كتَّاب إيلاف

العراق المختطف أيضاً

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أن ظاهرة اختطاف القرار في بعض الدول العربية لم تعد محصورة في لبنان، فرغم أن إيران قد كرست نفوذها في العراق بشكل أقوى من لبنان خلال السنوات الأخيرة، فإن عاصمة الرشيد لم تكن على هذه الدرجة من الانكشاف في الاعلان عن تبعية قرارها السياسي لإيران أكثر من الوقت الراهن!!منذ أيام قلائل، خرجت منظمة "بدر" عبر كتلتها النيابية في البرلمان العراقي لتهاجم قرار مجلس التعاون الخليجي بشأن تصنيف "حزب الله اللبناني" ضمن التنظيمات الارهابية، وتصف الحزب بأنه "تاج رأس كل وطني عربي"، وقالت المنظمة أن "حزب الله" شوكة في عين اسرائيل وتاج رأس وموضع فخر لكل عربي وطني شريف وان وصفه بالارهاب أمر على عكس الحقيقة حيث أنه حارب الارهاب وردع اسرائيل وكسر شوكتها"!هذا الكلام يبدو لأي مبتدىء في السياسة في منتهى الغرابة والاستخفاف بالعقول، بل يدعو للشفقة على عقلية من سطّر هذه الكلمات، فلا "حزب الله" اللبناني شوكة في عين اسرائيل ولا ظهرها ولا حتى طرف قدمها (!) فميلشيات الحزب لم تعد تسفك سوى دماء السوريين، وتقاتل من أجل بقاء نظام بشار الطائفي، وتعمل على تشريد مزيد من السوريين العزل بعد أن بلغ عدد اللاجئين والنازحين أرقام مليونية تختلف الهيئات والمؤسسات الدولية في تحديدها بشكل دقيق.الغريب أن بيان منظمة "بدر" قد تجاهل المشهد الراهن في المنطقة بكل مايحويه من مآس ومفارقات دامية يلعب فيها "حزب الله" اللبناني دور رأس حربة إيران وأحد اهم أدوات تنفيذ خططها التآمرية التوسعية، ليحاول استحضار الحرب التي تسبب الحزب في اشعالها ضد اسرائيل في عام 2006 وماتسببت فيه من خراب وتدمير للدولة اللبنانية ثم خرج الحزب ليعلن بعدها انتصاره الاستراتيجي!!ندرك جميعاً أن معايير وحسابات هذه المنظمات والميلشيات للربح والخسارة تختلف تماماً عن معايير وحسابات الدول، فحزب الله أو حركة حماس على استعداد لقبول دمار شامل للحرث والنسل مقابل بقاء "الزعيم" حياً يرزق حتى يخرجوا للعالم ويتباهوا بأن اسرائيل قد فشلت في قتله وأن هذا بحد ذاته نصر لا يضاهيه نصر!!هذا الدعم الطائفي البغيض لمنظمة "بدر" الشيعية العراقية لحزب الله اللبناني ليس سوى إعلان رسمي عن سيطرة وكلاء إيران في المنطقة على القرار السياسي في دول مختلفة، فالميلشيات تجاوزت دولها وانتهكت سيادتها وقفزت على الأدوار الرسمية، لتعلن بكل تجبح تبعيتها لإيران.لم تكن منظمة "بدر" وحدها في خندق الدفاع عن "حزب الله" اللبناني بل اصطف إلى جانبها تنظيمات طائفية عراقية أخرى منها جماعة عصائب أهل الحق، التي اتهمت الحكام العرب بالتبعية لما وصفته بـ "إدارة الشر الصهيوأمريكية"، وهي بحد ذاتها مفارقة مثيرة للسخرية لأن عصائب الحق هذه معروفة للجميع بتبعيتها لإيران ويتلقى عناصرها التدريب والتمويل من جانب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، كما أن هذه "العصائب" تتلقى أيضاً مساعدات من "حزب الله" اللبناني، والحقائق في هذا الملف واضحة ومعروفة لكل مهتم بالشأن العراقي، ولكن يبدو أن هذه التنظيمات الارهابية قد تخلت تماماً عن أي حسابات سياسية وباتت تجاهر بتبعيتها لإيران، ولم لا ورئيس الوزراء العراقي نفسه يعمل لمصلحة "الحرس الثوري" الايراني وينفذ تعليمات قادته؟!يتردد كثيراً أن العراق بات مقسماً من الناحية الواقعية وأن إعلان التقسيم لم يعد سوى إجراء بروتوكولي ينتظر التوقيت المناسب للاعلان عنه ضمن مخطط إعادة هندسة جيوسياسية للمنطقة العربية، ولكن يبدو أن الميلشيات الشيعية العراقية في عجلة من أمرها ولا تريد الانتظار وتتحين أي فرصة لإعلان ولائها وتبعيتها لملالي قم، ثم بعد ذلك يريدون من دول مجلس التعاون أن تقف مكتوفة الأيدي على مايحدث من حولها من سيناريوهات تقسيم بغيضة على أسس مذهبية وطائفية تحقق تطلعات إيران وطموحاتها الاقليمية.منذ فترة قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن "الأمن القومي العربي لا يتجزأ وسنتصدى للأجندات الاقليمية"، وهي رسالة لم تفهمها إيران ووكلائها جيداً ولم ينتبهوا إلى جديتها ومعناها ومغزاها، كما لم تفطن طهران إلى أن الكيل قد فاض بالعواصم الخليجية جراء العبث الايراني والانتهاكات المستمرة والقضم الاستراتيجي لجغرافيا دول عربية عدة.ربما تفلح إيران في صرف أنظار المجتمع الدولي عن تصرفاتها الخرقاء في المنطقة، باستغلال المصالح الاقتصادية وتوافق الأهواء وتماهي الأهداف وغير ذلك، ولكن ما لم تدركه طهران أن دول مجلس التعاون لم تعد قادرة على التزام الصمت حيال هذه الممارسات، ولن تستطيع البقاء مكتوفة الأيدي في مواجهة عبث وكلاء إيران الارهابيين بالأمن القومي العربي.وما لا تدركه هذه الميلشيات أن مواقف دول مجلس التعاون وحفاظها على سيادتها وأمنها واستقرارها لا تنطلق من حسابات طائفية ومذهبية دينية، بل من اعتبارات أمنية محضة، وقرارات ترحيل بعض العناصر التي تنتمي إلى هذه الجنسية أو تلك، يقع ضمن نطاق الأمور السيادية للدول، ولا يخضع لحسابات ضيق كما يتوهم هؤلاء الواهمون، ممن يتصورون أن الدول مثل الميلشيات تدار وفق منطق الهوى والمؤامرة!! &&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يا اهلا بالمعارك
جنان -

