فضاء الرأي

فقدان الهوية من دواعي تعصب الشباب العربي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مرت وتمر البشرية مرة تلو الاخرى باشكالية التعصب وهي من اخطر الاشكاليات التي تمر بها الانسانية حيث يقوم التعصب على الاعتقاد الجازم بفكر او معتقد ما على انه حق مطلق وان الباطل ما سواه &ليقوم على بغض وكراهية الاخر والاستعلاء عليه واذلاله وعدائه وحتى قتله بالكلمة والفعل وبكل وسيلة, وله اشكال عدة اشهرها التعصب الديني والعرقي والطبقي والجنسي&وللتعصب اسباب عدة ومعقدة منها فقدان الهوية التي للاسف يعاني منها كثير من الشباب العربي، فالهوية قضية اساسية في تكوين شخصية المرء للتعبير عن الذات والجماعة وتتمحور بسؤال اساسي هو من انا؟ فهذا التسائل يدخل الشباب مرحلة يسميها المختصون ازمة الهوية حيث تتضارب لديهم الافكار والمشاعر حول القيم والاخلاقيات والتوجهات العقائدية واللاهوتية والسياسية وماهية الجنس والحياة والمستقبل المهني والاكاديمي وغيرها مما يدور في الذهن من تصورات وتساؤلات تبحث عن اجابات مقنعة لاكتشاف هوية الأنا, فان لم يُخبر الشاب هذه الازمة ولم يصل لتلك الاجابة الملحة فانه سيصاب بالتشتت ومن ثم اليأس&وقد ركز ايرك اركسون على الأنا كجزء مستقل في اساس السلوك الانساني, فان اخفق الفرد بتحديد هوية الانا سيعاني من التشتت, كما لم يهمل اركسون دور الانثروبولوجيا التي تُظهر دور البيئة الاجتماعية الهام في تكوين شخصية الفرد فادرك اهمية دراسة جذور الانا في البيئة الاجتماعية ودورها الثقافي, فيما توصل مارشا لتحديد اربع رتب للهوية هي التحقيق والتعليق والانغلاق والتشتت, وباختصار نشير لرتبتي الانغلاق والتشتت لعلاقتهما باتجاهات التعصب فمنغلق الهوية لايُخبر ازمة ويُظهر التزاما محددا جاهزا يُملى عليه من قبل اخرين كالاسرة, بالمعتقدات والعادات والتوجه الاكاديمي والمهني وفي الزواج ويكون مسايرا لهم ومعتمدا عليهم ولهذا يُكافئ من قبلهم مما يعزز فيه هذا التوجه غير الناضج &فهو,فالتزامه يتاتى دون اختيار فهو راضخ لاختيارات الاخراما مشتت الهوية فيفتقد للأزمة ولايحتاج لدور او فكر اوغاية كما يفتقد الالتزام فهو يتوافق مع المشكلة او يعطل اختيار الحلول حيث يصفه المختصون بضعف التوجه والتحليل والضبط الذاتي شاعرا بالقلق وسوء التوافق وضيق الافق والتمركز حول الذات والانزواء مما يضعف قابلية اتخاذ قرار سليم فهو عرضة للاضطرابات السلوكية الخطرة المؤدية مثلا للتعاطي والجنوح والارهاب&ان التعصب ياتي كرد فعل ضد حالة تشتت الهوية فيُنشئ هوية ما, يلوذ بها الفاشل بمعرفة هويته,وغالبا يتخذ من التعصب هوية تمنحه شعورا بوجوده ولاريب انه قد تعرض في طفولته لظروف تنشئة سيئة للغايةوفي خضم الصراع بين الاصالة والحداثة وما يسمى بالعولة وما تحمله من مفاهيم تكاد تحجب بقية الثقافات وتهدد الايديولوجيات اضافة لفساد الانظمة العربية اداريا وسياسيا واقتصاديا وفقدان الحريات والحقوق وصعوبة سبل العيش مما ينعكس سلبا على الفرد والاسرة من اضطراب او جهل وغياب وعي ويأس فضلا عن المجتمع المنغلق غير المتسامح وحالة التطرف الغائرة فيه, نجد تشتت فكر كثير من الشباب العربي وحيرتهم وعجزهم عن فهم ذواتهم وهوياتهم وواقعهم وعند فشلهم بايجاد هويتهم يلجؤن لاتخاذ هوايات اخرى تمنحهم شعورا واهماً بوجودهم,اغلبها هويات تعصبية عرقية او دينية او طائفية وحتى رياضية, وبعد ظهور وضمور الشعور القومي تارة والوطني تارة اخرى وامام ما ذكرناه صار كثير من الشباب العربي يتعصب لأغلب قضاياه كبيرها او صغيرها لفقدان الهوية فيتوجه بعضهم مثلا كأبرز ما يُلاحظ نحو هوية اسلامية زائفة مستصحبين في خيالهم صورا من تاريخ ظنوا انه كان رائدا بحثا او عوضاً عن الهوية المفقودة, تحت ظرف انغلاق وتشتت الهوية ووطئة تيارات تعاني اشكالية الهوية ذاتها مدعية نهجا اسلاميا مشوها بفشلهم وتعصبهم لعدم اكتشاف هوياتهم فضلا عن عمالة بعضهم وطمعه بالمال والسلطة&ويرى هيجل "ان الانسان يرغب بنيل الاعتراف به كائنا بشرياُ &له قدره وكرامته". لذا نلاحظ ان الجهات المدعية للتدين استغلت خيبة هؤلاء الشبيبة بالحصول على ذلك الاعتراف بكيانهم وهم يعانون فشلا اسريا او اكاديميا او خلقيا واهمالا حكوميا, لتمنحهم اعترافا والقابا ومسؤليات تسد رمق بحثهم عن ذواتهم,كأن يحصل الفرد على لقب امير فيها ليصبح آمرا ناهيا فيشعر ان له وجودا وهوية معترف بها. كما ان هناك من توجه متعصبا لافكار ،الحادية او شاذة او معاكسة للتقاليد والاعراف والقيم والدين, ليس بحثا عن حقيقة او فلسفة انما خالف تعرف للفت الانظار لوجوده وهويته التي تميزه عن غيره كرد فعل لما يعانيه من اضطراب&ولايجاد حلول تعين الشباب على ايجاد هويتهم السليمة التي تبعدهم عن الاتجاهات التعصبية لابد من ايجاد بيئة سليمة متسامحة تتقبل الفكر والرأي والنقد والاختلاف ووضع انظمة تضمن الحقوق والحريات والديمقراطية وتكرس مفهوم المواطنة عبر توفير الخدمات والرعاية وتقليل البطالة وتعويضها وتيسير التعليم ومنع وتجريم التطرف كمراكز او خطب او اعلام وبث روح السلام وتوعية وتثقيف الاسر للمساهمة في توجيه الابناء نحو جادة الصواب واعانتهم على اكتشاف الذات والهوية السليمة&jebouri@hotmail.se&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاسباب الحقيقية للتعصب
فول على طول -

