فضاء الرأي

اللاديني في الدولة الدينية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الإنسان اللاديني ليس له وجود آمن في الدولة الدينية، يجب عليه أن يكون منافقاً يظهر شيئاً ويبطن شيئاً آخر، أو يكون في خانة المنبوذين أو يقتل، بينما المتدين من أي دين كان له حق المواطنة وحق الإنسان في الدولة اللادينية (الدولة العلمانية أو المدنية). أي الدولتين أفضل: الدولة التي تعامل الإنسان على أنه إنسان له حق الوجود وحق الحياة وحق العلم والتعلم والعمل مهما كان دينه أو معتقده، أم الدولة التي تعامل الإنسان على إنه دين محدد ومذهب محدد، فمن خرج منهما خرج من الملة ولا يستحق الحياة؟ أي الدولتين أفضل: الدولة التي تحاسب الناس على أفكارهم ومعتقداتهم ولا تحاسبهم على فسادهم وعفونتهم، أم الدولة التي تحاسب الناس على ما اقترفت أيديهم من سوء، وليس ما اقتنعت عقولهم من معتقد؟

اللاديني، أو من يعتقد بالدين المخالف، عليه أن يبحث عن وطن فيه الأمان، وخير الأوطان من يعطه حق العيش بكرامة. لم يخلق الله الناس ليكونوا على خط واحد ودين واحد، بل خلقهم ليعيشوا كبشر تجمعهم الإنسانية والمحبة. عندما يكون أخوتي في الدين هم الأشرار، فالعيش مع أخوتي حرام، والعيش مع من يشاركونني في الإنسانية هو الحلال.

الدولة الدينية هي دولة الفقهاء ذات التعاليم الدينية الثابتة، ولا تصلح هذه التعاليم لمن يعتنق ديناً مختلفاً أو لمن اختار المعتقد اللاديني، فهي دولة لفئة معينة من الناس، ولا يمكن أن تكون دولة للجميع، فالدولة العصرية هي دولة للجميع، ويجب أن تكون متداخلة مع شعوب العالم المختلفة والمتنوعة عقائدياً، وبالنتيجة ستكون الدولة الدينية منعزلة حضارياً وفي صراع أيدلوجي مع بقية دول العالم، فتتحول إلى دولة عدوانية بسبب عزلتها. إنَّ من أسرار تطور البلدان اللادينية أو الدول المدنية هو انفتاحها على جميع شعوب الأرض بمختلف دياناتهم، مما دفع مختلف العقول إلى أن تتعاون في بناء تلك الدول.

من الخطأ القول إنَّ سكان الدول الغربية لهم عقول متفوقة على باقي البشر، لأنَّ الأوربيين عاشوا عشرات الآلاف من السنين حالهم حال بقية البشر تخلفاً وبربرية، لكن اللغز بدأ عندهم حين قرروا ترك الدين كشأن شخصي، والدولة للجميع، فانفجرت عندهم الطاقات، واهتدوا إلى العلوم والمعارف الصحيحة، وهاجرت إليهم مختلف العقول من أنحاء العالم لتشاركهم العمل والإبداع، وعندما شاهدوا بأم أعينهم نتائج عملهم الرائع، عملوا على تطوير دولهم المدنية، فوضعوا الدساتير التي تحافظ على الدولة المدنية ووضعوا القوانين التي تساوي بين الجميع وأسسوا المنظمات المدنية والجمعيات الإنسانية، فصاروا في عالم مختلف تماماً عن العوالم الأخرى، عالم فيه الإنسان كائن مقدس، والمرأة فيه روح الحياة، والطفل فيه زهرة الحياة. هذا الفارق ما زال صعب الفهم عند دعاة الدولة الدينية. دعاة الدولة الدينية يفهمون الأمور حسب النصوص، ولا يبالون بالنتائج، ولا ينظرون إلى مقدار تخلفهم، ومن الصعب جداً تغييرهم، فقد تقوقعت أفكارهم على قالب واحد لا يتغير.

