فضاء الرأي

حديث العراق بين الهيبة والجياع

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مدافعون عن هيبة الدولة التي سقطت وهي تقاتل تنظيما إرهابياً، ومدافعون عن الجياع باعتبارهم أصحاب الحق بالثورة ضد مجلس النواب والعملية السياسية، هكذا ينقسم الموقف حول اقتحام المتظاهرين لمبنى مجلس النواب.

ومهما بدا الرأيان بنوايا حسنة، فإنهما يعانيان من مشكلة كبيرة، هي أن ما يعتمدان عليه ليس مبرراً. فهيبة الدولة المنفصلة عن كرامة الناس وحياتهم ليست هيبة، خصوصا وإن الهيبة تضيع حين تعجز الدولة، أما الجوع والفقر، فليس هو العامل الرئيس وراء ما جرى يوم السبت المنصرم فلن يكن الأمر اندفاعة شعبية مجردة من الولاء السياسي، بل عملية منظمة وقفت وراءها كلمة سر "الانتفاضة" التي أطلقها السيد مقتدى الصدر في مؤتمر الصحفي قبيل الاقتحام.&كلتا المقولتين تبدوان تبريريتين يخفيان خلفهما نقطة أساسية هي الاهداف الكبرى التي تحرك كلا الجانبين. هيبة الدولة حديثها فوقي، ليس فقط لأنها مفقودة بفعل انقسام العراق بطريقة تجعل كل حزب فرحاً بما لديه، وأغلب العراق خارج عن سيطرة بغداد بسبب وجود داعش أو فرض الأمر الواقع من قبل اقليم كردستان، بل أيضا لأننا هنا نتحدث عن مستوى من الاستهتار الحكومي يستدعي احيانا التفكير بضرورة قلب الامور وانهاء الجماعات السياسية الحاكمة. بعضنا يريد أن يستخدم الأمر كذريعة لمواجهة ما يجري، بينما الثورة حين تحصل يسقط الكلام عن هيبة الدولة، بل لا يمكن التعامل معها على محمل الجد. أما من يقول من جاء عبر صناديق الاقتراع لا يخرج الا بها، فهذا ايضا قليل القيمة، لأن الصناديق ليست ديمقراطية بفعل هيمنة الاحزاب وطبيعة النظام الانتخابي الذي يجعل صاحب الالفين صوت عضوا وغيره خارج قوس، هو ليس نظاما انتخابيا ديمقراطيا بل يكرس الحاكمين، بما في ذلك من يقود التظاهرات الان.&أما الجوع فليس السبب، بل هو حراك تقوم بها جماعة سياسية مستفيدة من حالة الظلم الاجتماعي، وتوظفه بطريقتها، وشريحة من المثقفين يرون ذلك فعلا ضروريا للتغيير، مثلما هو الامر في كل محطات العراق الثورية، التي انتقلت من التحرر من الاستعمار الى مواجهة الطبقية الى القضية الفلسطينية الى الوحدة العربية ثم الى المظلومية الشيعية وقبل سنتين الى التهميش السني. هذه المقولات هي العنوان الذي يخفي رغبة ما خلفه، وهذه الرغبة بالعادة تسعى للحصول على الحكم بالسيطرة على الشارع ومن ثم السيطرة على نبض الانتخابات. لنذر الحديث عن الجياع جانبا، فكل الثورات خلفها جياع، حتى تلك التي يرفضها من يدافع عما يجري اليوم. هناك رغبة بالتغيير، هي التي يجب أن تكون صريحة، وهذه الرغبة هي ما يجب أن نحللها ونراجعها وليس الجياع، لأننا عارفون لا ثورة ستنصف الفقراء وإن كان خلفها ابو ذر الغفاري الذي صنفه الشيوعيون أول اشتراكي في الاسلام!وبالمحصلة، إن المشروع الثوري الذي اندفع بعيداً لاسقاط مبنى مجلس النواب لم يستمر كثورة. الخطوة توقفت حين شعر الواقفون وراءها بأن الارادة الدولية تحفظت تجاهها منذ أن اعلن الاتحاد الاوربي استنكاره، فبدا اتمام الأمر مهمة شبه مستحيلة تحتاج الى مسؤولية كاملة لم يستعد لها من قاد المشهد. ومشروع هيبة الدولة اتضح أنه غير موجود لأن الدولة في العراق كتل سياسية وليست دولة، والمشهد العراقي كشف عن غياب القدرة على صناعة قراره الا اذا ما وافقت الجماعات المحكومة بتوجهاتها القومية والمذهبية. يحصل شيئا لتنسحب بعيداً، وتمارس ابتزازها المعهود، وكأنها لا صلة لها بأي مسؤولية قانونية وسياسية تجاه الخراب الجاري في البلد منذ ان تشكل مجلس الحكم.ومن جانب آخر أغلق الفعل الثوري خيار الاصلاح وبقي مرددا بين أن يذهب الى النهايات البعيدة، أو يصمت الى الابد ويقبل بشروط اللعبة نزولا عن رغبة المحاصصة بصيغتها التي طرحها الحكيم أو صياغات أخرى. لأننا هنا أمام إرادة زعيم وليس كما يحاول من يحاول أن يجعلها إرادة شعبية. ولقد تسبب فساد منظومة النهب بكسر هيبة الدولة واعطاء المبررات تلو المبررات لممارسة الوصاية عليها، وان فشل ما جرى السبت، فان الارادات ستفرض مجددا، لأن المذنبين دائما ضعفا مهما بدو ماكرين.سيقال أين نقف بالضبط، مع هذا أو ذاك؟ ربما سيسهل الجواب لو تعاملنا بعين أن الصراع الان بين مشروعين سلطويين، يفترض ان ننظر له بعين الناقد، فلا كلام الجياع سينقذ الجياع، ولا اندفاع هيبة الدولة ينقذ الدولة... الأمر رهن بقدرتنا على صناعة البدائل المفقودة حتى الان! &

