تفجيرات اسطنبول والأحكام الجاهزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
"انظر بعين العقل لا عينِ الهوى فالحـق للعـين الجليَّة عـاري"
ابن الرومي
يقول الكاتب خليل الفزيع بأن "الأحكام المسبقة غالبًا ما تكون نتيجة ظنٍ خادع، أو انطباع عام، أو تأثر بكلامٍ عابر، فيؤخذ ذلك كله على علاته دون عناء البحث عن الحقيقة، أو التفكير في الاحتمالات" وتلك الأحكام عادة ما تكون حاضرة في ذهن الشخص، وهو أصلاً ينتظر أية نافذة ليُخرج بفضلها ما لديه، باعتبار أن وسائل الاعلام وعلى مدار خمس سنوات غذته بالكراهية والاحتقانات وجعلت الكثير من الناس حشوداً أشبه بالحالة القطيعية التي تحدث عنها الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون.
كما لم يعد يخفى على المتابعين ثقافة التودد إلى الحكومة التركية ورأس الهرم فيها، لدى أغلب النشطاء والمعارضين السوريين، وهي الثقافة التي تذكرنا بالتسعينات وكيف أن السوريين أوصلوا الأسد إلى مرتبة القداسة، فلم يكن واحدنا يجرؤ على التحدث حتى عن كلاب بيت الأسد وليس الأسد نفسه، وذلك من فرط الحرص على سلامة سمعته بين باقي الآلهة في المشرق، حتى أني أتذكر حادثة ضرب سيارة محافظ اللاذقية حسن رضا الشهوان من قبل الشبيحة أمام مطعم الدار في اللاذقية عام 1993 ولكن سيادة المحافظ وحرصاً على اسم وسمعة رئيسه المفدى لم يقبل حتى بتقديم شكوى قانونية بسيطة ضد الشبيحة آنذاك، وكله بدعوى الحرص على قدسية مقام الأسد وسمعته التي لا يجب أن تتلطخ بين البشرية، ولم يكن هناك إشكال إن قام هارون الأسد بقتل فتاة على طريق جبلة، أو قام فواز بإهانة الفنانين في مهرجان المحبة والسلام، ولكن يبدو أن السورييين الذين تعودوا على أن يكونوا مصفقين عميان لسطوة الأسد وسلطانه، لن يصعب عليهم إيجاد البديل الجاهز عن الإله الذي للتوِ تم رجمه من قِبلهم.
وكأن النشطاء ومن خلفهم من دعاة الفكر والسياسة ينسون بأن الأحزاب التي تكون خلفياتها يسارية لا تؤمن بشيء اسمه الجنة أو الحواري أو ما شابه ذلك من القصص المنقوله عن الفراديس ومششتهياتها حتى يقتلوا أنفسهم بسببها، ومن المفروض كحالة بديهية وعقب كل تفجيرٍ انتحاري أو عملية من العمليات الانتحارية التي حدثت وقد تحدث في تركيا وفي أي بقعة أخرى من العالم، وقبل إصدار الأحكام جزافاً أن يخطر على بالهم أن الفاعل إما أنه مختل عقلياً كما هو الحال مع مَن هجم على ملهى المثليين في أمريكا، أو أنه من عشاق الحواري، باعتبار أن الفئة الأولى وارد ظهورها في أي مجتمع، والمنتمي للفئة الثانية لديه الاستعداد الدائم لتفخيخ الذات كرمى الطيبات التي يعتقد بأنها في انتظاره على أحر من الجمر في مكانٍ ما، وذلك قبل&أن يخطر على بالهم اتهام أي حزبٍ أو نفرٍ من العلمانيين أو اليساريين الذين لا رغبات ماورائية لديهم لتكون الدافع لتفخيخ الذات، على غرار المتشوقين لمغانم ما بعد التفخيخ وعوائده، أولئك الباحثين عن ملذات الفردوس من بني ملتنا الدينية، طالما أن المغريات الى الفناء تشدهم الى الموت أكثر من التمسك بالحياة، بخلاف ما هم عليه أولئك اللامؤمنين بالنظريات الثيوقراطية في العالم.
لذا فاتهامهم حزب العمال الكردستاني بمناسبة أو بدونها ليس له أدنى سبب منطقي غير كره الحزب المذكور بناءً على ما تلقفوه من وسائل إعلامهم من ناحية، وكذلك حباً بالخاقان الذي حل محل الاسد في أخيلة معظمهم، باعتبار أن مَن يكره المعبود نكرهه ومن يحبه نحبه، هذا بالنسبة لعوام الناس.
