العراق ولجنة "تشيلكوت" والفوضى الاقليمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
&صحيح أن العراق يعاني أزمة وجودية ومصيرية غير مسبوقة لهذا البلد العريق في العصر الحديث، لكن صحيح أيضاً أن السبب في هذه الحالة المزرية هو السياسات الطائفية التي يتبناها المسؤولون والأحزاب الشيعية التي يدعم أغلبها النظام الايراني بشكل فج وواضح، ومن سوء التقدير القول بأن وضع العراق الآن هو نتيجة مباشرة لسقوط حكم صدام حسين، فالجميع يعرف أوضاع العراق حين كان صدام جالساً على كرسيه، والجميع يعرف أيضاً أن أوهام صدام وسياساته الحمقاء هي التي فتحت الباب أمام تنفيذ خطط الخارج والمتآمرين الاقليميين للتحكم في مصير العراق والمنطقة بأكملها. ولنتذكر جميعاً تلك المبادرة التاريخية التي حاول المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه طرحها على القمة العربية بمصر في مارس عام 2003، كي تتبناها وتعرضها على صدام حسين لانقاذ مستقبل العراق من مغامراته قبيل الغزو مباشرة، حيث سعت تلك المبادرة إلى انقاذ العراق وشعبه وكانت كفيلة بانقاذ العراق والمنطقة بأكملها من المآسي التي مرت بها ولم تزل قائمة، ولكن المبادرة غُيبت واختفت أو بالأدق أُخفيت في أروقة القمة العربية وقتذاك، حيث قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان تصريحه الشهير في الأول من مارس 2003 في شرم الشيخ، والذي قال فيه "إن العرب فقدوا لسوء الحظ برفضهم حتى مناقشة مبادرة الامارات اخر امل لحل عربي للازمة العراقية "، ما يعني أنه كان هناك نوع من استشراف وتقدير للأخطار الاستراتيجية التي ينطوي عليها المشهد الاقليمي وقتذاك من جانب دولة الامارات العربية المتحدة، التي يزعم البعض الآن أنها تدفع باتجاه الفوضى!!&أقول هذا الكلام بمناسبة ظهور موجة لطم للخدود وجلد للذات من جانب المتباكون على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عقب ظهور نتائج التحقيق البريطاني في حرب العراق عام 2003؛ حيث يجب أن ندرك العديد من الأمور أولها ان التحقيق لم يكن يستهدف البحث عن المسؤولية الجنائية في مقتل مئات الآلاف من الجنود والمدنيين العراقيين خلال تلك الحرب بل تحديد المسؤولية التاريخية عن خوض بريطانيا هذه الحرب التي تسببت في معاناة مئات&الأسر من البريطانيين، والأمر الثاني أن هذه النتائج لا يجب أن تطغى على حقائق موازية ودامغة مثل دور صدام حسين في الإرباك الاقليمي الحاصل حتى الان في المنطقة منذ احتلاله المشؤوم لدولة الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990.&بريطانيا أو غيرها لا تشعر بالحزن والندم على ضحايا غزو العراق كما يتصور البعض، فالأساس في مثل هذه المحاسبات والتحقيقات هو نقد الذات واستلهام الدروس والعبر سياسياً من تجارب الماضي وتوضيح الحقائق للأجيال الحالية والمقبلة، فتقرير لجنة السير جون تشيلكوت رئيس لجنة التحقيق في الدور الذي لعبته بريطانيا في غزو العراق، أشار بوضوح إلى أن "التحرك العسكري ربما أثبت أن إيقاف صدام حسين كان ضروريا في مرحلة لاحقة إلا أنه لم يكن الملاذ الأخير في ذلك الوقت، وأنه عندما أُرسل الجنود البريطانيون من الرجال والنساء إلى العراق للمخاطرة بأرواحهم لم يكن هناك تهديد وشيك". فالإشكالية بالنسبة لبريطانيا أن رئيس الوزراء الأسبق توني بلير لم يستنفذ الخيارات السلمية لنزع السلاح العراقي وقتذاك، وأن التحرك العسكري لم يكن قد حان وقته.