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العراق
Rizgar -

العراق هو معرف لمنطقة جغرافية وليس دولة.. كمناطق (البلقان والاسكندنافية والشام)

(اكباش تذبح)
هس -

والى متى يستمر شيعة العراق (اكباش تذبح) على مذبح اكاذيب ما يسمى الوحدة والقومية والوطنية والاسلامية.. وهلم جرا ؟؟ ويبني الاخرين انفسهم على حساب دماء الشيعة العراقيين. الى متى يعمي البعض من الشيعة بصره.. وهو يرى بان ازمات العراق في حقيقتها هي ازمات ليس للشيعة فيها ناقة ولا جمل (ككركوك والموصل) وهي منطقة صراع (بين السنة العرب والكورد).. -

الكيان اللقيط الى الجهنم
آرام -

الكيان اللقيط الى الجهنم قريبا.....

تعليق
بسبوسة -

بدأ المعلّق الأول يُعلّق بأسماء مختلفة. ومع ذلك، فتعليقه في أخطاء إملائية لم يتمكن هو من تصحيحها لجهله بلغتنا ولأنه اقتطعه من مكان ما في محرّك البحث غوغل. والخطأ الثاني هو خطأ تاريخي. أقول من الطبيعي جداً أن يُسقط الإنسان إرهاصاته على الآخرين. فمن ليس له وطن ولا أهل (بيوار و بيه كس، كما يقال في اللغة الكردية) يسهل عليه أن يتهم الآخرين بمثل هذه التُّهم. أذكر أنني قلت له يوماً إن العَراق من العَراقة وأن العَراق هو الكوفة و البصرة.. هكذا تُعرّفه احدى المعاجم. فـ الكوفة والبصرة مدرستان لغويتان. بل هما من أقدم المدارس اللغوية على وجه الأرض قاطبة. وعلى نفس الأرض شهد الإنسان أول حضارة. لم تقم تلك الحضارة، بالطبع، على الكباب و إنما على الزراعة و تدجين الحيوان. و مدينة أور في جنوب العَراق هي أول مدينة آهلة بالسّكان. و منها خرجت حضارة كيش. و في كتبت إنانا، الشاعرة، أول قصيدة. أما الشام فهي امتداد لحضارتنا. أما الدول الإسكندنافية فتُعرف قديماً بدول البلغار وقد زاراها أحمد بن فضلان وكتب عنها رحلته الشهيرة التي تُعرف باسمه. الناس في تلك البقاع (وأعني الدول الإسكندنافية) كانوا كالأنعام بل أضلّ سبيلاً. في الوقت الذي كانت فيه بغداد حاضرة الدنيا. العراق يا رزكار هو البدء، وكل بدء هو العراق. فمن أنتَ؟ ومَنْ أنتم؟