ولكن الغريب في أمر احتقانات الأدلجة أنها قادرة على أن تُنزل النخبة الى مستوى العوام في التصورات وإطلاق الأحكام، وهنا كنموذج من هؤلاء هو البرفسور والدكتور سمير صالحة الذي أطل من على قناة العربية وراح يشير الى حزب العمال الكردستاني بأنه يقف وراء العملية وذلك بدون أي دليلٍ يذكر، إنما دليه الوحيد ربما هو موقفه السابق من الحزب المذكور، إذ أن موقفه المسبق جعل رأيه أشبه برأي أي جاهلٍ لا يؤخذ بما يقوله، علماً أنه أكاديمي وهو العميد المؤسس لكلية القانون في جامعة غازي عنتاب وأستاذ مادتي القانون الدولي العام والعلاقات الدولية في جامعة كوجالي، فتصوروا هذا الأكاديمي مع ما يحمله من ألقابٍ ونياشين وقارنوها بآرائه حيال الحادثة لتدركوا بأن ليس كل ما تصرح به النخبة هو محط ثقة وتقدير.
وربما كان المئات من نشطاء الثورة السورية يرغبون في دخيلة أنفسهم أن يكون حزب العمال الكردستاني هو الذي قام بالعملية في المطار، لا لشيء سوى لاشباع رغباتهم في كيل الاتهامات الى الجهة المذكورة وتأليب الرأي العالمي ضده، وهي لا شك رغبة دفينة لدى كل من ذكرناهم، باعتبار أن الصور الذهنية والحقد المسبق هو ما يدفعهم لا شعورياً إلى اتهام حزب العمال الكردستاني، أولاً لأنه حزب يساري وهم بمعظمهم متدينون، وثانياً لأنه يعادي السلطات التركية والجماعة تلقائياً يكرهون كل مَن يكره تركيا، وثالثاً لأنه حزب محسوب على الكرد، وكلمة الكرد تلقائياً تُقلق المزاج القومي لدى أغلبهم، وهذه الأسباب مجتمعة هي حقيقةً كافية لأن يخرج في لحظةٍ ما كل ما هو مودع في صناديق اللاوعي لديهم.
إذ أن المواقف المسبقة من الحزب المذكور لم تسمح لهم انتظار إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم القائل بأن تحقيقات الأمن في الاعتداء الإرهابي بمطار أتاتورك أشارت إلى تنفيذه من قبل تنظيم "داعش"ومن ثم اتهام تركيا لمواطنين شيشان بأن لهم صلة بتنظيم القاعدة، وبانهم ساعدوا في الاعداد لتفجيرات اسطنبول وقد أحالت السلطات الى محكمة امن الدولة 9 مشتبهين يخضعون للاستجواب في اطار التحقيق حولها، أو ما نقلته صحيفة ميليت التركية عن وزير العدل التركي جميل سيجك قوله: "أن مواطنين شيشان وأتراك لهم صلة بتنظيم القاعدة ساعدوا&في الإعداد للتفجيرات الانتحارية التي أسفرت عن مقتل العشرات في اسطنبول"، هذاعدا عما جاء في سياق التحقيقات بأن منفذي الهجوم الثلاثة هم أجانب ومن جنسيات مختلفة:أحدهم داغستاني - يحمل الجنسية الروسية، والثاني قرغيزي، والثالث أوزباكستاني، وطبعاً نشطاؤنا وأمثال صالحة ربما أزعجتهم نتائج التحقيقات، بما أن ما كانوا يتمنونه في دخيلة أنفسهم قد سقط أمام الحقيقة، وطبعاً من غير أن يخطر على بال أصحاب الاحكام المسبقة أن تنظيم داعش مافيا عالمية، وأن عملية تفجير مطار إستانبول حسب الكاتب أحمد مصطفى هي ربما كانت رسالة من داعش لرأس النظام بتركيا؛ بأن التنظيم قادر على ضرب العمق التركي إن لعب معهم ونفذ وعوده بإغلاق الحدود في وجه التنظيم، وأن ضرب المطار كرمز وممر دولي نحو الخارج هي رسالة للنظام التركي، ويعني بأن أي إغلاق للحدود أمام التنظيم سيكون له تداعيات كارثية على تركيا، محملاً بذلك قيادة حزب العدالة والتنمية مسؤولية ما جرى في المطار، وأنها هي مَن فتحت المجال أمام الجماعات والتيارات الدينية لكي تتغلغل في بنية المجتمع التركي لزرع خلايا إرهابية قادرة على تفجير أي بقعة في تركيا.
