فضاء الرأي

سوناك وترحيل اللاجئين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يطرح رئيس الوزراء البريطاني، الهندي الأصل، ريشي سوناك مشروعاً أمام البرلمان البريطاني لترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا. ويعد هذا المشروع الاكثر تشدداً على الإطلاق ضد الهجرة القسرية حسب وصف الحكومة البريطانية، وهي من المعضلات الصعبة أمام الحكومة المحافظة قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقبلة. وقد عُد سلوكاً مستهجناً من سوناك ضد المهاجرين الذين ينتمي لهم هو بالأصل، حيث هاجر والداه إلى الممكلة المتحدة من الهند في ستينيات القرن الماضي، ونالت عائلته فرصة العيش الكريم والتعليم التي يبحث عنها معظم اللاجئين القادمين إلى المملكة المتحدة. فلماذا يعادي سوناك جماعته الأصلية التي لم يعادها الإنجليز الأصليين قبله بهذا القدر؟

يقول التاريخ الأميركي إنه قبل حظر تجارة العبيد في ولايات الغرب الأوسط المتوحش، كان أصحاب الأراضي البيض يقومون بتعيين أشد العبيد شراسة ليكونوا رؤساء على العبيد العاملين في خدمة الأسياد البيض ومزارعهم، وذلك للسيطرة عليهم، وكان اللافت أن العبد - الرئيس يكون أكثر وحشية من سيده، حيث يتمنى العبيد المرؤسين أن يحكمهم صاحب المزرعة الأبيض على سوئه، على أن يكون رئيسهم من أبناء جلدتهم.

يعاني دائماً المنخرط في جماعة لا ينتمي إليها بالأساس من معضلة إثبات الوجود، حيث يعتنق مبادئ الجماعة بشكل متطرف، وذلك إيماناً منه أن ذلك سيجعله ذا شأن أكبر في الجماعة التي يعاني الوحدة فيها، إذ يجد هذا المنخرط نفسه بين جماعته الأصلية الكاره لها والساعي لدفنها في عقول الآخرين، وبين الجماعة الجديدة التي لا تتقبله بشكل مبطن، فلا يجد نفسه لا هنا ولا هناك، ولكنه يبقى بمسعاه الذي يجعله متمسكاً بمبادئ الجماعة الجديدة بشكل أقوى من أفرادها الأصليين.

في كل الأحوال، تعاني البلاد الغربية ازدواجية المعايير في كل شيء، فهي تنادي بالتعدد العرقي وتكره المهاجرين، وتنادي بحقوق السود والملونيين، ويقتلون في شوارع أميركا وفرنسا وبعض الدول الغربية، وتنادي بحرية اعتناق الأديان، وتمنع الحجاب، وتنادي بحقوق الإنسان، وتدمر دولاً بأكملها وتطرد المهاجرين منها. إنَّه الغرب الذي ما زلنا نبحث عن طريقة لفهمه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفاضحة ،،
فاروق المصري -

فضحت الحرب على غزة مجمل الشعارات الغربية التي طالما فتن بها مثقفونا وروجوها، واحتقروا امتهم وثقافتهم و دينهم وتاريخهم ، اليوم تسقط الأقنعة وتتكشف بشاعة النظم الغربية والتي لا تقل سوءاً من الأنظمة الحاكمة الشرقية من ناحية الفساد والاستبداد والإجرام ،،ان ما يقوم به الغرب انما هي محاولة استباقية لإجهاض اي صعود وتمدد للاسلام السني في أراضيه، وهي محاولة مصيرها الفشل بالتأكيد ،،

أسئله للكاتب ..ماذا لو ؟
فول على طول -

هل بلدكم تقبل مهاجرين شرعيين أو غير شرعيين ...ولو حتى من اخوتكم فى الايمان ؟ لماذا يهاجر المؤمنون الى بلاد الكفار ولا يبقون فى بلاد الايمان أو لماذا لا يهاجرون الى بلاد الايمان وخاصة أنهم يتعرضون للتمييز فى بلاد الكفار ؟ هل لك أن تناشد اخوتكم المؤمنون المهاجرين للعوده الى بلادهم حتى يستريحوا من الظلم الواقع عليهم عند الكفار ؟ يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

هل لك أن تمتلك القدر الأدنى من الصدق والشجاعه وتكتب مقال تقارن فيه بين بلاد المؤمنين وبلاد الغرب الكافر وخاصة من ناحية العداله وحقوق الانسان ؟ لماذا لا تفتحون بلادكم لهجرة اخوتكم فى الايمان وتريحهم من عنصرية الغرب الكافر ؟ سوناك رجل وطنى ويعترف بجميل بريطانيا ولا يريدها أن تصبح عالم تالت مثل الصومال وأفغانستان الخ الخ لو فتحت باب الهجره على مصاريعها ..فهمت ؟ وهذا حال أغلب الغربيين الان . فهمت ؟