فضاء الرأي

في ذكرى يوم الأرض.. الفلسطينيون يخجلون من تاريخهم

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ما يقارب السبعين عاماً على نكبة فلسطين الأولى والتي لا يبدو أنها ستكون الأخيرة وحال القضية التي شغفت قلوب وعقول العالم مازالت تترنح دون أن يكون لها بوصلة تسير بها نحو حل قد يشكل يوماً الأمل في الخلاص.في ذاكرة الشعوب التي اقترنت حباً وتفاعلاً للبحث عن حلم الحرية في التاريخ الفلسطيني كانت معاني الارتباط بالقضية ليست فقط يومية بل بمفاهيم إحياء الذكرى التي شكلت أكثر من معنى في ارتباط الفلسطيني بأرضه ونجاح العقل المبدع في زمن الثورة بتحويل هذه الذكريات لتفاعلية تبقي القضية في رحم الواقع ربطها في مخيال الكثيرين بالقدرة على التجدد والبناء رغم الألم والتضحيات في صيرورة تجعل من معاني التضحية والفداء الطريق نحو الحلم بالحرية التي شكلت فلسطين برمزية معانيها الجدول والعين التي يحلم الجميع بالوصول إليها.الأحداث التي شكلت رافعة نضال الفلسطينيين كانت في مجملها عاطفية ارتبطت فيها التضحيات بمعاني الوفاء وكانت ناقوس ذكرى حتى لا ينسى الجميع أن فلسطين الشعب والأرض والقضية ما زالت على حالها لم يتغير فيها شيء رغم حجم المأساة التي لم تتركها لحظة واحدة.أوسلو سيء الذكر شكل ملهاة المأساة في نظرة العالم للقضية &وتفاعل العالم مع هذا الحلم المجزوء الذي تفننوا في تقديمه انه الحل والمخرج من الأزمة وامتداداتها في مشاكل العرب بعضهم ببعض وفشل الفلسطينيين بإبعاد قضيتهم عن تجاذب الصراعات بين الديوك الذين يريدون تحويل فلسطين دجاجة تبيض لهم المواقف والبطولات الفارغة.الفاصلة المتسارعة في البحث عن وطن التي جسدها أوسلو باعدت بين فلسطين حلم الحرية وواقع الحال فصار السلام والمحبة حديث المهزوم وعبث المنتصر وامتد الزمن بالبحث عن تحقيق الوعود لما يقارب ربع قرن لم يتحقق فيها أكثر مما تضمنه واقع الاتفاق من حكم ذاتي محدود على أرض الواقع وأوهام بأن للفلسطينيين دولة من سراب في عواصم العالم المترامية الأصقاع.تعود ذكرى ملحمة يوم الأرض مثقلة بطول الزمن وضياع الحلم وابتعاد من يسيرون الدفة عن الحلم، وكأنه صار عبئاً يريدون الابتعاد عنه وتناسيه فلم تعد تلك الأيام ذات المعاني الخالدة في تاريخ النضال الفلسطيني والتي شكلت حلم الحرية في قلوب أشقاء فلسطين وأصدقائها تحرك ما في النفوس من شوق للحلم الذي تناعس ولم يصل بعد أو ربما تاه فبل أن يتجسد حقيقة على الأرض.من يتابع كيف يتناسى من يسير الدفة في المركب الفلسطيني التائه بين حلم الحرية وواقع الحال اللحظات التي شكلت مفاصل التاريخ العظيم للقضية وتجاهل معانيها وكأنها صارت عبء ثقيل يراد نسيان كل ما فيه لعل الصورة التي لم تكتمل بعد قد يكتب لها أن تكتمل إذا ما صارت خالية من تفاصيل المعاني التي شكلت الفوارق الكبيرة في تحويل القضية لحلم كل الأحرار بأن تكون فلسطين كما تمنى من سقطوا شهداء على طريق تحريرها.سيمر يوم الأرض خجولا كما مرت ذكرى انطلاقة الثورة دون أن يذكرها احد وستمر ذكرى النكبة خجولة ولا يجد أبناء القضية ممن كانوا حضنها وسراجها ونار ثورتها سوى النسيان ولكنهم لن يسألوا لماذا فهم من ساروا إلى هذا المجهول برضاهم واختاروا أن يعتبروا تاريخهم تفاصيل صغيرة بلا قيمة فكيف للأخر أن يعتد بها ويهب للانتصار لها وقد خجل من تاريخها أبناء القضية التي بدأت تسير في غياهب النسيان.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الخجل
فكري -

من الطبيعي أن يخجل الفلسطينيين من تاريخهم لأنه مرتبط أصلا بالتاريخ العربي. كيف لا نخجل ونحن نؤمن بمقولة غيفارا أن الثورة تبدأ بالشرفاء ويرثها الفاسدون. بدأت الثورة الفلسطينية بشرفاء 1936 وبعض من شرفاء 1948 وما بعدها. والآن لن تجد في السلطة ومن خرج من السلطة إلى دول عربية أخرى شريفا واحدا. يجب فعلا أن يخجلوا أولا من ممثليهم في المحافل الدولية ومن ارتباطهم بأمتهم. وهذا ينطبق على الضفة وغزة.