ولكن كل ذلك لم يخطر على بال المشحونين والجاهزين لإطلاق الأحكام من النشطاء السوريين ومعهم أمثال صالحة الذين ربما كان بودهم من خلال التراكض على اتهام العمال الكردستاني بأن يظهروا للعالم بأنهم أفهم من الاستخبارات التركية والعالمية في معرفة فاعلي العمليات الانتحارية، لذا وتعبيراً عن حبهم الجم للدولة ورئيسها وتقرباً من السلطة، سارعوا إلى اتهام حزب العمال الكردستاني بتفجير المطار كما سارعوا الى اتهام الحزب نفسه بأكثر من عملية قام بها الاسلاميون في تركيا، وكأنهم من فرط حب التودد لم يستطيعوا انتظار تحقيقات الحكومة التي لا يتمنى أي عاقل الإضرار بها أو بشعبها الذي فتح صدره لآلاف اللاجئين السوريين، كما لا يتمنى إلا الانسان الحقودُ ضرب المدنيين أوالتسبب بقتلهم ليس فقط في تركيا إنما في كل دول العالم.
التعليقات
قتل الكورد باهض التكاليف
Rizgar -غرب شمس تركيا
عنجهية اردوغان
raman -وانهيار طموح تركيا بدات بعد فشلها في اسقاط بشار، والذي يرى اكثر المحللين بان ماسال من دماء سوريا كانت نتيجة سياسات تركيا الفاشلة وموافقها المتذبذبة من سوريا واحداثها فخطابات اردوغان المحرضة والمشجعة للشعب السوري للانتفاضة ضد النظام ووعوده لهم وللمعارضة في بداية الازمة بانه سيكون في صفهم لاسقاط بشار الاسد ومن ثم تخليه عنهم، تركهم فريسة سهلة وضعتهم تحت رحمة الالة العسكرية السورية والايرانية والروسية والمليشيات الارهابية الشيعية والسنية وعلى راسهم داعش. وكذلك فشلت سياساتها في التعامل مع القضية الكوردية في سوريا والذي تسبب بظهورها ومن ثم خرجت من بين ايديها ، وذلك لاظهارها العداء ضدهم في بداية الازمة السورية حيث قام بجمع المعارضة السورية في تركيا وابعد الاكراد منها ولم يكن هم تركيا في تلك المرحلة سوى منع أي اشارة حتى ولو اعلاميا بوجود قضية في سورية اسمها القضية الكوردية، وكما فرض على المعارضة السورية مقابل دعمها لهم بان ادرج 6 نقاط ضمن بنود الاتفاقية كلها تتعلق بواد القضية الكوردية فيها والزمت المعارضة السورية بها في حين تسلمهم الحكم بعد بشار مقابل دعمه لهم ، وكان السبب الرئيسي لتسليم بشار وبرضى ايراني ودعم روسي للاراضي الكوردية الى الاكراد السوريين وتحت شروط تعهد الاكراد بموجبها الالتزام بها مقابل ذلك مستفيدين من السياسة الخاطئة لتركيا مع الاكراد.
عنجهية اردوغان
raman -هذه اشارات الى تراجع تركيا عن سياساتها التصعيدية التي انتهجتها في الاونة الاخيرة بعد الربيع العربي مع محيطها الاقليمي والدولي ومحاولة لاعادتها الى المربع الاول من عهدها عندما انتهجت سياسة تصفير وتجميد الازمات مع ذلك المحيط، ام هي مؤامرة اخرى ضد الكورد يحاك لها اردوغان وحليفه علي يلدريم، وتريد ان تبدئها دوليا للقضاء عليها بعد ان فشلت وادها محليا بالخدع والمؤامرات الاستخباراتية وعن طريق المليشيات المتطرفة وداعش، وبعد ان فشل في اثارة الفتنة بين الاطراف الكوردية،و بعد ان خرجت القضية الكوردية من بين ايديها واصبح مستقبلهم مرهونا لدى صناع القرار الدوليين تحظي بالحماية الدولية والتعاطف العالمي، فهل هذه اشارة الى ان لعبة اردوغان ضد الكورد اخذ مستوى اخر بان اصبح عالميا ايضا، وهل تنازلاته المؤقتة عن كل طموحاته الامبراطورية واسترجاع العلاقات الى سابق عهدها مع محيطها الاقليمي والدولي تشير الى هذه اللعبة ، وهل سينجح في ذلك؟ اعتقد انه واهم جدا، فالوجود الكوردي بكل مايمتلكونه من مميزات قومية او جغرافية او اقتصادية او ايديولوجية اصبحت كلها مكانا للاهتمام الدولي والاقليمي واصبحت قضيتهم عنصرا ذا مركزية ضابطة لتوازن المصالح والقوى بين تعدد الاطراف والقوى والاجندات والايديولوجيات التي تتصارع على المنطقة، فلم نرى في تاريخ الصراع الروسي الامريكي منذ الحرب الباردة ان اتفقت مصالحهما ورؤاهما حول نقطة بقدر ما اجتمعت على ضرورة احياء القضية الكوردية ووجوها اليوم ، خاصة مع بروز المخاوف الدولية من ظهور الطموحات الامبراطورية القومية المغلفة بالغطاء الثيوقراطي في المنطقة، المتمثلة بالقوميات الثلاث، الفارسية الشيعية والعربية السلفية والتركية الصوفية المغلفة بالوسطية، المتصارعة مع بعضها البعض خلف ارادة مطلقة عزمت كل منهم على تحقيق حلمه الامبراطوري ان لم يكن اليوم فغدا .