تكمن الأسباب الحقيقية فى التعصب العربى والاسلامى فى الاتى : ينشأ المؤمن على تعاليم مشوهه ...لا يميز بين الوطن وبين الديانة و يخلط بين الدين والقومية أو الوطنية ..وينشأ على تعليم أحادى ولا يقبل القسمة على اثنين أى أن المؤمن يملك الحقيقة المطلقة ..المؤمن هو خير أمة اخرجت للناس وما عداهم فهو كافر ويستحق القتل أو ليس لة حقوق وهذا أضعف الايمان ..المؤمن مكلف بنشر الدين - بكل الأساليب بما فيها الارهاب والقتل - ومراقبة البشر والحكم على تصرفاتهم وتقويمها من وجهة نظرة بالطبع ..ولا ولاية لغير المؤمن على المؤمن ..وعلى المؤمن عدم موالاة الكفار حتى لو كنت فى ديارهم ولكن المسلم الغريب والأجنبى أفضل من بلدياتى الكافر ..اذن كيف ينشأ الانتماء الوطنى ؟ وتربى المؤمن على تعاليم مغلوطة ويدرسها حتى الان ..مثلا يقولون عن الغزو والاحتلال " فتح " وعن الانتحار " استشهاد " وعن اللواط والولدان أنة " نعيم الجنة " وعن تعدد الزوجات والمتعة بكل أشكالها أنها صيانة أو صون للرجال من الخيانة مع أنها زنا شرعى ..وعن تكفين المرأة بالنقاب والحجاب " عفة " مع أن العفة فى العقل والقلب وليس بقطعة القماش ..ويخلط المؤمن بين التاريخ والديانة ..يدرسون تاريخهم على أنة ناصع البياض وليس بة أى شر ويقدسونة ويعتبرون شخصياتة التاريخية ويقولون عنهم سيدنا " عمر أو خالد أو أو " مع أنهم بشر وتاريخهم بة الكثير من المخازى مثل أى بشر ..والمؤمن مكلف بأن يقتل كل الناس حتى يصير الدين كلة للة وهذا حلال ..اذن كيف لا يتعصب المؤمن المسلم سواء العربى أو الأفغانى ؟ المؤمن لا يعرف حقوق الأخرين وبالتساوى نتيجة هذة التعاليم المنحرفة والغير أخلاقية ويعتبرها نصوصا مقدسة وهذة هى الطامة الكبرى ...هل عرفت سبب تعصب الذين امنوا ؟ هل يمكن اصلاح ذلك ؟ بالتأكيد لا ومن المستحيل .

