في كواليس مراكز التخطيط الاستراتيجي الأمريكي تجاه العراق
جواد بشارة
-
قرائنا من مستخدمي تلغرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام إضغط هنا للإشتراك
القسم الأول&ليس مصادفة &ولا هو بالأمر العفوي ، ذلك الذي يجري في بعض دول الشرق الأوسط والمغرب العربي، في سياق لعبة الأمم والصراع على النفوذ وإعادة توزيع الأوراق في هذه المنطق وإعادة تشكلها على أسس تختلف عما تم الاتفاق عليه في أعقاب اتفاقية سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى. فالحدود القائم بين الدولة، وهي مصطنعة قطعاً، لم تعد مناسبة ولا مفيدة للاستراتيجيات الدولية الحالية. لذلك تعمل &الدول الكبرى على رسم خرائط وحدود جديدة لهذه المنطقة وتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ، ولقد تم بالفعل تقسيم السودان وإعادة تقسيم اليمن ومحاولة تقسيم سوريا والعراق &وتفتيت ليبيا وإضعاف مصر وتونس ، والتربص بالجزائر والتمهيد لخلق الفوضى " الخلاقة" كما سبق أن فعلوا في بلداننا المنكوبة المشار إليها أعلاه.فلم يعد ممكناً عودة العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن إلى ما كانت عليه قبل ملهاة ومهزلة ما سمي بالربيع العربي. ففي إحدى مقابلاته مع شبكة سي أن أن التلفزيونية &صرح الجنرال السابق والرئيس الأسبق لوكالة الفضاء الأمريكية ولوكالة الاستخبارات الأمريكية ميكائيل هايدن، :" أننا نشهد اليوم تفتيتاً مقصوداً ومدروساً ومبرمجاً للنظام العالمي الكلاسيكي القائم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما يعني إلغاء ومحو الحدود الموجودة اليوم وفقاً لمعاهدة فرساي التي نجمت عنها اتفاقية سايكس بيكو" وأضاف قائلاً :" بوسعي القول أن العراق الذي نعرفه لم يعد موجوداً، وسوريا التي نعرفها لم تعد موجودة، ولن يعودا إلى سابق عهدهما دولتين مستقرتين ومستقلتين ومعترف بهما دولياً، وهو حال لبنان التي تتأرجح بين الاستقرار والتشرذم من جديد، وليبيا التي توقفت عن أن تكون دولة بمعنى الكلمة وتحولت إلى دولة فاشلة، وهي مرحلة تصادم الكتل، تحدث في وقت شن الحرب العالمية ضد دولة الخلافة الإسلامية ، &دولة الإرهاب الدولي &المعروفة باسم " داعش" وبالتالي يمكنني القول أننا نمر في مرحلة عسيرة وعويصة وغاية في التعقيد والخطورة". &كانت الدعوات لتقسيم العراق إلى عدة دويلات قزمة ضعيفة ومتناحرة حسب التركيبة السكانية للمجتمع العراقي وموزائيكه &المذهبي والقومي، &قد بدأت تسمع وتنتشر منذ أيلول سبتمبر 2015 داخل العراق وخارجه، ومما يجدر الإشارة إليه هو أن الأحزاب السياسية العراقية المشاركة في العملية السياسية والمتقاسمة للسلطة في العراق &صرحت في العلن أنها ترفض هذه النداءات، لكنها في واقع الأمر، ترغب في تحقيقها وتنفيذها لكي تكون هناك ثلاث دويلات واحدة كردية وأخرى شيعية وثالثة سنية. وقد أعلن المجلس الإسلامي الأعلى قد أدان في الإعلام تصريحات مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية &الجنرال فنسنت ستيوارت بشأن تفتيك وتفكيك بنية العراق الحالية لأنها تمس النسيج الوطني للمجتمع العراقي برمته الذي لا يقتصر على هذه المكونات الثلاثة فقط، وإنها سوف تعمق من حدة الشرخ الموجود حالياً وتزيد من الخلافات القائمة حالياً بين مختلف فئات الشعب العراقي القومية والإثنية والطائفية والمذهبية والدينية ".وبالمثل قام اتحاد القوى العراقية السني الاتجاه أو الذي يمثل السنة في البرلمان العراقي باتهام &السياسة الأمريكية &بكونها هي التي تقف وراء نزعات تجزيء وتقسيم الشطر العربي من العراق ، معتبرين أن تطرق كبار المسؤولين الأمريكيين لفكرة تقسيم العراق كحل للخروج من مأزقه السياسي الحالي، وتمزيق وتقسيم سوريا لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة فيها اليوم، ليس مجرد فرضية بل هو في حقيقة الأمر المحاولة مابعد الألف لفرض هذا الحل كأمر واقع لا مناص منه ولا مفر.