هناك فرق كبير بين الدولة الدينية والمجتمع الديني؛ المجتمع الديني ضرورة اجتماعية تتوارثها الأجيال وتحافظ عليها وتستطعم وجودها، فهي موجودة في قلوب وضمائر الناس ولا يمكن محوها، أمَّا الدولة الدينية فهي خدعة للحفاظ على المجتمع الديني ولبسط العدالة، فالدولة الدينية بالحقيقة ضد المجتمع الديني وضد العدالة، العدالة بمعنى الناس بكل أصنافهم وعقائدهم سواسية أمام القانون وليست هناك أفضلية لدين على دين. فهل يستطيع اللاديني أو المرأة أو المنتمي إلى دين مخالف أن يكون الحاكم أو القاضي أو المشرع في الدولة الدينية؟ إذا كان الجواب لا، فأين العدالة في الدولة الدينية؟

لقد بعث الأنبياء ليؤسسوا مجتمعات دينية، لا دول دينية، وحينما وافتهم المنية بقيت الأديان والمجتمعات الدينية قائمة، بينما الدول الدينية التي تأسست من بعدهم، وهي بالعشرات، انتهت. على المتدينين قبل غيرهم محاربة الدولة الدينية ومحاربة دعاتها لأنها فتنة وخدعة كبيرة تؤدي إلى الإقتتال والحروب، وبالنهاية تسقط كمثيلاتها السابقات. فليس من الصواب جعل هذا الإنسان الكائن العظيم مختبراً لتجارب الفقهاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اللادينيون العرب قمعيون اذا اتصل الامر بدين الاغلبية
فاروق -

بالمقابل ليس للإنسان المتدين اي حقوق في الدولة اللادينية، في الغرب فهو ملزم بقوانين الدولة ولا يستطيع ان يعيش وفق معتقده، لقد سقطت شعارات الدولة اللادينية في الغرب عندما وضعت على المحك واضحت دولة قمعية ،لا تتحمل قطعة قماش تضعها المتدينة على رأسها ، و في الدولة اللادينية العربية الاقليات الدينية والمذهبية يحصلون على رعاية وحماية خاصة من الدولة بخلاف الاغلبية المسلمة التي تعاني من الفقر والقمع والسخرية من معتقدها بدعوى حرية التعبير والتفكير.

الدولة اللادينية فتكت بالملايين
ممدوح -

غير صحيح، من استقراء الواقع والتاريخ نجد ان الدولة اللادينية قد فتكت بملايين البشر المخالفين لها او لمصالحها ، الدولة اللادينية لانها لا تعترف بخالق ولا بآخرة وعقاب وثواب تعتبر البشر مادة استعمالية وتتعامل معهم على هذا الاساس ، لانها لا مرجعية اخلاقية لها ، كما ان الملحد لا مرجعية اخلاقية لديه وان ادعى ذلك فهو ملحد منافق ؟!

الالحاد دين
مروان -

الذين ابتدعوا دين الالحاد والعلمانية وضعوا له كتاب مقدس فيه أوامر ونواهي و ضوابط ومحاذير وعقوبات ! ووضعوا له مجلس اعلى ( الإكليروس ) كهنوت ورجال كهنوت ! يراقب الالتزام بالعلمانية و ينظر في القوانين التي تصدرها الجهات فيقرها او يرفضها او يعدلها . وينظر في الفنون والآداب ومدى مطابقتها للكتاب ! ووضعوا له جنود وحراس وقضاة وعلى هذا فالالحاد والعلمانية دين ، يؤكد على الالتزام به ويعاقب الخارج عليه.

