إعدام "الشيخ مقصود" و.. المقاصد

&لِمَ كل ذلك القتل والتدمير والإبادة والمجازر، على ارض "الشيخ مقصود" من حلب، وما علاقة تلك الافعال البربرية بمذابح "شرنخ" و"آمد" و"جزرة" و"هزخ"وسواها، ثم هل ثمة رابط بين تلك المآسي ؛جيمعها وتحشدات الدواعش في نصيبن التركية، بموازاة الخط الحدودي المتاخم لمقاطعة الجزيرة، وبين القصف التركي على الآمنين في كل من عفرين وجرابلس وإعزاز، ايُّ نقمة افناء يحضّرها البغاة الطعاة المجرمون، وما قصدهم: هل يضمرون جنس العمد الذي انتهكوا به شنكال ام ان بواعثهم الشائنة تزيد عن تلك التي اندفعوا مغمورين بكيدها نحو كوباني الجسورة.لايحتاج المرء الى كثير من ذكاء اوعناء، فالافعال تدل على المقاصد، من انتهاك الشيخ مقصود، وتوحي ان المبتغى الرئيس للجناة، هو محو هوية السكان في الحي الآمن من حلب، وإلغاؤهم لكن ايما إلغاء، وحذف المعالم الدالة على التنوع الفسيفسائي للمكونات الحلبية الاصيلة، وفرض اللون الواحد قهرا.. ثم لن يجد المرء عينُه بُدّا من التساؤل: أليس ثمة هدنة تسري بين الاطراف المتحاربة في سورية فرضتها القوى الدولية الراعية اي الولايات المتحدة وروسيا.. اين روايات الهدنة الحصيفة ورعاتها المبجلين: الا يعتبرتجويع وحصار و قتل الابرياء، وتحويل منازلهم الى انقاض، واجسادهم الى شظايا، من الاعمال العدائية، ما المعايير التي يميزون بموجبها بين الفعل العدائي وغير العدائي، ثم هل الشيخ مقصود خارج الهدنة، حتى استُرخِصت ارواح واملاك واموال ومساكن اهل تلك المساحة الآمنين من مدينة حلب واستُبيحت كليا بسبب الهوية مثل اختها شنكال، الا يُذكِّرنا هذا التمييز الفاضح ب "جمهورية افلاطون"، حين سلب الفيلسوف الإغريقي عن" العبيد" خصال البشر، وحكر الصفة الانسانية ب"الاسياد" فقط، والّا.. فلماذا وكيف اذن لم تشمل الهدنة المُتشدَق بها ابناء الشيخ مقصود المسالمين.. الا ترى القوى الراعية نزيف الدم الحلبي/ السوري في الشيخ مقصود..هل المواطنون السوريون في حي الشيخ مقصود اشباه بشر اواشباح مثلا.. لمَ هذه الازدواجية في المعايير اذن..وكيف لا يوصّفون الافعال الجسيمة المقترفة في الشيخ مقصود في خانة "ابادة جنس بشري" او على الاقل ك"جريمة حرب" ثم وعليه ما موقف القوى الدولية الراعية، أليس ثمة خرق، وكيف يرى النظام والمعارضة معا الى الافعال الإبادية، بل ما رأي الائتلاف الكردي، أليس من المفترض ان يبدي موقفا اكثر حزما ينتصرعبره للشيخ مقصود المغمور بالموت.. ام ان للائتلاف السوري والكردي مجتمعين او متفرقين يدا اوضلعا في النهر السيال من دم بشرالشيخ مقصود.. وهل ل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بعدم التزامه بالهدنة، بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني في سورية وروج آفا، علاقة ما بالإقدام على إحراق الشيخ مقصود عن بكرة ابيها بنقمة تفوق حقد نيرون..الواقع يفضح، بلى ولكأن الواقع في "الشيخ مقصود" المُبتلى، ومن ثم في سورية المُبركَنة كلها يستنهض الشاعر مظفر النواب كي يأسف على الدم السوري المستباح ويقرع الجميع؛ الجميع بلا استثناء:&&ـ "هذا دم أم ليس دم ؟؟!"ـ " مااقبح الكروش من امامكمواقبح الكروش من ورائكمومن يشابه كرشه فما ظلم "ـ "جائفينتغلق الانوف منكم الرمم "ـ "اولاد القح"..؟"لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكمان حظيرة خنزير اطهر من اطهركمتتحرك دكة غسل الموتى اما انتم&لا تهتز لكم قصبةالآن اعريكم...!"ـ " ويا حكام المهزومينويا جمهورا مهزوماما اوسخنا..ما اوسخنا..ما اوسخنا ونكابرما اوسخنا.. لا استثني احدا".&رحم الله النواب.. انتهى تقريع الشاعر امّا فصول الموت والإبادة فما تزال مستمرة تتنوع، لما تنتهِ في سورية، والشيخ مقصود مثال ليس للحصر.&ibrahimsemo@hotmail.de&