بريطانيا – خواطر عن أم الديمقراطيات العريقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
الخاطرة الأولىفي 8 يوليو 2009م كتبت مقالة بعنوان "انطباعات حول فضيحة النفقات المالية في مجلس العموم البريطاني" نشرت في جريدة أخبار الخليج البحرينية. كان الموضوع بخصوص المعلومات التي كشفتها في ذلك الوقت صحيفة "ديلي تلغراف البريطانية" عن نفقات اعضاء البرلمان التي ادت الى نشوء حالة من الفوضى داخل مجلس العموم البريطاني، واندلاع ازمة سياسية اطاحت بسمعة الكثير من الاعضاء. وكانت فصول الازمة قد بدأت عندما شرعت الصحيفة المذكورة في نشر معلومات تفصيلية حول الطلبات المالية التي تقدم بها اعضاء البرلمان فيما يخص نفقاتهم على مدار السنوات الأربع الماضية، وكشفت المعلومات التي نشرتها الصحيفة عن إساءة المئات من اعضاء البرلمان الى نظام النفقات، حيث طالبوا بالحصول على آلاف الجنيهات من دون وجه حق.الوثائق التي نشرتها الصحيفة كانت تشير الى ان المكتب البرلماني المكلف بفحص النفقات تواطأ في بعض الترتيبات الاستثنائية التي اتخذها اعضاء برلمانيون. كما بدا واضحا ان رئيس مجلس العموم وقتها "مايكل مارتن" قد وافق على الكثير من الطلبات المالية المثيرة للجدل وحاول إعاقة اصلاح نظام البدلات المالية، وقد أجبر على الاستقالة بعد فشله في إسترضاء مجلس العموم بتقديمه الاعتذار، وهي المرة الأولى التي يجبر رئيس المجلس على الاستقالة منذ عام 1695م.الرأي العام البريطاني اتخذ موقفا موحدا من الاعضاء المتورطين لأنهم إستفادوا من غير وجه حق بإسم القانون من اموال دافعي الضرائب. الرأي العام قرر معاقبتهم، وكانت النتيجة استقالة او إقالة اكثر من وزير، وتجميد عضوية الكثير من الاعضاء في الحزبين الرئيسيين "العمال والمحافظين"، وإرغام الكثير من الاعضاء المتورطين على إعادة المبالغ غير القانونية &والإعتذار الى الشعب. كما شكل الحزبان لجنة تدقيق في كل منهما للنظر في موضوع خرق القوانين، وكل عضو ثبت انه أساء التصرف طلب منه ألا يترشح للإنتخابات المقبلة. وهذا لعمري هو التصرف الحضاري للشعوب الحية والمتحضرة. & &&الخاطرة الثانيةفي 19 مايو 2010م كتبت مقالة بعنوان "نعم &- إنها حقا أم الديمقراطيات العريقة" نشرت في جريدة أخبار الخليج البحرينية، كانت تلك المقالة عن كيفية انتقال السلطة من حزب العمال الذي حكم بريطانيا مدة 13 سنة الى حزب المحافظين بالتحالف مع الديمقراطيين الأحرار. المقالة كانت تلخيصا لمراسم انتقال السلطة التي كانت تبث حية على الهواء مباشرة عبر تلفزيون الـ "بي بي سي". البداية كان توجه "جوردن براون" بسيارته الى قصر باكنجهام لتقديم استقالة حكومته الى الملكة "إليزابيث الثانية"، وبعد عقد اجتماع مع الملكة استغرق زهاء 25 دقيقة، خرج "براون" من الاجتماع معلنا قبول الملكة استقالة حكومته، وتوجه مباشرة الى مقر حزبه "العمال" حيث عقد مؤتمرا صحفيا شكر من خلاله اعضاء حزبه وحكومته ، وتمنى التوفيق والنجاح لرئيس الوزراء الجديد، واعلن استقالته من رئاسة الحزب، وتحمله شخصيا مسؤولية الفشل في عدم الحصول على الأغلبية التي تمكن حزبه من البقاء في السلطة.