لا يصلحون كنموذج للبشرية ، احط المخلوقات طراً اللادينيين،،
فؤاد حديد -

الصورة التي تروج عن الإنسان الغربي في الدول الغربية غير صحيحة ولا تصلح ان تكون نموذج للبشرية، من واقع الحال ومن واقع الاحصائيات، الإنسان الغربي حطمته الشهوات لا يريد ان يعمل يريد ان يزني ويشرب طوال الوقت والمهاجرين هم من يقوم بالعمل ومع ذلك لا يتركهم في حالهم وما يعتقدون يريد تحطيمهم كما حطم ذاته او يطردهم ، والغرب النموذجي كما يعتقد يتجه ليكون متوحشاً ضد الاديان والاعراق المغايرة له ، الذين يعيشون اليوم في الغرب ويمجدونه سوف تقام لهم المحارق او يهربون ،، ان الانسان اللاديني احط مخلوق على الارض ، وهو وقود الجحيم ،،

محنة العقل
فول على طول -

كل البشر تعلموا واستفادوا من التاريخ ومن تجارب الأخرين الا الذين أمنوا لم ولن ولا يتعلموا شيئا . دولة أشرف الخلق أقامها بالسيف والدماء وعلى جثث البشر وجاء بشريعة فاقدة الصلاحيه من المنبع ومع ذلك يصر أتباعه أنها صالحه لكل زمان ومكان وعجبى ؟ ..شريعه تضع أنفها فى شئون الغير بل تدخل حتى غرف النوم وتأمر المؤمن ماذا يأكل وماذا يلبس وكيف يمسح مؤخرته ..يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

... الشكر للدواعش الذين أظهروا الدين على حقيقته للعالم كله وأول من هرب من الشريعه هم أتباعها ولجأوا الى الغرب الكافر ..الغريب أنهم بعد لجوئهم طالبوا بتطبيقها هناك ..أى بشر أنتم ؟ ربكم يشفيكم يا بعدا

محنة العقل
فول على طول -

اللادينى انسان محترم ليس لديه مشكله مع المجتمع أو مع البشر بل فقط ينكر وجود خالق ويرفض أن يتعبد لأى شئ وهذا حقه تماما ..ولا يضع أنفه فى شئون الغير ..اما المشعوذ - المتدين - فهو يحشر نفسه فى شئون الغير وفيما لا يعنيه ويريد أن يفرض معتقداته الباليه على غيره بالقوه ويدعى أنها فرض من ربه ..ربه الذى يعانى من المتانقضات والنرجسيه والذى يتلذذ بعذاب البشر وقطع أياديهم وأرجلهم ويحرض أتباعه على الكراهيه وقتل ونهب وسلب الأخرين . الخ الخ . انتهى

والعاقل من اتعظ بغيره ، واللي بيجرب لمجرب عقله مخرب ،،
جلجل -

ادى ابتعاد شعوب الدول الغربية عن عن دينها وبالتالي عن القيم الأخلاقية في دينها ادى ذلك الى تفشي الانحلال والانحراف الخلقي فيها وبالتالي فهي مهددة بالزوال والانقراض ايطاليا كمثال ، والعاقل من اتعظ بغيره ، واللي بيجرب لمجرب عقله مخرب كما يقول المثل الشامي ولو ،،

ابادوا ملايين البشر
فاروق المصري -

يذكر التاريخ أن ٥ أشخاص ملحدين ومشركين قتلوا ١٨٥ مليون إنسان ١- ماوتسي تونج " زعيم الصين" قتل ٧٩ مليون. ٢- جوزيف ستالين " زعيم روسيا" قتل ٥٠ مليون. ٣- أودلف هتلر " الزعيم النازي" قتل ٤٠ مليون. ٤- بول بوت "الزعيم الكمبودي" قتل ٣ ملايين من شعبه. ٥- ليو بولد " ملك بلجيكا" اشترى الكونغو و قتل ١٥ مليون من شعبها.

