التهديدات الغربية غير کافية لردع النظام الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عندما أطلق النظام الإيراني قمراً اصطناعياً باستخدام مركبة الإطلاق الفضائية قائم-100 في 20 كانون الثاني (يناير) 2024، أصدرت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بياناً مشتركاً رداً على الإطلاق، قالت فيه إنَّ العملية استخدمت التكنولوجيا الأساسية المستعملة في تطوير نظام صاروخي باليستي بعيد المدى.
ليست هذه المرة الأولى، وبالطبع لن تکون الأخيرة، في مسلسل إصدار بيانات الإدانة والشجب الغربية بشکل خاص والدولية بشکل عام فيما يتعلق بالأنشطة المريبة للنظام الإيراني، وقطعاً لو استمر الحال على ما هو عليه، فسنشهد إصدار المزيد من بيانات الإدانة المشابهة التي تکاد، لكثرتها، أن تملأ رفوف وزارات خارجية البلدان الغربية ورفوف منظمة الأمم المتحدة. لکن، هل حققت بيانات الإدانة أية نتيجة أو تمکنت من التأثير على النظام الإيراني ولو بصورة نسبية؟
إقرأ أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي توقع الموت... حقاً؟
النظام الإيراني الذي تعود کما يبدو على بيانات مماثلة، حتى أصبحت بالنسبة إليه روتيناً عادياً، يتعامل معها باعتبارها دليلاً على الخشية منه، فهذا النظام منذ تأسيسه لا يؤمن بغير القوة وبغير لغة القوة، لذلك، فهو لا يلقي بالاً إلى بيانات مماثلة مهما كثرت عدداً، ولعل خير مثال على ذلك إصدار 70 بيان إدانة دولية ضده في مجال انتهاکات حقوق الإنسان ولم تحقق، على كثرتها، أية نتيجة، فضلاً عن أن معظم بيانات الإدانة والشجب ذات الصلة ببرنامجه النووي وببرامج صواريخه الباليستية وغيرها، لم تغير قيد أنملة من المساعي المحمومة التي بذلها هذا النظام ويبذلها في مجال أنشطته التسليحية المشبوهة.
إقرأ أيضاً: طوفان الأقصى أم طوفان سليماني؟
لا يمکن لبيانات الإدانة أو حتى التحذيرات الصادرة ضد هذا النظام بخصوص نشاطاته المشبوهة أن تحقق أية نتيجة ما لم تترافق مع إجراءات عملية رادعة تجعله يشعر بعاقبة مايقوم به، وقد دلت تجارب الأعوام الماضية على أن هذا النظام لا يفهم سوى لغة القوة والحزم، وفي حالة مشابهة، يمکن أن يستمع إلى التحذيرات ويأخذ محتواها على محمل الجد، خصوصاً إذا ما ترافقت مع إجراءات نوعية مؤثرة عليه.
إقرأ أيضاً: هل يستحق الكردي الموت؟
إنَّ الإجراءات التي يمکن اتخاذها ضد هذا النظام من أجل ردعه عن مواصلة أنشطته التسليحية المشبوهة، والتي من شأنها أن تؤثر على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، لن ترقى إلى مستوى يمکن أن يردع هذا النظام ويؤثر عليه بصورة فعالة ما لم تمس أوضاعه الداخلية المتوترة أساساً، وذلك من خلال دعم وتأييد الحراك الشعبي الإيراني المطالب بالحرية والتغيير، لا سيَّما أن العالم کله قد لاحظ جيداً أن الشعب الإيراني، وخلال الانتفاضات الشعبية الثلاث الأخيرة، قد جعل من مطلب إسقاط النظام قضيته الأساسية. ولو راجعنا ما صدر ويصدر عن مسٶولي النظام وخبرائه خلال الفترات الأخيرة، لا سيما بالتزامن مع الحرب المدمرة في غزة، سنجدها جميعها تحذر من احتمالات اندلاع انتفاضة تؤدي إلى سقوط النظام وانهياره.