من تناقضات
البروفسور فول -

مرة تقولوا -أنت والجوقة- ان لكل نص تفسيرات عديدة وتنتقدوا هذه التعددية في التفاسير، ومرة تقولوا ان النص "أحادي ولا يقبل القسمة على اثنين " وتنتقدوا هذه الاحادية... يعني زي المنشار.. طالع نازل ازدراء. ارسوا على بر. هل النص ثنائي أم أحادي؟!

لماذا ومتى ؟
فول على طول -

سعدت جدا بحصول تعليقى رقم 1 على قدر كبير من العلامات الحمراء أى السالبة - وهذا متوقع كالعادة - ولكن أسأل الذين امنوا لماذا ؟ هل ما جاء فى تعليقى رقم 1 كذب أو حقيقة ؟ هل بة كلمة واحدة غير حقيقية أو لا يوجد لها نصوص دينية فى الدين الأعلى ؟ ومتى تمتلكون الشجاعة وتواجهون أنفسكم ؟ هل من مجيب ؟

نقطة
نظام -

تجميع غير موفق ومتحيز لأفكار مشتتة للوصول الى استنتاج مسبق وخاطئ. ما علاقة تعدد الزوجات وتعدد العشيقات بالتعصب؟ ثم ان بامكان الدين ان يخدم الوطنية والشعور بالمواطنة بدلاً من الأنانية والانعزال والتهميش والجريمة. الدين الأخير ارسل رحمة للعالمين، مع التأكيد على عدم الاكراه على الدين. فول ينطلق ليس من الموضوعية، بل من موقف معروف.

تفكير
طفولي -

ذكرني تعليق فول بكتاب "الرجل ذي البعد الواحد One Dimensional Man"، وهو الشخص الأيديولوجي الذي لا يملك الا طريقة واحدة للتفكير! هذا النمط من الشخصية يولد ردود أفعال مشابهة واحادية التفكير.

