أصبحت تكنولوجيا الروبوتات صناعة عالمية واعدة، كما أصبح مستوى تطويرها معياراً لقياس قوة الدولة الصناعية.وهناك عدة عوامل تدفع نحو الإهتمام المتزايد بإعتماد تكنولوجيا الروبوتات في مجالات الحياة المختلفة، منها تحسين الإنتاجية في بيئة عالمية أكثر تنافسية، وتحسين نوعية حياة الأفراد، وتجنيب البشر مخاطر القيام بالأعمال الخطيرة والصعبة.&وفي ظل اقتصاديات السوق والعولمة والمنافسة الدولية يصبح استخدام الروبوتات في الصناعة ضرورة حتمية، حيث ستؤدي لظهور صناعات وخدمات جديدة تتطلب عمالة عديدة، وقد يعتقد البعض أن استخدام الروبوتات في الصناعة، قد يكون له نتائج سلبية، بل على العكس ففي بعض الصناعات كالسيارات مثلاً، سيؤدي عدم استخدام الروبوتات لتقليل التنافس، وكساد الصناعة وتهديد العمالة. ومن المتوقع أن تشهد سوق الأنظمة الروبوتية والعمليات المؤتمتة، نمواً كبيراً في الإستثمارات في منطقة الشرق الأوسط في الفترة المقبلة.&وفي السنوات القليلة المقبلة سوف تلعب الروبوتات وخاصة الروبوتات الإجتماعية والشبيهة بالبشر في المظهر والتصرفات والسلوكيات أدواراً أكبر بكثير في حياتنا. وهذا الأمر الجديد يثير الكثير من التحديات والتداعيات الإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية والقانونية الجديرة بالبحث والمناقشة، والتي من بينها المخاوف من تهديدها للوظائف والأعمال، ومدى القبول الإجتماعي للروبوتات وكيفية التواصل والتفاعل بينها وبين البشر، بالإضافة الى قضايا السلامة والأمن والخصوصية والمسؤولية في التعامل مع الروبوتات. على سبيل المثال هناك حالياً مخاوف وتساؤلات أخلاقية وإجتماعية معقدة نتيجة تفاعل وتعامل الروبوتات مع البشر، من بينها: هل سنتقبل الروبوتات بيننا في المجتمع، وكيف ستكون نظرتنا للروبوتات الشبيهة بالبشر والقادرة على التعرف على مشاعرنا، بالإضافة الى حدود المسؤولية والخصوصية عند إستخدام الروبوتات، مثلاً: إذا أصاب الروبوت عطل وتسبب في حدوث أضرار لشخص ما، من هو المسؤول؟ هل صاحب الروبوت أم الشركة المصنعة له أم الروبوت نفسه؟، وإلى أي درجة من الأمان يجب أن تكون عليه الروبوتات قبل أن يتم نشرها في المجتمع ككل؟، والمخاوف من تهديد وإنتهاك الروبوت للخصوصية الشخصية للأفراد،وماهي الضوابط والتشريعات القانونية والأخلاقية المناسبة قبل نشر الروبوتات في المجتمع؟ولعل السؤال المهم المطروح هنا هو: هل نحن جاهزون بالفعل لعصر الروبوتات؟يمكن القول بأن هناك حالياً جهودا متنامية نحو الإهتمام بعلم وصناعة الروبوتات، إلا أنها غير كافية، فما زال العالم العربي يعاني نقصاً شديداً في الخبراء والمتخصصين في مجال الروبوتات، وكذلك نقصاً في معامل ومراكز البحوث والتطوير في مجال الروبوتات والذكاء الصناعي، وكذلك نقص في البنية التحتية العلمية والتكنولوجية اللازمة لبحوث وصناعة الروبوتات، بالإضافة الى النقص في الثقافة الروبوتية وتعليم البرمجة.&التطورات والمنافسات العالمية الهائلة والمتزايدة في &مجال الروبوتات والذكاء الإصطناعي تدعونا حاليا الى إجراء دراسة وافية متعمقة للخلفية التكنولوجية والإقتصادية والإجتماعية للدول العربية، والتعرف الى الروبوتات المتاحة حالياً في الأسواق لإختيار المناسب منها للتطبيق، مع التأكد من المقدرة العلمية على استيعاب المشروعات الروبوتية، من حيث القدرة على التركيب والصيانة والتدريب ومراعاة جوانب الأمان والسلامة والقبول الإجتماعي عند الإستخدام، مع دراسة المميزات التي تتصف بها الروبوتات المراد إستخدامها في العالم العربي.اقتراب عصر الروبوتات يضطرنا الى الإهتمام ببحوث الروبوتات والذكاء الصناعي ومتابعة التطورات والفرص الواعدة في هذا المجال، بهدف تنشيط صناعة الروبوتات في العالم العربي، وتأهيل وإعداد أبنائنا للتعامل مع الثورة الروبوتية القادمة، وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم الصناعي والفني القائم على أحدث تكنولوجيا العصر، وما يرتبط به من علوم حديثة مثل الروبوتات والذكاء الصناعي والنانوتكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية والميكانيكية الدقيقة، حيث يتوقع العديد من الخبراء بأنه في الألفية الثالثة، سوف تحل الروبوتات محل الإنسان في مختلف مجالات الحياة، وسوف تستغني المصانع والمؤسسات والشركات عن العمال والموظفين غير المهرة الذين لا يتقنون فنون تشغيل وإدارة أجهزة الروبوتات، وبكفاءة تعادل كفاءة هذه الأجهزة، من حيث السرعة والدقة والجودة.&ومن الضروري أيضاً التوسع في نشر مراكز متميزة لبحوث الروبوتات والذكاء الإصطناعي، وكذلك الإهتمام بنشرثقافة الروبوت من خلال إدخال علوم الروبوت والذكاء الصناعي في مدارسنا وجامعاتنا، وكذلك &تأسيس المراكز والنوادي العلمية المتميزة، مع ضرورة الاهتمام بأدب "الخيال العلمي" الذي يعد من المداخل الضرورية لتنمية الثقافة العلمية، ولا يجد الاهتمام الكافي في عالمنا العربي، رغم أن كلمة "روبوت" وردت أولاً في أعمال وكتابات الخيال العلمي، بهدف تنشيط خيال أبنائنا وإعدادهم للتعامل والتفاعل مع تكنولوجيا الروبوت، ومن ثم ابتكار روبوتات عربية &تتناسب مع عالمنا العربي وثقافتنا ومجتمعاتنا، وتساهم في حل ومعالجة بعض المشكلات التي نواجهها.&&& د. خليل أبو قورة- باحث واستشاري ومؤلف (بالاشتراك) لكتاب "تحديات عصر الروبوتات وأخلاقياته"، الصادر عن "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية"، سلسلة "دراسات إستراتيجية"&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لنتخلص من ربوتات الأنظمة
المستبدة الفاسدة -