للأسف فالعرب لايزالون يدر
غ. كربادو -

للأسف فالعرب لايزالون يدرسون الكذب والتاريخ المزور في مدارسهم ولايزالون ينسبون تراث الامم السابقة إلى العروبة بالرغم من أنه ثبت بالأدلة العلمية والتاريخية أن كل تاريخ العرب عبارة عن قصص وروايات يغلب عليها السجع وكل تاريخهم هو حروب وغزوات للنهب والسلب والتفاخر بذلك وتمجيد الصعاليك وقطاع الطرق. فنحن نرى حضارة العرب اليوم كيف تنتشر وتزدهر في كافة البلدان التي مر عليها الجراد العربي، من تونس إلى ليبيا فسوريا فاليمن فباكستان فالصومال وحتى نيجيريا والشيشان، وفي كل بلد يمتد غليه الجراد العربي تنتشر فيه حضارة العرب ألى وهي قطع الرؤوس والتنكيل بالجثث وأكل الاكباد والتفجير

الجاسوسة البريطانية المس
انا , -

انا , الجاسوسة البريطانية المس بيل , قمت بتاسيس الكيان العراقي ١٩٢١ , وقمت باستيراد عربي لاسباب عرقية ولمصالح الانكليز الستراتيجية , وقمت باخماد الثورة الكوردية وحكمت حكم الاعدام على ملك كوردستان ١٩٣٢, (عارضت كركوك تنصيب الملك فيصل فيما لم تشترك السليمانية اصلاً في هذا الأستفتاء)بينما وافق لواءا الموصل وأربيل على تنصيب الملك فيصل بشرط حماية حقوق الكورد (الوفاء بمعهادة سيفر في استقلال كوردستان)لقد كان شعب كوردستان يؤمن بأن كوردستان ليست جزءاً من العراق لذا فليس من حقهم التصويت على تنصيب ملك عليه وإعطاء أصواتهم للقبول بذلك. وقد أوضح مواطنو السليمانية ذلك بجلاء (لأن كوردستان منفصلة عن حكومة العراق فلا حاجة لأبداء رأيها في تنصيب الملك(33) ومما لاشك فيه أن الكورد منذ البداية كانوا غير راغبين في كيان دولي مشترك مع العرب. (لايريدون أن يلحق جنوب كوردستان بالعراق ولا يريدون أن يعيشوا مع العرب ضمن اطار وكيان واحد) فانتحرت المس بيل هما وغمدا وقهرا وحقارة ١٩٢٦ , ١٢ تموز. تم اقتراح في جعل يوم انتحار المس بيل يوما وطنيا وعطلة رسمية في البرلمان العراقي من قبل السنة العرب.الشيخ محمود الحفيد في رسالة1925 له الى عصبة الأمم يقول وبوضوح (في الحقيقة أن إلحاق وطننا بالعراق وفرضها علينا بقوة السلاح، فأنه لايمكن تأمين الأمن والسلم أبداً في هذه المنطقة من العالم واللتان هما هدف هذه العصبة المحترمة، وأن مصير وطن الكورد إذا لم يقرره أبناؤه وحتى ذلك الزمن الذي ستدير فيه دولة كوردية هذا القسم من وطنها كوردستان فأنا على يقين بأن الأمن والأستقرار لن يستتب فيها)

تعليق
بسبوسة -

والله لو جنّد المعلق الأول جيشاً عرمرماً من أجل أن ينال ولو قيد أُنملة من العَراق لما فلح. و والله لو أنه نقل كلَّ ما كُنب في غوغل لما غيّر من حقيقة أن العراق هو الأول وهو الآخر. و والله لو أنه ذرف دموعاً تصنع بحاراً و محيطات على ما جرى للأكراد فلن غيّر من حقيقة كون الأكراد خونة ويستحقون كل ما جرى لهم.

يستمر مسلسل اغتصاب
آر -

يستمر مسلسل اغتصاب الاراضي الشيعية.. وقتل الشيعة بالجملة بعمليات انتحارية وارهابية سنية بالجملة.. وكل يوم يتعرض الشيعة للتهديد والوعيد.. من قبل السنة.. ولا نجد من يدافع عن شيعة العراق بل نجد من يستبيح دمهم.. ويصدر منهم ما يحلل نصف دماء الشيعة.. وابادة محافظاتهم.. ويريدون بعد ذلك من الشيعة بعدم الرد على من يعتدي عليهم.

