فضاء الرأي

وهم القضاء على حماس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القضاء على حركة حماس حلم يراود دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى إلى تحقيقه منذ سنوات، بحجة القضاء على الإرهاب، خصوصًا بعد الضربة المدوية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، فارتكب جيش الاحتلال مجازر تجاه المدنيين العُزل، وبرر جرائمه بالبحث عن عناصر وقيادات حماس، داخل منازل المدنيين.

دمرت غارات جيش الاحتلال مئات المنازل على رؤوس الأبرياء، حتى أصبحت غزة وكأنها مدينة أشباح. من يرى مشاهد التدمير عبر الشاشات أو وسائل التواصل الاجتماعي، يظن أنها من صنع برامج التلاعب بالصور أو من إنتاج الذكاء الاصطناعي، أو مقتطعة من أحداث فيلم سينمائي، لكن المشاهد المأساوية حقيقية، تخفي خلفها أرواحاً أُزهقت بلا ذنب، على مرأى ومسمع مجلس الأمن وحلفاء الاحتلال، الذي يواصلون الرقص على جثث الفلسطينيين بصمتهم المُريب، وعجزهم عن مواجهة الظلم والعدوان الآثم.

ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، ويخطط له قادتها، للقضاء على حماس، وهم في اعتقادي، تصدقه دولة الاحتلال، وتحاول إقناع شعبها، والدول الداعمة لها به، بحجة القضاء على أكبر عدد من المدنيين الأبرياء، وتنفيذ خطة التهجير القسري للشعب الأعزل، وما يؤكد ذلك السعي لبناء مستوطنات جديدة.

وعلنًا ترتكب حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، جريمة حرب ضد الإنسانية في غزة خاصة في صفوف النساء والأطفال، ولا تستهدف إسرائيل في هذه الحرب حماس، وإنما تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني والمدنيين، وتبحث إسرائيل من خلال التصعيد في عملياتها العسكرية إلى تهجير الفلسطينيين وإفراغ قطاع غزة ومصادرة ما تبقى منه.

والمشروع الإسرائيلي كان واضحًا لدول الجوار، وهو ما دفعهم إلى رفض كل أنواع التهجير القسري الذي تنتهجه إسرائيل تجاه فلسطينيي قطاع غزة، وفشل مجلس الأمن للمرة الخامسة في وقف إطلاق النار، يعدّ دليلاً كافيًا لفشل الدبلوماسية، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة سنة 2005، كان انسحابًا شكليًا، وتحدد إسرائيل أهدافها بشكل كمي وليس نوعي، وتصنيف حماس كمنظمة إرهابية لا يبرر ما يحدث من قتل للأطفال والنساء.

وتظن إسرائيل أنه حال تمكنها من القضاء على حكم حماس في غزة، ستقضي على الحركة نهائيًا، وهو أمر في اعتقادي محاولة يائسة، فمن الممكن أن تتخلص إسرائيل من بعض قادة حماس، وتحاول الوصول إليهم بمختلف الوسائل، وحتى إذا أدركت ذلك، فإنها لن تستطيع القضاء بشكل نهائي على الحركة، التي تأسست قبل 36 عامًا، في قطاع غزة.

عملية البحث عن قادة حماس لم تقتصر على قطاع غزة فقط، بل امتدَّت جرائم الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح، ووجهت أسلحة العدوان نيرانها الوحشية جنوباً صوب رفح، واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي المستشفى الميداني الأردني ومحيط المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس، وعدة مناطق أخرى، وتصر إسرائيل على أن قادة حماس البارزين ترسانتها الصاروخية موجودون في خان يونس، وتوسع دائرة الصراع، لإحداث أكبر قدر من الدمار بالأراضي الفلسطينية.

وإذا نظرنا إلى تاريخ المواجهات، بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، سنجد أنَّ إسرائيل استطاعت القضاء على عدد من قادة حماس، أبرزهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، لكنَّها فشلت في القضاء على الحركة من جذورها، ولدى إسرائيل رهان آخر في خان يونس، ويراهن جيشها على هزيمة "لواء خان يونس"، الذي يضم كتيبتين تعتبران من أقوى الجماعات المسلحة لدى حماس.

وتعتقد إسرائيل أنَّ الحركة في جنوب ووسط غزة محاصرة ومعزولة، وسيكون القضاء عليها أسهل، واعتقد أن قادة حماس بحكم تاريخ المواجهات مع جيش الاحتلال، لديهم خطط ليتمكنوا من تغيير مواقعهم عبر الأنفاق، وسط تصريحات تخرج بين الحين والآخر، على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بأن الحرب لن تضع أوزارها قبل إنهاء حماس من الوجود، وأن إسرائيل لن تقبل بأقل من رأس زعيم الحركة يحيى السنوار.

الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على فلسطين بوجه عام، وقطاع غزه بوجه خاص، لا تعالج المشكلة من جذورها، ولكنها تفتح ساحة مواجهة جديدة، وأثبت التاريخ أن حماس لديها كوادر وإمكانيات لإعادة البناء والتمركز في سوريا ولبنان، وحال سقوطها في غزة، من الممكن أن تعيد بناء هيلكها من جديد، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لكنه سيحدث، رغمًا عن أنف إسرائيل.

والمسألة لا تتعلق بوضع غزة تحت الوصاية، ولكن القضية تحتاج إلى حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني، التي بدأت قبل 75 عامًا، وليس في 7 أكتوبر، ولن تتمكن إسرائيل من تحرير الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس، من خلال الحرب. ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالحل السياسي.

لن تستسلم حماس مهما واجهت من حصار وعمليات عسكرية، خصوصًا وأنها تتلقى دعمًا لوجيستياً من إيران، التي ترى أن وجود حماس ضروري لمواجهة إسرائيل في المنطقة، وعرقلة مخططاتها التي تهدف للتوسع في بناء المستوطنات، والاستيلاء الكامل تدريجيًا على الأراضي الفلسطينية.

وتؤكد المؤشرات أن القضاء على حماس، ليس أمرًا سهلًا، فحركة المقاومة لديها تسليح كامل، وعناصرها لديهم قدرات تدريبية على القتال، وفكرة القضاء عليهم لن تتحقق بقرار أو عمليات عسكرية، والقضاء على حماس لن يحدث بقصف منهجي ومتواصل، وإبادة منطقة بأكملها، أو قصف البنية التحتية للمدنية برمتها، وهو أمر يعكس عشوائية جيش الاحتلال، وغايته في "فرد العضلات" تجاه شعب أعزل.

وإذا فرضنا أن جيش الاحتلال استطاع القضاء على حماس وإنهاء حكمها في غزة، وإجبار عناصرها وقادتها على الفرار من الأراضي الفلسطينية، فلن تستطيع إسرائيل محو جذور الحركة، التي ستتجه إلى سوريا أو لبنان، لإعادة بناء قوتها من جديد، وستأخذ الحركة &"استراحة محارب&"، حتى تعود مرة أخرى، ومع ذلك لن تتمكن إسرائيل من فرض سيطرتها بالكامل، فهناك العديد من حركات المقاومة الفلسطينية، مثل فتح، والجهاد الإسلامي، وغيرهما ممن لن يتوانوا عن الدفاع حقوق الشعب الفلسطيني.

وهناك تنظيمات جهادية أخرى من لبنان، بخلاف حزب الله، تطلق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستعمرات الإسرائيلية، وهو ما يضاعف قلق اللبنانيون ويزيد خوفهم من انفلات الأمور وانجرار لبنان إلى الحرب بشكل كامل، وهو الأمر الذي قد يدفع حماس للجوء للأراضي اللبنانية، وتنفيذ عمليات من جنوب لبنان، وذلك حال نجاح المخطط الإسرائيلي في تقويض وحصار حماس.

وفي اعتقادي أن جيش الاحتلال بالمجازر التي يرتكبها تجاه المدنيين، وإزهاق أرواحهم وهدم منازلهم وتشريدهم، لن يتمكن من تحقيق النصر على حساب أصحاب الأرض، الذين يتصدون بكل ما لديهم من قوة وشجاعة لجرائم العدوان.. فالنصر حتمًا سيكون لأصحاب الحق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غزة مصيدة الغزاة
فاروق المصري -

كل ساعة بغزة هناك استهداف لآلية أو قنص جندي أو ضرب قوة راجلة، لا يمر يوم الا وخسائر العدو تزيد عن اليوم السابق، الاحتلال فعل كل شيء يخوفنا منه، القتل العشوائي الحرق التدمير ضرب المشافي، قصف المربعات السكنية. تحولت غزة لمصيدة كبيرة يتم من خلالها اقتناص جيش الاحتلال وضربه واستهدافه، إسرائيل قبل طوفان الأقصى كانت بعيدة عنا تبني الجدر والسدود لكي لا يصل اليها رجال القسام، اليوم اتت بجندها وجيشها ليصبح صيدا سهلا.

المقاومة تنجح والعدو يرسب
ممدوح -

فيما يسعى الاحتلال وراء الرؤوس الكبيرة في المقاومة مثل السنوار ويفشل ، فإن المقاومة تنجح في ان تطيح بالعديد من ضباط العدو و قادته الكبار من قادة الألوية والفرق العسكرية ،، لا يوجد اليوم بيت في الكيان الصهيوني إلا وفيه قتيل او جريح او معاق او مريض نفسي ،،الذي يسمع صراخ الجنود الصهاينة وهم يصرعون لا يصدق ان هؤلاء جنود او حتى ذكور ؟!