امنياتنا لكم بحرب شاملة مدمرة بينكم وبين ايران ، يارب شعللها بينهم ودعوا العراق وسوريا بعيدا عنها ، ولكم ان تصفوا اي حسابات او ضغائن ولنرى ؟ .وهل تتدخل امريكا او تتفرج كما عملت مع الاتراك...وانا كنت في الامارات ترانزيت ، والله 100 داعش يمحون الدولة...فكل العمالة تهرب وتبقى نفرات...بس الكل يعرف ان ايران خبيثة لاترغب ان تدخل حرب مباشرة ، واذا دخلت حربا لاتنساها ولاترغب بالخروج منها من داريوش وحتى القادسية الثانية

قوة ايران في ضعفنا
عراقي يكره المغول -

.. ياسيد سالم لا عراق مختطف ولا قرار غائب؛ نحن العراقيون لسنا إلا ضحية وقعنا بين حانة ومانة: رُعبُكم من صدام هذا الرعب الذي دفعكم حتى للتحالف مع الشيطان الأكبر للتخلص منه هو الذي جعلكم في حالة دفاع أمام أقلّ قوة لأنكم تفتقرون لأبسط مقومات الهجوم التي كان يمتلكها صدام الذي كنتم على رأس من غدر به.. الشيعة العراقيون الذين تحاولون أن تشككوا بعروبتهم أنتم شاركتم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بجعلهم لاحول ولا قوة لهم كما فعلتم ذلك من قبل عندما أسلمتم شيعة لبنان في السبعينات لإسرائيل. لأن دخول صدام للكويت وتهديده السعودية حَمَلَكم للظن بأن كل عراقي هو صدام فينبغي أن يُضَعَّف العراق أكثر وأكثر لتناموا ليلكم هادئين .. إرتماء الشيعة العراقيين بأحضان إيران ليس أكثر من رد فعل لارتماء السنة العراقيين في أحضانكم والأكراد في أحضان أمريكا ظناً منهم أنكما تنصرونهم وما أنتما كذلك.. أما تقسيم العراق فالذين يرفعون لواءه الأكراد و أيتام صدام من السنة الذين تَوَّجوا أخيراً ردود فعل خسرانهم لسلطة البلد بتحوّلهم إلى داعش؛ هؤلاء من يرفعون لواء التقسيم وليس الشيعة. هذا التقسيم إن وقع ـ لاسامح الله ـ فالشيعة سيرضون بنصيبهم كما رضي الشيعة اللبنانيون بولاية الفقيه لاحبا بها وإنما لأنهم لو لم يفعلوا ذلك حين أصبحوا بلا ناصر في السبعينات لكانوا الآن كعرب اسرائيل (بالمناسبة عرب اسرائيل شجبوا إدراج حزب الله في قائمة الإرهاب معتبرين هذا القرار الخليجي ليس إلا عبارة عن تكريس النزاع السني الشيعي في المنطقة).أخيراً أسألك ايها الكاتب: هل تظنّ أنّ التحركات الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي كتدخلها في اليمن وتلويحها بالتدخل في سوريا وقطع المساعدات عن عموم لبنان يضع المجلس في موقع الهجوم على إيران أم موضع الدفاع.. بعبارة أخرى هل توحي إجراءاتكم الأخيرة بالقوة أم بالضعف؟