الجيش السري الارمني
ASALA اسس pkk -ان حزب العمال ال pkk هو حزب الارمن المستكردين اسسه الجيش السري الارمني لتحرير ارمينيا المحتلة ASALA سنة 1980 وحسب المخابرات التركية ارمينيا تساعد pkk وال pkk بالتعاون مع الجيش السري الارمني ASALA ستقضي على تركيا وعاشت ارمينيا
بضاعتكم ردت إليكم
عراقي متشرد -حدثت عدة انفجارات في تركيا في مختلف المناطق،وسبقتها انفجارات في الأردن.حكام الشعوب المتخلفة لا يتعلمون من التاريخ،ولا يستفيدون من العبر التي مرت على الآخرين.قبلهم كان بشار يدرب الإرهابيين ويرسلهم مع الأسلحة والأموال الخليجية إلى العراق ليقتلوا أطفاله ونساءه،وكان قادة الإرهابيين يمضون عطلهم في سوريا ويوفر لهم بشار كل وسائل المتعة من السيارات إلى الجواري إلى الغلمان،ولم يسمع نصائح العراقيين من أن هؤلاء سينقلبون عليه يوما ما وهو ماحدث فخربت سوريا ذلك البلد الجميل والشعب المثقف وشرد الملايين من أبناءها وفقدوا كرامتهم وشرفهم عندما يأتي بدو الخليج المتخلفون ومغول تركيا الهمج أعداء الحضارة إلى مخيمات اللاجئين السورين في الأردن وتركيا ليختاروا الفتيات الصغيرات الجميلات مقابل حفنة من الدولارات مستغلين ضروف تلك العوائل،ويقضون معهن بضعة أشهر ثم يتركوهن يهمن على وجوههن في الشوارع وهذا لم يحدث حتى في زمن النخاسة والعبودية.اليوم دارت الدوائر على حكام البدو في الأردن وأحفاد هولاكو وجنكيز خان وانتقلت إليهم التفجيرات وما هي إلا البداية،وغدا ستنتقل إلى دويلات البدو ودويلات النفط والغاز في الخليج الذين يرسلون المجرمين والأموال والأسلحة عن طريق الأردن وتركيا إلى العراق وسوريا.فوافرحتاه لما يحدث في هذه البلدان التي كانت السبب في مأساتنا ومأساة سوريا واليمن وليبيا ومصر والصومال ونيجيريا وأفغانستان !!!.إفرحوا يا يتامى وثكالى وأرامل العراق وسوريا وليبيا وغيرها،فقد دارت الدوائر على الذين كانوا السبب في مآسيكم والقادم أعظم.ليتنا نعيش اليوم الذي ينضب فيه النفط وتكون نفوس السعودية خلال خمسين عاما ستين مليون ولا نفط ولا ماء ولا شجر،ونفس الشيء سيحدث للأردن وباقي أمارات البدو.أولادنا وأحفادنا سيرون ذلك اليوم الأسود الذي سيمر على هؤلاء وسيشمتون ويفرحون ويتذكرون ما فعله بهم وبآباءهم هؤلاء،وسيطلقون ضحكة طويلة وسيشمتون كما شمت بنا هؤلاء البدو.
بلاهة سمير صالحة
شاهين شاهين -وبدون حياء عاد - سمير صالحة - الفطحل! إلى قناة العربية في اليوم التالي، كمحلل للعملية الارهابية .. متحدثا عن داعش، ... يا ويلتاه.... هؤلاء الأقزام يمثلون المعارضة السورية...كم أنت بائس يا شعبي السوري، . الجهلاء....والانتهازيون..يمثلونك في المحافل الدولية وعلى المنابر الاعلامية..وباصوات مخنثة..