فضاء الرأي

الحرب الانتقامية وعجز مجلس الأمن

فلسطينيون يبحثون عن ناجين بين ركام منزل مدمر في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة في 11 كانون الأول/ديسمبر 2023
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يستمر تدهور الأوضاع في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 17 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، ونزوح الآلاف من المواطنين من منازلهم التي استهدفتها الطائرات الحربية الإسرائيلية وانهيار القطاع الصحي، وخاصةً مع النقص الحاد في الأدوية وانقطاع الكهرباء بسبب منع دخول الوقود والمستلزمات الطبية، إلى جانب الاستهداف المباشر للمستشفيات والطواقم الطبية والإسعافات.

معاناة شعبنا لا تقتصر على ما يحدث في غزة، حيث تستمر جرائم الاحتلال في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة من قبل المستعمرين، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والاقتحامات المستمرة للمدن والقرى الفلسطينية واعتقال الشبان، عدا عن الإعدامات الميدانية وهدم المنازل. ويشكل قرار استمرار حكومة الاحتلال في حجز أموال المقاصة الفلسطينية، عقاباً جماعياً. إنَّ هذا الإجراء يعد قرصنة لأموال الشعب الفلسطيني وله تبعات خطيرة على الخدمات التي تقدمها الحكومة الفلسطينية إلى القطاعات كافة، وتحديداً قطاع الصحة، الذي أصبح يعاني تراجعاً خطيراً في الخدمات المقدمة إلى أبناء شعبنا، إلى جانب قطاع التعليم ومناحي الحياة كافة. وقرار إسرائيل اقتطاع الأموال المخصصة لغزة بمثابة جريمة حرب.

يجب أن تستمر الحكومة الفلسطينية في تحمل مسؤولياتها كاملة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتجسيد الوحدة الخلاقة والتكافل الاجتماعي، واستمرارها بدفع رواتب الشهداء والمعتقلين، والقيام بواجبها في مجالات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء ورواتب العاملين في الحكومة الفلسطينية.

حكومة الاحتلال تعمل على كسر إرادة الشعب الفلسطيني عبر إبادته الجماعية وخنقه اقتصادياً، ولا يمكن لها أن تحقق ذلك. إن كل مؤامرات الاحتلال لن تنال من صمود شعب فلسطين، الذي يتمسك بحقوقه ويسعى إلى تقرير مصيره وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ونستغرب حالة عجز وصمت المجتمع الدولي الرسمي وعجزه عن وقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته في الأرضي الفلسطينية بما يضع في دائرة الشك كل منظومة القانون الدولي.

نستغرب استمرار صمت الإدارة الأميركية وعدم تدخلها لوقف جرائم الاحتلال، ويجب عليها أن تتحرك فوراً وتقوم بإلزام إسرائيل بوقف هذه السياسات والجرائم التي ترتكب ضد كل من هو فلسطيني، لأنها وحدها القادرة على ذلك، كما تتحمل تلك الإدارة مسؤولية مباشرة لدعمها سياسة استمرار الحرب، واقتطاع وسرقة أموال الشعب الفلسطيني، الذي يواجه العدوان والمجاعة والعوز في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.

ولا يمكن استمرار هذه الحرب الانتقامية وصمت مجلس الأمن الدولي على ارتكاب كل هذه الجرائم التي باتت تشجع الاحتلال على استمراره بتنفيذ جرائمه المنظمة بحق أبناء الشعب الفلسطيني ودعمه لحكومة التطرف التي تسفك الدم الفلسطيني بحجة ان إسرائيل تدافع عن نفسها وإن عدم القدرة على محاسبة قادة الاحتلال على هذا الجرائم يعني ضوء أخضر لقوات الاحتلال لاتساع العدوان وبما ينذر بسقوط المزيد من الجرائم والتطهير العرقي.

وفي ظل غياب الموقف الدولي واستمرار عمليات التنكيل وممارسة الإرهاب المنظم واتساع دائرته لا بد من تحرك الاتحاد الأوروبي ودول العالم كافة، بشكل جدي لوقف العدوان والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

تحقيق الأمان والاستقرار في المنطقة يحتاج إلى العمل الجاد لدعم السلام العادل، ومنح شعبنا الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة والتي نصت عليها الشرعيات الدولية، خاصة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، والتي يجب أن تكون نقطة البداية وليست نقطة النهاية للعملية السياسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الصهيونية المكارثية تحرق الامريكيين!
فاروق المصري -

هارفارد" وعموم الجامعات إذ تواجه "مكارثية" الصهيونية!‏بعد نجاحهم في دفع رئيس جامعة بنسلفانيا إلى الاستقالة بدعوى تهاونها في محاربة "اللاسامية" في الجامعة، ها إن المطاردة تتواصل لرئيسة جامعة "هارفارد".‏وفق "إسرائيل اليوم"، فقد "كشف الملياردير الأمريكي بيل أكمان في رسالة إلى عضو في مجلس إدارة الجامعة المرموقة أن المؤسسة خسرت أكثر من مليار دولار من التبرعات منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الحرم الجامعي، ودعا إلى عزل رئيسة الجامعة؛ كلودين جاي".‏أحد الكتاب الصهاينة كتب منذ يومين مطالبا بقمع الطلبة المؤيّدين للفلسطينيين من خلال نشر أسمائهم، وتحريض الشركات الكبرى على عدم توظيفهم، لأن هذه الطريقة هي الأفضل للجمهم (برأيه).