منهم وفيهم...
فاهم -

الا يعلم الكاتب ان فيلق غدر و حزب الله هم منهم و فيهم... لا فرق بين الاثنين الا الموقع الجغرافي... من قبل الشعب السوري قام فيلق غدر بالعمل على ابادةًالسنة في العراق و لا يزال يعمل هذا الحزب على تطبيق نظام ولاية الفقية في العراق...و كان قصدهم شومة قي حلق العرب و السنة- بس كتكوت الحوزة غلط و هو يكتب التقرير....

اسئلة للكاتب
فول على طول -

تحية أولا للاستاذ سالم الكتبى وبعد : استاذ سالم هل حزب الله نبات شيطانى وفجأة سمعتم عنة ؟ أم هو موجود فى لبنان منذ عقود ؟ جميعكم تعرفون أن هذا الحزب ومنذ بدايتة دمر لبنان وأنتم تعرفون ذلك وكنتم فرحين به جدا وتشجعونه...تعرف لماذا ؟ بعد عملية خايبة مثل ألعاب الأطفال قام بها حزب اللة قامت اسرائيل بتدمير النصف الجنوبى من لبنان وكان بامكانها تدمير لبنان بالكامل ..ماذا فعلتم ؟ ألم يحتفل مجلس الشعب المصرى بهذا الحزب - المقاومة كما تسمونه وتطلقون على حسن نصراللة سيد المقاومة - ؟ هل منك من حذر الحزب على هذا العبث الذى يقوم به أم كنتم فرحين ؟ فى مصر تم اطلاق اسم حسن نصرالله على أغلب المواليد فى هذا العام الذى تم فيه تدمير لبنان بسبب حزب الله ..المهم وماذا عن المسلمين السنة ؟ ماذا يفعلون فى سوريا والعراق ومصر وليبيا ؟ ألا يفعلون نفس أفعال حزب الله فى سوريا ؟ هل حلال عليكم وحرام على الأخرين ؟ ألا يتدخل المسلمون السنة فى أغلب بلاد العالم ويفعلون ما يفعله نصرالله وحزبة ؟ هل من اجابة بصراحة ..؟ يا اخى كلكم طائفيون ومذهبيون وعنصريون .هل تنشر ايلاف دون حذف ؟ أتعشم ذلك .

الحكم في العراق
منتدب من قبل ايران -

الحكم في العراق وان كان ازلامه شيعه الا انه معادي للشيعة العرب فا النهب المستمر وسرقات ثورات العراقيين حرم المناطق الشيعية من التعمير حيث بقى سكان المناطق الشيعية يخوضون في فقرهم المدقع دون ان يصرف حتى على فلس واحد على مناطقهم كما ان سياسة التوظيف والتوكيل ( ويقصد بوكلاء اقطاب الحكم المستفيدين من العمولات والسرقات والرشاوى ) هم في معظمهم من اصول فارسية ........ الطبقة الحاكمة معظمها من ايران من حكبم الى صدر الى جعفري الى عبادي الى مالكي ...........حيث ان اصولهم ليست عربية على الاطلاق .......لن ينفع الا توحيد قبائل الجنوب كما حصل عام 1921 لطرد ايران ووكلائها من الحكم ورميهم في دورة المياه لوساختهم وسرقاتهم التى فاقت الخيال .

لولا الحشد لما بقيتم
صوت الحق -

لاصحاب العقول ، لولا وقوف الحشد المقدس هل يتصور هؤلاء الجهابذة انه سيتوقف على الحدود؟ هل نسيتم ما فعله صديم بكم في ال١٩٩٠ ؟ هل سيكون باستطاعتكم وقفه ؟ هل نسينا سياراتكم في الصحارى ؟ هل نسيتم الاساطيل ونصف مليون جندي جاؤوا لإسعافكم ولولاهم لكانت الكويت وكل الخليج اليوم تحت حكم الصداميين . أعطني معركة واحدة فزتم فيها لوحدكم ، هل نسيت ام تحتاج التذكير بعدد القواعد الأجنبية في الخليج منذ ذلك اليوم ؟ الم تسمع يا أيها المحلل العالمي ان هدف الدواعش هو مكة والمدينة ؟ أرجو ان تركز على مهرجانات التسوق وترك المعارك لرجالها يا ابطال تحرير اليمن حين تقوم الساعة