وكصدى لمثل هذا التوجه دعا رئيس إقليم كردستان في شمال العراق &مسعود برزاني إلى إعادة النظر في الحدود التي أفرزتها اتفاقية سايكس بيكو في الشرق الأوسط وكان ضحيتها الأكراد والشعب الكردي برمته &الذي تقاسمت دول المنطقة أراضية وأخضعت شعبه بقوة الحديد والنار بغية منع خلق دولة كردستان المستقلة والسماح للشعب الكردي بتقرير مصيره وفقاً لما تنص عليه المواثيق والقوانين الدولية، ولقد تلقت أنقرة وبغداد، بل وحتى في طهران ودمشق، صفعة قوية تشبه الإنذار من جراء هذا التصريح الجريء والصريح.وحاول السيد مسعود برزاني إقناع أكراد تركيا الثائرين بقيادة حزب العمال الكردستاني الــ بي كا كا &التفاهم مع أنقرة للتوصل إلى تسوية تضمن لهم حكماً ذاتياً في كردسان تركيا، لكنه لم ينجح في ذلك. وقد أعربت تركيا عن قلقها من تدهور الأوضاع في المنطقة ليس فقط من جراء هيمنة داعش الإرهابية على أراضي واسعة فيها، بل وايضاً من تزايد نشاط حزب العمال الكردستاني السوري المقاوم لهيمن الدولة الإسلامية داعش على أراضي سورية كبيرة ذات أغلبية كردية.، حيث تخوض قوات حماية الشعب الكردي السورية معارك طاحنة ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش.والجدير بالذكر أن تركيا لم تتوقف عن المطالبة لغاية عام ،1925 بإلحاق ولاية الموصل التي تضم معظم محافظات الشمال العراقي، إلى الأراضي التركية بما فيها كركوك الغنية بالنفط حيث كانت من أقدم المناطق التي أكتشف فيها النفط في الشرق الأوسط.وعند اقتطاعها من الإمبراطورية العثمانية، كان هناك صراع بين بريطانيا وفرنسا على هذه الولاية لكن اتفاقية سايكس بيكو ألحقتها بالعراق الحالي، من هنا يمكننا أن نستشف مدى خطورة وتعقيد الوضع الجيوسياسي في شمال العراق.فتركيا لا تزال تحلم باستعادة ولاية الموصل وإيران تعترض على استقلالية حقيقية لكردستان حتى لا تشكل سابقة معدية توحي بنفس الطموحات لأكراد إيران، فيما يسعى أكراد سورية لإتباع النموذج العراقي وخلق منطقتهم المستقلة في إطار تسوية عامة للوضع في سوريا. من هنا فإن الحل الأفضل كما يعتقد المراقبون الغربيون هو في إيجاد &صيغة كونفدرالية بين &المكونات الثلاث في العراق وتحت إشراف الأمم المتحدة.فلكي يتواجد استقرار &ما وتوازن في القوى في المستقبل المنظور، لا بد للدولة العراقية القادمة أن تكون كونفيدرالية، فالفيدرالية الحالية لم تنجح في حل الإشكاليات القائمة. فكل فئة تتمسك بهويتها وخصائصها، الإثنية واللغوية بالنسبة للأكراد، والمذهبية بالنسبة للعرب الموزعين بين السنة والشيعة، هذا هو منطق دعاة تقسيم العراق الذي يتوسلون بتجارب الماضي &وأمثلة من الحاضر &لإثبات صحة أطروحتهم الجيو ــ سياسية .&ويتصور &دعاة هذا السيناريو أن الدويلات &الكونفيدرالية العراقية الثلاث ستكون : الدولة الكردية وعاصمتها كركوك، والدولة العربية السنية وعاصمتها سامراء، والدولة العربية الشيعية وعاصمتها &البصرة، وستكون بغداد هي عاصمة الدولة الكونفيدرالية المركزية حيث يتعايش فيها كافة المكونات وتكون العاصمة الاقتصادية للإشراف على تقاسم الثروة النفطية الإجمالية وتقوم بدور التمثيل الدبلوماسي للدولة الكونفيدرالية على مستوى العلاقات الخارجية، ما يعني السماح لكل كيان أن يدير نفسه بنفسه وبحرية كاملة واستقلالية تامة دون تدخل أو هيمنة خارجية أياً كان نوعها أو مصدرها، وبالتالي السماح لكل جهة بالاحتفاظ بقدر &ما من القوة العسكرية الدفاعية للحماية الذاتية &ولضمان عدم هيمنة طرف على آخر بالقوة.&يتبع&&jawadbashara@yahoo.fr&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ربنا يشفيكم