غزة تهزم بايدن ؟!
فاروق المصري -

ما سر هذا الانقلاب المفاجئ والتغير الدراماتيكي في مواقف بايدن ؟!!!‏عاجل | بايدن: بن غفير ورفاقه لا يريدون أي شيء له علاقة بحل الدولتين يريدون الانتقام فقط ومن جميع الفلسطينيين ‏عاجل | بايدن: هناك مخاوف حقيقية في مختلف أنحاء العالم من أن تفقد أمريكا مركزها الأخلاقي بسبب دعمنا لإسرائيل عاجل | بايدن: هناك مخاوف حقيقية في مختلف أنحاء العالم من أن تفقد أميركا مركزها الأخلاقي بسبب دعمنا لإسرائيل عاجل : بايدن: الحكومة الحالية هي أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل وهي لا تريد حل الدولتين ،،

ان على العالم ان يحمي شعب غزة من الابادة على يد مغول العصر ،،
بسام -

على العالم ان يحمي شعب غزة من اجرام الصهاينة ، الصهاينة لا يحاربون حماس ، وانما يتقصدون ابادة شعب غزة الموجود في المشافي والمدارس و البيوت والمباني ، وحماس مجرد عذر ،،

بايدن ينزل من على الشجرة ،،
عاطف -

المقاومة توجه ضربة مباغتة لبايدن .. واليكم التفاصيل.. ‏بعد طوفان الاحتجاجات داخل الإدارة الأمريكية بسبب دعمها الجنوني لإسرائيل وتحذيرات غالبية دبلوماسي واشنطن في دول العالم من خطورة استمرار واشنطن في دعم تل أبيب وتخوفهم من تعرض مصالح أمريكا للخطر..‏اليوم صحيفة نيويورك تايمز تنشر غسيل الخلافات بين تيار الصهاينة والتيار الأمريكي .. حيث قالت ان الانقسام بين إسرائيل والولايات المتحدة ينفجر إلى العلن مع تصريحات بايدن.‏وأضافت نيويورك تايمز: تصريحات بايدن تمثل أكبر تغير في لغة الولايات المتحدة بشأن إسرائيل منذ هجوم أكتوبر.‏بايدن وبشكل مفاجئ أعلن اليوم بقوله "ان إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي وحكومة نتنياهو هي الأكثر تطرفا. و قال إن "سلامة الشعب اليهودي على المحك حرفيا"

الصهيوني يطبق سياسة الرجل الأبيض التاريخية ضد البشرية في فلسطين
متابع -

مخطيء من يظن ان ما يحدث في غزة لم يحدث من قبل فعله الامريكان والكنديون والاستراليون والإسبان بالشعوب الأصلية للعالم الجديد و في العالم القديم فعله الإنجليز في حركة الماو ماو في كينيا، هو ما فعله الفرنسيون في الجزائر ببشاعة اكبر وما فعله الافريكانا ونظامهم العنصري في جنوب افريقيا، وهذا ما تفعله إسرائيل اليوم. الدراسات المقارنة مفيدة ان وجود المقاومة في غزة مجرد عذر كعذر الذئب مع الحمل ، فهذا هو تاريخ الرجل الأبيض منذ خلق و الصهاينة في فلسطين امتداد له ،،

بشريات النصر ،،
فاروق المصري -

اسباب التحول الأمريكي تجاه ما يجري في غزة:‏فشل كيان الاحتلال وجيشه في تحقيق اي نصر عسري رغم الدعم العسكري والاستخباراتي والاقتصادي والسياسي المقدم من قبل امريكا وحلفائها ،‏الصمود الأسطوري لفصائل المقاومة الفلسطينية والتي فاقت كل التوقعات ، تغير الموقف الدولي الرسمي وهذا اتضح في التصويت على قرار الجمعية العمومية، فقدان أمريكا لمصداقيتها وبيان زيف ادعاءاتها في الحديث عن البعد الإنسانيّ والأخلاقي ، تحول الكيان الصهيونى إلى عبئ على الدول الداعمة لها بسب انتهاكها مبادئ القانون الدولي في كافة المجالات وما ارتكبته وترتكبه من جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وتهجير قسري ،