دعنا أولاً نتخلص من الروبوتات الذين سلطهم الغرب علينا بعد ذلك لكل حادث حديث

يا أمة من جهلها بكت عليها الامم
سرجون البابلي -

وهل سيكون الروبوت بمحرم أو بدون وهل الروبوت الأنثى ستتحجب أو بدون حجاب ؟يا دكتور انت تتكلم وكنت عايش في عالم آخر موازي لعالمنا ولكن يتجه في الاتجاه المعاكس .مدارسك لاتخرج إلا الفاشلين والارهابين وانت تتكلم عن الروبوتات وكأنك لاتنتمي إلى هذا المجتمع الفاشل في كافة الاتجاهات .ارحمنا يا دكتور من هذا الذي تتكلم عنه وكأنك لا ترى ولا تسمع ما يجري حواليك.

طبعاً جاهزون, أيه المشكلة
Adel -

عندما تدخل الروبتات الأسواق بطريقة تجارية سنجد تولكيلات الغامدى كاواسكى لروبتات المنازل, منصور هوندا لربوتات المصانع, القحطانى أوكوسيما لجميع أنواع الروبتات,, مثلها مثل جميع الأختراعات السابقة. .. شكراً للنظام الرأسمالى الذى يدفع الشركات لتحقيق أعلى المبيعات فى الداخل والخارج لمن يستطيع الشراء, ومش بعيد لو داعش لسة موجودة سنجد روبتات أنتحارية, ومش محتاجة منهم أن يقنعوهم بال 72 حورية.

العرب هم الروبوتات
فول على طول -

الحقيقة أن العرب وبعض الذين امنوا هم الروبوتات ...الروبوت تعنى الانسان الالى أى الذى ينفذ الأوامر دون مناقشة أو فهم وهذا ينطبق على العرب فقط - ومعهم القليل من الذين امنوا - بمعنى أن العربى يقال لة : فجر نفسك يقوم يفجر نفسة فى الحال دون أدنى تفكير ..يقولون لة اقتل فلان يقوم يقتل فلان دون تفكير ..يقولون لة دمر هذا المكان يفعل دون نقاش ...حتى لو عاش فى أى بلد متقدم أو متخلف فان العقلية العروبية عقلية روبوت ..ولذلك لا يحتاج العرب الى روبوتات فهم أنفسهم روبوتات قبل الروبوت ...فكرة الروبوت أصلا استوحاها المخترعون من الانسان المؤمن وخاصة العربى .