الى اذكى اخواتة
فول على طول -

انت بالفعل ذكى جدا بل فائق الذكاوة وكلما تعلق نكتشف المزيد من ذكاوتك ....الغريب أنك أذكى اخواتك . المهم وكما يقولون أن الحماقة أعيت من يداويها ولكن الصحيح ان الذكاوة أعيت من يداويها ..ذكاوتك أعيت القراء بجد . فعلا انت ذخر للموقع وتستحق عائد شهرى من الموقع .

الدين
ملحد -

الدين أتى ليفرق الأنسانية بين مؤمن وكافر والجنة والنار يعني هل نحتاج لبرهان أكثر من هذه العصبية ويقول المتدينون أنهم رفقة للأنسانية يعني مريض ومرضه دواء لكل البشر الجهل البشري لم يأت إلا مع الدين

لا زلت تهذي
............. -

كان الاسلام يحرض على قتل الاخر فكيف بقي اجدادك على قيد الحياة حتى تسلسلت منهم ووصلت الى حوار التعليقات لتسب المسلمين وتفتري على الاسلام اقعد معووج وأتكلم صح وكلمنا عن الاٍرهاب المسيحي المسكوت عنه والمرحب به والذي تمارسه وتدعمه دول وحكومات ومنظمات وهيئات مسيحية ان الاسلام السني موجود منذ اكثر من الف وأربعة عام فلماذا الان يوصم بالارهاب ؟! و لا علاقة لتعاليم الدين ولا المناهج بالارهاب بدليل ان دولة علمانية حتى النخاع مثل تونس عدد مواطنيها في داعش ستة آلاف فرد ؟! بينما السعودية مهد الاسلام ألفين وخمسمائة فرد ؟! ان الارهاب مشروع استخباراتي بين نظم عربية وغربية يهدف الى قمع الحراك الشعبي ليقول للناس ان بديل الانظمة المستبدة الوظيفية التي تخدم الغرب و التي تحكمكم منذ تسعين سنة هو داعش الذباحة المخيفة وستكشف الايام ذلك عندما يتم الإفراج عن الوثائق السرية للأعمال القذرة للانظمة الغربية وربيبتها النظم العربية الوظيفية والفاتيكان وكنايس الشرق زي الكنيسة الارثوذوكسية بمصر

أراك عصى الفهم
فول على طول -

أراك عصى الفهم ...فينك يا أم كلثوم تغنى للأذكياء هذة الأغنية : أراك عصى الفهم ومدمن للكذب ..شوف يا ذكى : ارهابكم فى النصوص التى لم يعتريها التحريف ومنذ بدء الدعوة ونحن نقرأها لكم واذا كنت تعتبرها سبابا لأنك عصى الفهم ومدمن للكذب وهذة مشكلتكم جميعا . ولا يوجد دولة علمانية عند الذين امنوا ..ولا يوجد فرق بين مؤمن يولد فى دولة علمانية أو دينية طالما يتربى أو يتعلم الدين الأعلى - دواعش مولودون فى الغرب كمثال - ودواعش الان خير دليل على الارهاب وهم يسيرون على دروب السلف الصالح بالتمام والكمال ...اقرأوا تاريخكم وكتبكم وشاهدوا أفعالكم اليوم واسمعوا أقوالكم ...الهروب لن يحل مشاكلكم ..الحق يحرر من جميع المشاكل والحق هو اللة الحقيقى وليس اللة الذى يحب الدماء وقتل البشر ....فهمت ؟ ووجودنا أحياء لا يدل على سماحة الدين الأعلى وسبق شرحها لكم وهى معروفة لمن لدية ذرة فهم ...واضح ؟ أما قولك بأن الارهاب مشروع غربى مخابراتى كنسي الى أخر التسميات فهذا يدل على هذيانكم وتخاريفكم وتمكن نظرية المؤامرة منكم ولذلك شفاؤكم مستحيل ...مع تمنياتى لكم بالشفاء المستحيل .

سطر
نظام! -

يا سيد "ملحد"، كل عقيدة يمكن أن تفرق، بما فيها الالحاد والعلمانية.