&ما يهمنا كدول وشعوب المنطقة في هذا التقرير الآن أن الواقع الراهن المؤلم للعراق لم يكن غائباً عن تقديرات الاستراتيجيين في مرحلة ماقبل الغزو، إذ قال التقرير صراحة " إن مخاطر الاقتتال الداخلي في العراق، والسعي الإيراني الحثيث وراء مصالحها، وعدم الاستقرار الإقليمي ونشاط تنظيم القاعدة كلها أمور جرى تحديدها بصورة واضحة قبل الغزو"، وفيما يتعلق بالتدخل البري، كان مجلس الوزراء البريطاني ، كما يقول التقرير، على علم بـ "عدم ملائمة" الخطط الأمريكية.&من الضروري الانتباه إلى أن نتائج تحقيقات اللجنة التي تم تشكيلها عام 2009، بعد انسحاب آخر جندي بريطاني من العراق بناء على طلب رئيس الوزراء السابق جوردن براون، وتناول تقريرها الفترة من 2001 الى انسحاب القوات البريطانية، وجاء بعد سبع سنوات من العمل ومقابلة عدد كبير من الشهود وفحص آلاف الوثائق، تبحث في حدود المسؤولية السياسية والقانونية عن مقتل أكثر من 200 بريطاني، بما فيهم 179 جنديا بريطانيا، علاوة على إنفاق أكثر من 8 مليارات جنيه استرليني للمشاركة في الحرب حسبما تقديرات اوردتها صحيفة "فايناشيال تايمز" البريطانية، وبالتالي فهي لا تبحث في مصير صدام ولا مسؤولية مقتله.&لا أميل كثيراً إلى التحليل القائل بأن الأمور في المنطقة قد خرجت عن نطاق سيطرة الولايات المتحدة وتصوراتها الاستراتيجية لإدارة مرحلة مابعد صدام حسين اقليمياً وهي المرحلة التي انتهت بظهور تنظيم "داعش" وسيطرته على جزء كبير من أراضي العراق وسوريا، وقناعتي الأساسية أن "داعش" وغيرها من تنظيمات الارهاب ليست سوى&أدوات في حروب الجيل الرابع، التي ظهرت فعلياً بعد الخسائر الأمريكية الكبيرة في حربي العراق وأفغانستان، ما دفع المخططين الاستراتيجيين إلى ابتكار "أدوات" جديدة أو توظيف القائم منها أو تهيئة البيئة لظهورها، وهنا لا يمكنني مسايرة من يقول أن فيروس "داعش" تم تخليقه في مختبرات الاستخبارات الأمريكية، ولكن الشواهد تؤكد أن هذا الفيروس تم توظيفه بشكل مباشر أو غير مباشر وبشكل دقيق للغاية لتحقيق أهداف الاستراتيجية الامريكية في مرحلة ما بعد الفوضى الخلاقة، فلم يكن داعش أو إيران وميلشياتها لتتمدد في العراق وتتوسع لولا سلسلة من "الاجراءات" ولا أقول الأخطاء الممنهجة التي تسبب في أن تؤول الأوضاع في العراق إلى فوضى عارمة.&هذه الممارسات التي تصب في سلة تحقيق أهداف الدول والقوى الكبرى هي التي أطلقت مارد الارهاب من "قمقمه"، ولا يجب أبداً تحميل المسؤولية إلى دول المنطقة أو القائها على الدين الاسلامي والسلفية وغير ذلك، فالاسلام ليس نتاجاً حديثاً كي ينتج كل هذا الكم من الارهاب الآن، فهو دين ارتكزت عليه حضارة ضاربة في عمق التاريخ، ومن ثم يبدو الربط بينه وبين الارهاب الآن بمنزلة تبسيط مخل للأمور وتفريغ لها من أبعادها الاستراتيجية الحقيقية.التعليقات
هذا البلد العريق !!!