في الوقت الذي غادر فيه "براون" القصر الملكي، كان "ديفيد كاميرون" في طريقه لمقابلة الملكة لتكليفه بتشكيل الحكومة البريطانية الجديدة. وبعد اجتماع مع الملكة لم يستغرق اكثر من 25 دقيقة، خرج "كاميرون" ليعلن قبوله تشكيل حكومة جديدة، وتوجه مباشرة الى مقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت حيث عقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نائبه وشريكه في الحكم "نك كليغ" زعيم الديمقراطيين الأحرار، اعلنا فيه الخطوط العريضة لبرنامج حكومتهما للخمس سنوات الأولى، وقدما الشكر لرئيس الوزراء المنصرف. اعجبني قول المعلق التلفزيوني حين قال: "دخل براون القصر الملكي رئيسا للوزراء وخرج منه مواطنا عاديا، ودخله كاميرون مواطنا عاديا وخرج منه رئيسا للوزراء".الخاطرة الثالثةشهدت العاصمة البريطانية "لندن" الاسبوع الماضي مظاهرات كبيرة، بعد فضيحة رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" المرتبطة بما يعرف "وثائق بنما"، وصلت الى حد المطالبة بإستقالته. وبعد أربعة ايام وأربعة بيانات مختلفة بخصوص ورود اسم والده الراحل في الوثائق، اعترف "كاميرون" اخيرا انه كان يمتلك يوما حصة في صندوق خاص بوالده للمعاملات الخارجية (أوفشور) وأنه ربح من هذا الصندوق، كما اعترف انه لم يحسن التصرف في مواجهة موضوع حساس كهذا الموضوع، اي التهرب من دفع الضرائب، حيث قال: "لم يكن اسبوعا عظيما، اعرف انه كان ينبغي ان اتصرف مع الأمر بطريقة افضل. اعرف ان هناك دروسا يمكن استخلاصها وسوف اتعلم منها".وفي خطوة غير مسبوقة في التاريخ البريطاني، كشف "كاميرون" يوم الأحد من الاسبوع الماضي عن بياناته الضريبية للسنوات الست الأخيرة، وذلك بهدف استعادة المبادرة في هذه القضية الحساسة التي اعترف بأنه لم يحسن التعامل معها منذ البداية. كما يهدف "كاميرون" من اتخاذ هذه المبادرة لإثبات انه لم يسع يوما ما الى التهرب من دفع الضرائب.في أم الديمقراطيات، المال العام له حرمة، والتهرب من دفع الضرائب جريمة كبرى يعاقب عليها القانون. في أم الديمقراطيات، لا توجد فترة انتقالية للسلطة ولا مجال لحدوث فراغ سياسي حيث يتم تشكيل الحكومة خلال 24 ساعة. في أم الديمقراطيات، لا مجال للصفقات السياسية السرية بين الأحزاب، كما ان زعيم الحزب الخاسر في الانتخابات يتحمل المسؤولية الكاملة عن الخسارة، ويستقيل من زعامة الحزب وربما من العمل السياسي بأكمله ليعطي فرصة لوجوه ودماء جديدة تقود الحزب لمستقبل افضل.الساسة في أم الديمقراطيات لا يتمسكون بالسلطة مدى الحياة، ولا يتقاتلون مع بعضهم البعض من اجلها، فهي تكليف وليست تشريف، وهي خدمة للشعب وليست منة عليه، والقرار اولا واخيرا للناس يتخذونه عبر صناديق الاقتراع كل خمس سنوات. الدستور البريطاني غير المكتوب يعتمد على اعراف وتقاليد ديمقراطية راسخة تراكمت عبر مئات السنين، ولا يمكن تفسيرها او تأويلها بطريقة مزاجية ومن كل حزب سياسي لخدمة اهدافه.بعد كتابة هذه الخواطر، اكاد ابكي حزنا على اوضاعنا في العالم العربي الموبوء بكل الموبقات من تسلط وفساد وإفساد ونهب المال العام، وشعوب تعامل كقطعان الماشية لا رأي لها فيما يخص تسيير امورها ومستقبل اوطانها. & &&&