سؤال إلى حضرة الكاتب
فاروق -

نسأل الكاتب المحترم: ودولتك اللادينية ايا حضرة الكاتب هل ستستفي الناس فيها ام ستفرضها عليهم بالقهر والقمع ؟ مثل ستالين وماو وبول بوت ان وجود نماذج سيئة لتطبيق الدولة الدينية لا يجعلنا نكفر بالله ونكفر بها، وانما نسعى إلى النموذج المثالي الذي طبق لأول مرة علماً ان الدولة في الإسلام ليست دولة دينية يحكم فيها الحاكم بالحق الالهي كما لدى الشيعة مثلاً وانما هي دولة مدينة طبيعية، ينتخب فيها الحاكم ويساءل ويعزل، تحكمها الشريعة المسيجة بالضمانات التي تسقط الحد عن المتهم في حال وجود شبهة تجير لصالحه.

دول اجدر بالحرب
جلال -

الدولة الدينية إذا كانت مثل دولة الملالي في ايران والعراق و مثل دولة الكنيسة في مصر حتماً سنحاربها ،، كما سنحارب الدولة العسكرية في مصر والطائفية في سوريا ولبنان و الدولة القبائلية والدولة الحزبية.

رد
صلاح الدين المصري -

الإسلام لم يفرض شيئاً على اصحاب الاديان الأخرى بدليل وجود الالاف من الكنايس والأديرة كما في مصر والشام والكنس والمعابد و الحسينيات، ولم يتدخل في شئونهم التعبدية والشخصية وتركهم يتحاكمون إلى شريعتهم ، ولم يمنعهم من التحاكم إلى شريعتنا ان ارادوا ، ان وجود الملايين من غير المسلمين ولهم ألاف الكنايس والأديرة كما في مصر والشام وغيرها عائد إلى سماحة الإسلام والمسلمين ولو كانوا في غير بلاد المسلمين وكانوا اقلية لتم إرغامهم على مذهب الاغلبية او لتم اضطهادهم ، كما اضطهدت أوروبا اليهود والفرق المسيحية الصغيرة التي اعتبرها البابا مهرطقة وارسل الجيوش لقمعها تتبع الاغلبية او تباد.

اشادات منصفة لمسيحيين غربيين بالشريعة الإسلامية الغراء
صلاح الدين المصري -

الشريعة الإسلامية الغراء ليست حدوداً محاطة بضمانات شديدة فقط وانما هي عبادات ومعاملات و اخلاق واخيراً احكام ، وقد شهد لها المنصفون المسيحيون من اهل الغرب ، فهاهو يقول (مونتجمري وات): "والشريعة الإسلامية تختلف اختلافًا واضحًا عن جميع أشكال القانون؛ إنها قانون فريد في بابه، إن الشريعة الإسلامية هي جملة الأوامر الإلهية التي تنظِّم حياة كل مسلم من جميع وجوهها" وفي قيام الشريعة على العدل واتِّساقها مع العقل قال (تولستوي): يقول وفي قيام الشريعة على العدل واتِّساقها مع العقل "ستعمُّ الشريعة الإسلامية كل البسيطة؛ لائتلافها مع العقل وامتزاجها بالحكمة والعدل"وفي بيان أنها شريعة تجمع الديني والدنيوي معًا من غير فصل أو تفريق، وترعى العباد في دنياهم وأخراهم، قال (ر.ف بودلي):"لقد كان محمد على نقيضِ مَن سبق مِن الأنبياء؛ فإنه لم يكتفِ بالمسائل الإلهية، بل تكشفت له الدنيا ومشاكلها، فلم يغفل الناحية العلمية الدنيوية في دينه، فوفَّق بين دنيا الناس ودينهم، وبذلك تفادى أخطاء من سبقوه من المصلحين الذين حاولوا خَلاص الناس عن طريق غير عملي،

شكراً للمحرر... ولكن لماذا نشر شتايم الشتامين وحذف شتائمنا؟!
فريق اسناد -

نشكركم على نشر تعليقاتنا ولكن لماذا تم حذف شتائمنا التي ترد على شتائم الشتامين؟ هذا موقف غير ليبرالي يا ايلاف وغير عادل