قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
& لايمكن ان تأمن أية سلطة او نظام على إستمراره دون تفعيل متواصل لعوامل نجاحه في العيش الأمن وخلق فرص للافراد للحياة الافضل .&الشعوب اكثر من كونها أعداد واعمق من كونها مجرد عوام وعامة او دهماء كما يطلق عليها بعض مدعي الثقافة والمحللين .&& & الشعوب تاريخ ثر من المشاعر والطموحات والامال والتطلعات والقيم والاعراف والعادات الجينات وتاريخ الحواضر ومنادات دائمة لتلك الصورالتي أنتجها الاسلاف وانفقوا أعمارهم وافنوا حياتهم الى اللحظة التي أنت فيها الان تحمل جينات وشفرات غيرك من الاجداد& & هذا وسواه مرّ بي وانا أرى تلك الحشود العراقية من شباب تميزهم سحناتهم السمراء التي احرقتها شمس بغداد والجلوس على أرصفة البطالة ’وهي تهرع على جسر الجمهورية الذي حمل الالاف منهم &تاركة بوابات المنطقة الخضراء خلفها وفي اثرهم تدوي القذائف وابخرة الغاز المسيّل للدموع وتساقط المئات منهم على ذات الجسر الذي قصفته الطائرات الامريكية العام 1991 وأصر الجهد الهندسي حينها على اعادته بستة اشهر فقط .& & & &بل وتمادى وزير الاشغال انذاك في مراهنته على ان الجسر اقوى من السابق بربط نفسه تحته ومرر دبابة من فوقه وهو تحته وسط ذهول الناس ، بثقة ذلك الوزير العراقي ،الذي عبر الناس على جثته الاغلب ممن عايشوا تلك المرحلة يعرفون قصة إعادة الاعمار التي سّجل فيها العراقيون ملحمة البناء والاكتفاء معا &تغير المشهد اليوم &واذا بالعراقيين يطلقون النارعلى ابنائهم الشيعة المتظاهرين منذ اشهر وبمدافع شيعية التي لطالما كانت تصرخ من المظلوميةوهاهي لاتبالي بالدفاع المستميت عن رمز السلطة القابعة في "المنطقة الخضراء "تلك البقعة التي التي أسماها الامريكيون " كرين زون " وهم يحتلون البلاد العام 2003 بجيوش جراره بهدف حماية لمقارهم وسفارتهم الاكبر في العالم &انسحب الامريكيون بعد عشر سنين عجاف لكن الحال ظل كما هو .&المشهد الجديد فيه اكثر من مغزى وهو بلا ادنى شك يؤكد ان السلطة تظل هي السلطة ، مهما تغيرت الوجوه والمسميات بين القومي والمتأسلم بين الشيعي والسني والكردي وسواه&انها لعبة تبادل المواقع ان تكون مظلوما خارح السلطة وظالماً داخلها ، معارضا شرسا حين لا تذوق حلاوتها ومدافعاً الى حد إطلاق النيران حتى على بني جلدتك ان تمادوا في المطالبة بالتغير والاصلاح& & &سايكولوجية الشعوب ومختلف قواها ومكوناتها معقدة بتعقد تأريخها وتشابك ثقافاتها وأثنياتها وتغايراتها وانسحاباتها واحتلاتها ’ القيمة الابقى فيها فكرة المواطنة التي تصهر كل تلك المركبات التي تبلغ حدودها الاسطورية عند شعب يتلوا تاريخيه عند المفاخرة الى الالف الرابع قبل الميلاد ويعود ليحكي لك انه محتكر الريادة في ابتكار العجلة والكتابة والتدوين وسن القوانين والتشريعات .& & &وتراه يقف اليوم على جسر الجمهورية بمجابهة حاكميه الجدد في المنطقة الخضراء التي لايراها إلا مكان للسراق والفاسدين ومصدري فرمانات القتل وعقد الصفقات التي خسرت الشعب فرصة النهوض في عصر النفط الآفل والمتدني الاسعار , ثمة من يتحدث عن ثمنمائة مليار سرقوا على رؤوس الاشهاد وظهور طبقة &جديدة من "المليارديرية " التي طيرت تلك الاموال الى الخارج بأسم ا"لعهد الجديد" و الذي أنتج أخيرا جيلاً من الشباب الذي يزحف كل يوم نحو بؤرة السلطة ليسقط رموزها وهم يطلقون صيحات الاحتجاج التي ما عادت مكبوتة ولا ملجومة بالوشاح الديني وهم يرددون " نعم نحن احرار في دنيانا &" غير مبالين بتبريرات الدفاع عن الطائفة والمكون والزعيم الاوحد , نعم ستتمكن السلطة من اطلاق النارعليهم مرات لكنها لن تقتل فكرة الحرية ولن تخرجها من رؤوسهم .&
كاتب واعلامي عراقي مقيم في دبي