التعليقات
انها حكومات منتخبة لكنها
سلطت الاستبداد علينا -بعيداً عن هذيان الكنسيين. المتوقع نقول. : كل ذلك صحيح فهذه شعوب حرة وحكومات منتخبه ، لكنها سلطت الطواغيت منا علينا يحكموننا لصالحها ، لقد صدروا إلينا السيارات الفارهة ولكنهم لم يصدروا إلينا الديمقراطية لانها تضر بمصالحهم فهم أنانيون يريدون من ارضنا نفطاً رخيصا وسوقاً استهلاكية لمنتجاتهم ولذلك دعموا الاستبداد وحموا الفساد وتعاملوا معه وغضوا بصرهم عن قمع الحريات والاحرار وإيداع دعاة الإصلاح الدستوري في السجون
الى الأذكياء جميعا
فول على طول -شوف يا ذكى انت وكل اخواتك الاذكياء ..ركزوا معايا وحاولوا تفهموا مرة واحدة : الذى يعلق أسباب فشلة على الأخرين هو انسان عديم الفهم وعديم الفعل وجبان ولا يتحمل المسئولية الأخلاقية أو السياسية أمام نفسة وأمام شعبة وامام اولادة ولذلك يفقد احترامة حتى لنفسة ..واضح ؟ الأخرين لن يتغيروا ولا تملك أنت تغييرهم ...فاهمين يا شطار ولا نقول تانى ؟ وهذا يصوركم كأنكم العوبة فى يد الغير أى لا قيمة لكم ...هل هذا يعجبكم ....؟ وتمثيلكم دور الضحية دائما يجعلكم فى مصاف الانسان الغبى والساذج وخاصة أنة فريسة سهلة دائما ولمئات المرات ...أى لا يتعلم أبدا بل كل مرة يقع فى نفس المصيبة وبنفس الأشخاص مع أنة يعرف أنهم يتربصون بة ....ألا يدل هذا على الغباء المستحكم أو الهبل الذى لا علاج لة ؟ هل تقبل بذلك ؟ تحياتى .
اهدأ فول
................ -بروفسور فول الى الآن لا يدرك جيداً الفرق بين التفسير والتبرير. لا شيء يبرر الفشل سوى الفاشل نفسه وبعده عن الدين الحق، لكن "العلمية" تقتضي اعتبار الاستعمار الصلب (سابقاً) والاستعمار اللين (حالياً) سبباً رئيساً في فشل الأمة من منظور تفسيري، وليس من منظور تبريري... واضح برفسور فول؟
أراك عصى الفهم
فول على طول -ما الفرق بين التبرير والتفسير يا ذكى ؟ هل ترى هناك فرق بينهما ؟ فعلا انت ذكى بصحيح ...بل أذكى اخواتك . عموما النتيجة واحدة وهى أن الغرب الصليبى هو سبب بلاوى ومشاكل خير أمة ...هذة هى النتيجة التى ستخرجون بها سواء تعتبرها تبرير أو تفسير ونعود للسؤال الأول : لماذا أنتم دائما مفعول به ؟ واذا كنتم تعرفون أن الغرب يتربص بكم لماذا لا تأخذون حذركم ولو مرة واحدة ؟ ولماذا تنفذون دائما أجندة المتربصين بكم ؟ ولماذا يتربص بكم الغرب أو الأخرون ؟ ألا ترى أن أمراضكم أصبحت عصية على العلاج ؟ صدقنى لا أحد يتآمر على الأموات ...فهمت ولا نقول تانى وعاشر ؟ الفاشل فاشل لأنه فاشل وليس بسبب الأخرين ...فهمت ؟ لا تسقطون أمراضكم على الأخرين ...انتم تتربصون بالعالم كله حتى يصير الدين كله لله ...ولكن لا تملكون القوة الان ولا فى المستقبل وهذا من فضل المولى على البشرية ..مصيركم الانقراض بفضل ثقافتكم وهذا سيحدث قريبا والعالم لن يندم عليكم بالتأكيد . أنتم مصدر الشر فى العالم كلة صدقنى ..اقرأوا نصوصكم بفهم . تحياتى للأبد .
