فضاء الرأي

الانسحاب الروسي من سوريا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&لا يمكن النظر إلى الانسحاب الروسي من سوريا إلا في سياق المفاوضات الدائرة في جنيف، فهو دليل قدمه بوتين على حسن النوايا الروسية، بهدف عدم جعل التدخل العسكري الروسي موضوعا على مائدة المفاوضات، ومن ثم مناقشة الأمور الجوهرية، أي أنها خطوة شكلية، ففي البداية تم فرض الهدنة والآن يأتي الانسحاب الروسي استكمالا لذلك وتمهيدا للدخول في الموضوعات الجادة، ولتشجيع المعارضة السورية على الدخول في المفاوضات وتقديم طروحاتها وتهدئة للعرب الذين بدا غضبهم واستعدادهم للقتال لحماية بلادهم واضحا في الفترة الأخيرة، ولكنه لا يغير شيئا على أرض الواقع، فروسيا لديها قاعدة طرطوس التي تستطيع اسئتناف القصف في أي وقت لزم الأمر. كما أنها يمكن أن تنسحب إلى خلف المشهد، وتعمل بواسطة إيران وحزب الله، وهو ليس بالأمر العسير خاصة بعد أن أضعفت جميع الأطراف المناوئة للأسد.&

إن المشكلة الحقيقية في سوريا هي إيران، وهي الدولة العنيدة التي تتمتع بطول نفس عجيب، ولديها من المقاتلين الذين يسعون إلى الشهادة والحور العين في الجنة، كما أن تصدير الغاز الإيراني من خلال سوريا جزء من الأمن القومي الإيراني الذي يستحق التضحية بكل شيء.&على أية حال، فإن وقف النزيف السوري يثلج الصدر، ولكن بقاء إيران في سوريا وسحب سوريا وحزب الله من الصف العربي إلى الصف الإيراني هو ما تأسى له النفس، نظرا لأنه يمد العدو الفارسي ببعد استراتيجي في المنطقة العربية، ويطلق الأطماع الإيرانية فيها، وربما سيجد الأسد يوما ما جماعة من الشيعة المتشددين الذي يحاولون الإطاحة بنظام الحكم وتنصيب نظام ولاية الفقيه، فليس هناك حال يدوم، فإيران موجودة &في سوريا بظهير روسي ولها مأربان أحدهما عقائدي والآخر اقتصادي. وسوف تحصل عليهما بالتدريج، خاصة وأن حزب الله أصبح منبوذا عربيا، وليس له سوى التمسك بالدعم الإيراني والتنسيق الوثيق معه على الأرض السورية، لقد أصبح النظام السوري والحرس الثوري الإيراني وحزب الله أسرة واحدة وسوف يعملون معا على ضوء الإرشادات الروسية.&باختصار، إن الانسحاب الروسي لم يغير شيئا على أرض الواقع، فلا زالت روسيا حليف إيران القوي بسبب المصالح الاقتصادية المشتركة، ولا تزال إيران متحالفة مع النظام السوري وحزب الله على أساس عقائدي، ولم تنفرط عرى هذا التحالف، ولكن خطوة الانسحاب هي شكلية لاستئناف المفاوضات، والخروج بغنائم ترضي الجميع ما عدا الشعب السوري.&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
bien fait la russie
jamal -

je demande à Lam3allam est-ce que Bachar est encore ligne rouge ou il s'est blanchie

تداعيات خطيره
كريم الكعبي -

تركت روسيا المنطقة وخاصة سوريا تعود الامور الى المربع الاول ليتنفس الصعداء الدواعش والحركات الاخرى لتقوم بدائرة القتل اشد ضراوة ليسمح لتدخل حلف السعودية المتعدد باسم الرعد اشاعة الفوضى في المنطقة، بحجة مقاتلة داعش لكي تدفع بايران للتدخل لحماية شيعة المنطقة من العمليات الارهابية ، نحن مقبلون على دمار شامل سيطال دولا أخرى غير سوريا وخاصة الخليج ، لان انتصار الاسد وحزب الله يقلق اسرائيل فالتحرك السعودي والخليجي يسد فراغ داعش لتبقى حدود الكيان الاسرائيلي امنة

ونحن نسأل الكاتبة
فول على طول -

معروف جيدا أن السياسة مصالح وكما تطالبين دائما بالوحدة العربية - الوهمية - فان سوريا وايران وحزب اللة لهم أيضا مصالح وهذة هى السياسة ...هل هذا حلال عليكم وحرام على ايران أو سوريا أو حزب اللة ؟ نعم هناك مصالح وطيدة بين حزب اللة وايران وسوريا وروسيا أيضا ...هكذا السياسة . ثم من قال أن مقاتلى ايران فقط لهم حوريات وولدان ؟ تقول مصادركم الموثقة أن كل مؤمن لة عدد من الحوريات ...عدد 2 حورية على الأقل عربون محبة مجرد دخولة على عتبة الجنة كما قال أحد المشايخ بالأمس فى برنامج سؤال جرئ مع رشيد المغربى . عموما يا استاذة مجرد خروج الأسد من السلطة - بأى صورة - لن تبقى سوريا ..وسوف يمتد لهيب النار الى كل المنطقة وهذا سوف يحدث قريبا جدا والأيام بيننا ان كان فى العمر بقية .

متى انتخبك السوريون ياسهى
واحد -

الكل يتحدث بلسان السوريين والكل يتباكى على السوريين والكل يوزع شهادات الوطنية والعروبة والايمان على هذا الطرف او ذاك ؟ الكاتبة لم تسأل نفسها من اوصل الارهاب الى الشعب السوري وقبله العراقي وبعده الليبي ؟ فهل هناك انبوب نفطي يمر من ليبيا الى مصر او تونس مثلاً ؟ وماعدد الشيعة او حزب الله فيها او في تونس؟؟؟ نعم لكل دولة مصالحها الا الدول المتخلفة فقمة مصلحتها ان تنشر مذهبها الداعشي مهما بلغت الدماء والاموال فلتنظر الكاتبة الى مصر ومن دمرها لتعلم من هو عدو الشعوب وكما يقول المثل دود الخل منه وفيه . اتحدى كل حكومات المنطقة ان تطالب بانتخابات حرة تحت اشراف الامم المتحدة في سوريا والبحرين وكل الخليج لنعلم من تختاره الشعوب التحدث بلسانها