وما يسمى الديمقراطية لم ت
سجاد جبل -

وما يسمى الديمقراطية لم تحمي الاكثرية الشيعية بالعراق ولم توفر الامن لهم.. و لم تحمي ثرواتهم ودماءهم.. وكذلك (توازن الرعب الطائفي) الحرب الطائفية التي جرت قبل سنوات.. استنزفت شيعة العراق ولم تحقق اهدافها كذلك.. مما يجعل شيعة العراق على المحك …

كردستان اصبحت ملاذا للعرب
سج .سج . -

كردستان اصبحت ملاذا للعرب قبل غيرهم, ليجدوا الحمايه بعد ان ضاقت بهم سبل الحمايه من رعاع على شاكلتك وشاكلة رفاقك في داعش.... ثاني اكبر مدينة تحت سيطرة داعش الموصل , ٣ تفجيرات في بغداد امس , تم حرق الشيعة كالخرفان في ثلث تفجيرات !!! ربما اخبار سارة اخرى غدا. يعجنوكم عجن .

لقد كانت السلطة العراق
Rizgar -

لقد كانت السلطة العراقية الوليدة في زمن الملكي تعرف تماماً بأن الشعب الكوردي يحس بعدم الأنتماء لهذه الدولة وأن وطنهم كوردستان لم ولن تكون جزءاً من العراق. وقد تجلى ذلك بوضوح عند الاستفتاء للقبول بالملك فيصل الأول كملك على العراق (عارضت كركوك تنصيب الملك فيصل فيما لم تشترك السليمانية اصلاً في هذا الأستفتاء) . بينما وافق لواءا الموصل وأربيل على تنصيب الملك فيصل بشرط حماية حقوق الكورد (الوفاء بمعهادة سيفراي استقلا ل كوردستان ) . لقد كان شعب كوردستان يؤمن بأن كوردستان ليست جزءاً من العراق لذا فليس من حقهم التصويت على تنصيب ملك عليه وإعطاء أصواتهم للقبول بذلك. وقد أوضح مواطنو السليمانية ذلك بجلاء (لأن كوردستان منفصلة عن حكومة العراق فلا حاجة لأبداء رأيها في تنصيب الملك ومما لاشك فيه أن الكورد منذ البداية كانوا غير راغبين في كيان دولي مشترك مع العرب. (لايريدون أن يلحق جنوب كوردستان بالعراق ولا يريدون أن يعيشوا مع العرب ضمن اطار وكيان واحد ابدا) . كان هذا هو الموقف الواضح للكورد إزاء مسألة إلحاق قسم من وطنهم بالعراق العربي. فرفض الشعب الكوردي رفضا قاطعا الانضمام الى الكيان اللقيط.

(لأن الموظفين العرب
مذكرات المس بيل -

(لأن الموظفين العرب كما تلاحظونهم ـ ويجب أن يكونوا كذلك دوماً ـ من البغداديين السنة بسبب عدم وجود طبقة مثقفة أخرى في البلاد، والعشائر ـ ومعظمها من الشيعة على ما تذكرون ـ تكرههم ) ص121........................((المس بيل هي :ـ جيرترود بيل ـ والتي عرفت بين العراقيين” بالخاتون “أول ماعملت كموظفة ادارية في شركة الهند الشرقية التابعة لوزارة المستعمرات البريطانية التي تعادل دائرة الأستخبارات الخارجية، وسكرتيرة المندوب السامي البريطاني في العراق السير برسي كوكس أثناء الإحتلال البريطاني للعراق سنة 1917م، وبقيت في العراق حتى وفاتها فيه عام 1926م،

(ان سادة الفرات الملاّكين
مذكرات المس بيل -

(ان سادة الفرات الملاّكين هم مصدر قوة لنا ، فكلهم تقريباً ضد الأتراك لكونهم شيعة لايكنّون أيّ حبًّ لكل حكومة سنية) ص69

(وأنا متأكدة من أن تسعين
مذكرات المس بيل -

(وأنا متأكدة من أن تسعين بالمئة من أهل السنة ينفرون من الاحتكاك بالشيعة والعكس بالعكس ) ص148