فول على طول -
نظرية المؤامرة هى وسيلة للدفاع عن أسباب الفشل يلجأ اليها عديم الفهم وعديم الفعل ..ولا يتورع أن يظهر بمظهر الغبى والساذج والمغفل فى سبيل تبرير فشلة وأن الأخرين هم سبب الفشل ويتامرون علية ..هذا ما يقولة علم النفس الحقيقى . كذلك مرضى البارانويا - العظمة الكاذبة - أى يعتقد المريض أنة شخصية هامة ولكن كل الناس تتامر علية . سيدنا الكاتب واضح أنة واحد منهم . يا سيد الحدود بين الدول موجودة منذ الأزل وأيضا موجود بين كل دول العالم ولا يوجد دولة واحدة سداح مداح بدون حدود ...واضح ؟ ومنطقتنا منكوبة بثقافتها وعنصريتها ...شعوب تتعلم العنصرية وترضع الكراهية وبناء على نصوص ديبنية وعرقية واثنية ...الغرب لم يضع لكم هذا النصوص ولم يأتى بالشعوب العنصرية للعيش فى منطقتكم ..بل هى نصوصكم وشعوبكم . ومتى كانت الدول التى تتحدث عنها موحدة ومتناسقة مع نفسها ...ارجوك لا تتكلم عن الظاهر الفاشل ..أى وحدة ظاهرية فاشلة مثل العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا الخ الخ ...كل هذة الدول تعج بالعنصرية والكراهية . فى مصر مثلا ممعروف جيدا دستورها العنصرى ومعاملة الأقليات - المسيحية والشيعية والبهائية - معاملة سيئة تبدأ من الحكومة وتنتهى بالشارع ..فى سوريا تعتبرون الأسد وعائلتة نصيريين صفويين مجوس الى اخر هذة التسميات ...فى العراق الوضع القبائلى معلوم للجميع ...فى اليمن السعيد ومنذ الأذل وهو منقسم الى نظام قبائلى وكذلك كل دول الخليج ...يا سيد تنقصكم الشجاعة والصراحة . وكما يقول الرائع خوليو عليكم بدولة مدنية ودستورها مدنى والجميع سواسية قولا وفعلا واتركوا النعرات الدينية والطائفية ..هل تقدرون على ذلك ؟ بالتأكيد لا ..لأن التعصب يجرى فى دمائكم بسبب الثقافة التى تقدسونها . وها أنت تقدس ثقافة المؤامرة ..هل تتوقع أن تنشأ أجيالكم سوية ؟ كفاكم تهريج لقد ضيعتم أجيالا وها أنتم تكملون المسيرة لضياع الأجيال القادمة .
العيش مع
Rizgar -
لا افضل العيش مع الاحتلال العربي الهمجي , الكيانات العنصرية العربية الى مزبلة التاريخ ,اشتم والطم وسب كما تشاء , نكره وجوهكم البائسة في كوردستان .نحب ان نكون احرارا....سوف نقطع آذآن الذين يحاولون اغتصاب الكورديات ....انصحك بكتابة اشعار الاندلس في خلسة المختلس.
الى فول على طول
وفي بلدك اسرائيل -
الاتوجد عنصرية توجد عنصرية الى حد الاجرام لاتتفلسف علينا كثيرا
متى ستقلع عن التشبيح؟
Nadia SAAD -
متى ستقلع عن التشبيح لأكبر مجرم عرفه التاريخ وهو بشار الأسد وعن وقوفك إلى جانب ولي السفيه وإلى جانب الإرهابي حسن نصر الله؟أنا مسيحية من الجزيؤة السورية هجّر حافظ الأسد أهلي وأنا طفلة صغيرة ولم يبقٍ حرا في سوريا إلا وأدعه السجن بدون محاكمة وأذاقه جميع أنواع التعذيب الهمجي أو هجّره.
Kurdish nation
الامة الكوردية -
One day this great nation will rise again
الى اذكى اخواتة
فول على طول -
اذكى اخواتة تعليق رقم 3 يقول : وفي بلدك اسرائيل الاتوجد عنصرية توجد عنصرية الى حد الاجرام لاتتفلسف علينا كثيرا ...انتهى تعليق أذكى اخواتة . ونحن نسأل حد فاهم حاجة ؟ هل تقصد أن اسرائيل عنصرية ؟ وما علاقة عنصرية اسرائيل بالمقال أو بتعليقى ؟ فعلا أنت أذكى الناس ولذلك هذا حالكم ...المقصود بالناس هم الذين امنوا . بينى وبينك هناك عرب كثيرون اسمهم عرب اسرائيل ...يعيشون فى اسرائيل ويحملون جنسيتها ...كنت أتمنى أن أكون واحدا منهم حتى تهدأ وترتاح بس . تحياتى يا ذكى .