وهل بقى شيئا فى غزه
قول على طول -

اذا كانت غزه كلها تحولت الى مدينة أشباح كما تقول أنت وكما يراهل الجميع بالصوت والصوره اذن أين حماس حتى تقضى عليهم اسرائيل ؟ وهل بقى شيئا فى غزه؟

المؤمن يلدغ من نفس الجحر مليون مره ولا يتعلم
فول على طول -

حماس لو حاولت اعادة تكوينها مره أخرى فى لبنان أو سوريا سوف تكون السبب فى دمار سوريا ولبنان معا . حماس جربت الحرب مع اسرائيل وفى كل مره يتم تدمير غزه كلها أو أغلبها ..ومع ذلك يقول الكاتب أن حماس سوف تعاود الكره ..يا رجل متى تفهمون ؟ وجربنا الحرب مع اسرائيل 4 مرات وكل مره نخسر مزيدا من الأرض ..متى تفهمون ؟ ربما حرب 73 فقط هى استردت الأرض المصريه لأنها قامت بواسطة جيش قوى ومنظم وليس جماعات ارهابيه ..فهمت ؟ غزه لن تعود كما كانت اطلاقا حتى ناسها ..واضح ؟ هذا واقع

لا احد يقف مع الصهاينة إلا الاقليات المشرقية الغادرة الحاقدة طول عمرها
حدوقه -

من تحليل "إيكونومست" لمشهد حرب غزة.‏قالت إن "حماس لا تزال تمتلك نصف قوتها وقادرة على نصب كمائن للجيش الإسرائيلي ولا تزال تحتجز الأسرى. حيث لم يستطع الجيش حتى الآن قتل قادة الحركة أو تدمير بنيتها التحتية".‏هذه هي الحقيقة التي يعترف بها محلّلو صحف الكيان، رغم إضافتهم لعنتريات أخرى

العدو يعترف بصعوبة الحرب وفشله الذريع على الارض ،،
فاروق المصري -

قال المحلل والمراسل العسكري "عاموس هاريل"، ضمن مقال تحليلي في صحيفة "هآرتس" العبرية، إن شمال غزة لم يخضع لسيطرة الجيش الصهيوني ، على الرغم من مرور أكثر من شهرين على بدء الحرب، وشهر ونصف منذ بدء الهجوم البري.‏وأشار إلى مقتل مقاتلين من لواء النخبة جولاني الذي هزم ثلاثة جيوش عربية ووحدة الإنقاذ 669 في حي الشجاعية في مدينة غـ.ـزة ، يُعطي انطباعًا عن وضع الحرب في القطاع؛ حيث يعد ثاني أعلى عدد من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب.كانت المقاومة عن قتل أربعين جندي صهيوني وتدمير 72 الية ،،بوركت السواعد ،،

أمل الكاتب نجاة حماس لا نجاة أهل غزة
كاميران محمود -

كلام يميز القطعان الشعبوية الاسلامية التي تفتقدالتفكيرالعقلاني حيث لم نجد جملة واحدة منهم(من لسان الكاتب)تقدم طريقة عمليةلانقاذ وانتشال اهل غزة من تكالب الفاشيتين الخزرية والاسلامية عليه ليخيراه بين الابادة اوالتهجيرولا فيما يتعلق بالتأسيس الاسرائيلي للقيح الحمساوي وفي امنياتهم بطول العمر لحماس وانكارهم ان سبب سيادة حماس يكمن الوحشية المميزة لتعاملهم مع من يخالفهم وما يرعبهم(الاسلاميين) الحياة اللائقة بالانسان المعاصر من الناحية الفكرية الثقافية والروحية التي سيولدها زوال الاحتلالين الاسلامي والخزري لغزة.

أمل الكاتب نجاة حماس لا نجاة أهل غزة
كاميران محمود -

كلام يميز القطعان الشعبوية الاسلامية التي تفتقدالتفكيرالعقلاني حيث لم نجد جملة واحدة منهم(من لسان الكاتب)تقدم طريقة عمليةلانقاذ وانتشال اهل غزة من تكالب الفاشيتين الخزرية والاسلامية عليه ليخيراه بين الابادة اوالتهجيرولا فيما يتعلق بالتأسيس الاسرائيلي للقيح الحمساوي وفي امنياتهم بطول العمر لحماس وانكارهم ان سبب سيادة حماس يكمن الوحشية المميزة لتعاملهم مع من يخالفهم وما يرعبهم(الاسلاميين) الحياة اللائقة بالانسان المعاصر من الناحية الفكرية الثقافية والروحية التي سيولدها زوال الاحتلالين الاسلامي والخزري لغزة.