Rizgar -اي بلد عريق ؟ من اين لك هذه الاكاذيب الرخيصة ؟ رايت انتشار ظاهرة الكذب عند الكتاب العرب واصبح الصدق هو الاستثناء والشاذ واحيانا عيب وتعاقب عليه عند العرب!تم تا سيس الكيان الحقير واللقيط ١٩٢١ , من قبل الجاسوسة المنبوذة المنتحرة الحاقدة على الشعب الكوردي ...اي عراقة في تاسيس كيان على اغتصاب وانفال و تعريب مدن كوردستان ؟ اتحداك ان تقول لنا اسم رئيس وزراء العراق ١٩١٦ ؟
لاتصيح
كريم الكعبي -رزكار الديك مثلك يضغ رجليه في بحيرة من الدماء النجسة ويصيح بأغلى صوته غن الديمقراطية وحقوق الانسان تذكر الارمن، فالغراق وضغ التشريغ الانساني والغالم يغرف هذا جيدا ،، ثق لاندغكم تنفصلون فالجبال جبالنا والصحراء صحرائنا والوديان ودياننا ، وجميغ اراضي الشمال اراضينا رغما غن انفك وانف الانفصاليين الغنصريين امثالك
مقال رائع
كامل -هذا أهم مقال كتب في الفترة الحديثة عما جرى ويجري في العراق. بل هو ليس بمقال وإنما دراسة سياسية-تاريخية عميقة توضح كل ما نريد أن نعرفه عن أحداث العراق في العقود الأربعة الأخيرة. سأعرض هذه الدراسة غداً على طلابي، طلاب الدراسات العليا وسأقوم بترجمتها إلى الإنكليزية في الحال. كم أتمنى أن يكون لدى الكاتب مقالات أو كتب أخرى كي نستخدمها كمرجع دراسي يساعد الطلاب في دراساتهم. كم أتمنى أن أعرف عنوان الكاتب كي أتواصل معه. أ ريد أن أحصل على دراسات وكتب هذا الكاتب كي أترجمها. أريد أن أحصل على حقوق الترجمة بكاملها.شكراً لإيلاف على هذه اللآلئ.
إلى كريم الكعبي
كامل -لماذ تستخدم الغين بدلاً من العين في تعليقك؟
بداية جيدة وخاتمة تعيسة
فول على طول -أغلب ما جاء فى المقال أقرب الى الصدق ولكن خاب ظنى عند قراءة الفقرة الأخيرة من المقال حيث يقول الكاتب : ولا يجب أبداً تحميل المسؤولية إلى دول المنطقة أو القائها على الدين الاسلامي والسلفية وغير ذلك، فالاسلام ليس نتاجاً حديثاً كي ينتج كل هذا الكم من الارهاب الآن، فهو دين ارتكزت عليه حضارة ضاربة في عمق التاريخ، ومن ثم يبدو الربط بينه وبين الارهاب الآن بمنزلة تبسيط مخل للأمور وتفريغ لها من أبعادها الاستراتيجية الحقيقية. ..انتهى الاقتباس . الكاتب يؤكد أن سبب تمزق العراق هو الطائفية والمذهبية وتدخل يران ...وفى الفقرة الأخيرة يبرر الاسلام ...يبدو أن الكاتب يعتقد أن القراء لهم ذاكرة السمك أى ينسون أول سطر وهم فى السطر الذى يلية ...سيدنا الكاتب : من خلق المذهبية والطائفية والارهاب والعنصرية الدينية والانسانية غير الاسلام ..؟ تحب تعرف النصوص أم تعرفها وتنكرها ؟ حاول أن تقرأ تعليقاتى علبى مقال سيادة السفير دكتور خليل حسن - المقال مازال بالموقع - ..نعم صدام ركبة الغرور ولم يحافظ على شعبة وعلى العراق ولم يستمع الى نصيحة أحد بعد احتلالة الكويت ...ولم يسمع 26 نداء توجة بها حسنى مبارك الى صدام وبعض الحكام العرب واستهزأ بأمين عام الأمم المتحدة الرجل المحترم أيامها خافير بيريز ديكولار ..وظل دي كويلار منتظرا مقابلة صدام حسين فى العراق لمدة طويلة أكثر من 12 ساعة - غطرسة من صدام وقلة ذوق - وخرج بعد المقابلة يقول : الموت أفضل لى من مقابلة صدام بعدما لحقة من اهانات على يد فارس العرب صدام حسين ...ولكن لا تنسي أيضا أن بعض قادة الدول العربية كانوا يؤيدون احتلال الكويت ..والبعض أيضا كان يريد تدمير العراق وساهموا فى تأكيد امتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل وجروا بوش الى هذا المستنقع بغرض فى نفوس المؤمنين . مشكلتكم الكبرى الازدواجية وعدم الصدق .
شيء آخر
كامل -إضافة إلى ما ذكرته أعلاه، أحب أن أضيف أنه إذا حصلت على حقوق الترجمة فإن حقوق المؤلف سنأخذها بنظر الإعتبار وفقاً للمعاهدات والمواثيق الدولية التي تصون الملكية الفكرية. أتمنى أن يتصل بي المؤلف كي نرتب لقاءً وإتفاقاً ونبدأ بنشر دراساته وكتبه إلى الإنكليزية والفرنسية أولاً وبعدها إلى لغات العالم الحية الأخرى. شكراً لإيلاف والله هذا أول يوم أشعر فيه بإرتياح.
الغذر
كريم الكعبي -الحرف غير صالح فابدله بحرف الغين، ارجو المغذره