لا أرى لا أسمع ولا أتكلم
أحلام أكرم -حسرتك على البلاد العربية وديمقراطيتها المزيفة تذكرني بأول مره دخلت فيها البرلمان البريطاني لأشاهد كيف تكون الديمقراطية قبل أن يوضع الحاجز الزجاجي بين قاعة البرلمانيون وبلكونة المشاهدين بكيت يومها وأنا أرى كيفية سير الحوار والنقاش بين النواب ورئيس الوزراء ... والله العظيم بكيت لأن في بلادنا لا نملك حتى أصواتنا فأصبحنا أصناما بلا فائدة حتى لأنفسنا لا أرى لا أسمع ولا أكلم
اهدأ مرة ثانية
واشرب ليمون -اقرأ جيدا في نظرية المعرفة.. !
الدين الحق
خوليو -في تعقيبه على تعليق العزيز فول -2- يقول هذا السيد الذي يضع مكان اسمه عدة فواصل فليسمح لنا بتسميته فواصل ونقول له تعال لنسأل الدين الحق في موضوع تهريب الأموال لبلاد اخرى تعفي أصحابها من دفع الضرايب ،،أقول تعالوا انستشير كتاب الذين امنوا في مسالة دفع الضرايب ( يسمونها زكاة ) ولتكن الآية التي تقول ياأيها الذين امنوا ان تنازعتم على شيء فردوه الى الله ورسوله هي مرشدنا،، والنزاع في البرلمان البريطاني اليوم هو على وثائق بينما ،، ،،وطالما رسوله غير موجود الان فلا مفر من سوْال كتاب دين الحق ،،بناء على تحديد مقدار الزكاة استنادا على كتاب الله وسنة رسوله الذي لايتكلم من عنده بل يوحى اليه نصل لنتيجة ان السيد كاميرون عليه ان يدفع نسبة 2,5% زكاة او ضريبة على امواله لتصبح حلالاً طاهرة ويتطهر كاميرون معها ،، اي بالارقام المجردة على كاميرون ان يدفع 2500 جنيه عن كل 100 الف جنيه كما اعتمد أهل العلم والفقه ،، فهل هذا حل اقتصادي لدول تعاني من عجز في الميزانية لان مصاريفها على التقدم والعلم والرفاهية الاجتماعية تلزم المواطن بدفع 45% من دخله والميزانية في عجز ،،لذلك ياسيد فواصل الاعتماد على كتاب دين الحق يأخذك مباشرة للفشل عكس ما تقول حضرتك ،، و أكيد لخراب اي دولة في عصرنا الحديث ،،استيقظ يارجل وافصلوا الدين عن الدولة .
الخبير الاقتصادي خوليو!
اقتصادي -انتقل خوليو فجأة، وقفز بقدرة قادر وببهلوانية خارقة، من موضوع فول حول أسباب اخفاق الدول الى مسألة اقتصادية هي معدل الزكاة ودرجة كفايتها للانفاق الحكومي. لهذا يحق لي التدخل. بداية فان الأدبيات الاقتصادية المعاصرة تؤكد على أهمية تخفيض معدلات الضرائب بأنواعها كاسلوب للتحفيز الاقتصادي ولتطوير القطاع الخاص ومن ثم توسيع القاعدة الضريبية بشكل تلقائي غير مثبط. هذا يمكن مقارنته بالنظرة الكلاسيكية الفاشلة الى الاقتصاد باعتباره "بقرة حلوب" ينبغي تجفيف حليبها ودمها للانفاق على مشاريع حكومية رأسمالية عرضة للفساد وضعف الانتاجية وتفاقم البيروقراطية، ومن ثم الخصخصة! او للانفاق على موظفين تحكمهم نزعة الاهتمام بالمصلحة الخاصة وهمهم استلام الراتب والحصول بعد ذلك على "صفقات" تفوح رائحتها. من ناحية اخرى، فان نظرية الضريبة في الاقتصاد الاسلامي تتضمن عنصراً متغيراً يمكن الاستعانة به ضمن اسس دستورية وحسب الظروف. هذا المكون المرن يحكمه الحديث النبوي: "ان في المال حقاً سوى الزكاة". لكن الأساس هو الاكتفاء بالزكاة التي تفرض على المال المعطل وليس على رأس المال العامل. وللموضوع تفاصيل أخرى مثيرة يمكن تفصيلها لاحقاً للخبير الاقتصادي خوليو.