فضاء الرأي

الحل في غزة سياسي

رجل يسير بين خرائب غزة في السابع من آذار (مارس) 2024
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انتهت الجولة الأخيرة من مفاوضات القاهرة دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن هدنة طويلة الأمد كان الجميع يعلق عليها الآمال في أن تنهي حرباً قائمة منذ خمسة أشهر، أكلت الأخضر واليابس في قطاع غزة، واستهلكت بما فيه الكفاية من دماء الأبرياء. مع ذلك، لا تزال الفرصة قائمة ما دامت الحاجة لهذه الهدنة قد أضحت مطلباً فلسطينياً وإسرائيلياً في نفس الوقت؛ إسرائيل، حتى وإن كانت تظهر عدم اكتراثها بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، أشبه بمن يمشي معصوب العينين في حقل مليء بالألغام، كلما استمرت في المشي فيه ازداد الخطر، وحماس استنفذت منافع خطة كسب الوقت، ولم يعد بإمكانها أن تراهن بالمزيد من دماء الشعب الفلسطيني، وأن تستمر في لغة التحدي والمباراة التدميرية تجري في ملعب غزة لا في ملعب إسرائيل.

تقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل في ظل شروط تفاوضية معقدة وخلافات جوهرية حول صيغة صفقة التبادل والانسحاب البري وعودة النازحين ومستقبل غزة ما بعد الحرب أمر مستحيل، وأقرب إلى أن يكون مضيعة للوقت. هذا الفشل في التوفيق بين مقترحات الوسطاء وشروط طرفي الحرب يأتي على حساب مئات الآلاف الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن تضع الحرب أوزارها. وكان يفترض بالوسطاء أن يمارسوا المزيد من الضغط على الجانبين قبل الحديث عن جولة تفاوضية مصيرها الفشل، ما دام ميدان المعركة لم يحدد بعد الطرف الرابح والخاسر.

تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ الضغط الأميركي على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يعدو كونه ضغطاً إعلامياً كاذباً، يوهمنا فقط أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ممتعضة مما يجري في قطاع غزة، وأن صبرها قد نفد بعد أن طال انتظار مهمة القضاء على حماس، وأن بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن حريصان على الدم الفلسطيني أكثر من حرصهما على العلاقة التاريخية التي تجمع أميركا بالدولة اليهودية. وفي الحقيقة، فإنَّ إدارة بايدن فعلت كل ما يمكن فعله لتستمر الحرب، وعرقلت قرارات أممية لأجل ذلك، وراهنت بنجاح خطة نتنياهو في تدمير حماس مهما كلف الأمر، واكتفت بمجرد حثه على أن يتم تحسين ظروف النزوح وأن يتوفر الدواء والغداء للغزيين، وأن يموت الناس تحت القصف لا بالجوع والعطش.

الجانب الآخر من الحقيقة أيضاً هو أنَّ يحيى السنوار ومن معه من الذين تفرغوا وخططوا لعملية السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ربما قد تخيلوا أن الأزمة الداخلية في إسرائيل ستربك نتنياهو ومن معه، وأن وجود محور إيراني قوي قادر على الانخراط في الطوفان سيحد من خيارات جيش الاحتلال في التعامل مع ما حصل، وأنَّ الرد الإسرائيلي لن يتجاوز إطلاق صواريخ وتدمير بعض المنشآت وإغلاق معابر وسحب تراخيص عمل، كإجراء عقابي، وأنَّ المواجهة لن تتعدى بضعة أيام ستضطر فيها حكومة نتنياهو مجبرة وتحت ضغط شعبي للتوصل إلى صفقة تبادل تنهي مغامرة السنوار بانتصار كبير؛ لكن النتيجة كانت على خلاف ما رسمه قائد حماس في الداخل، والمحصلة كانت كارثية على سكان غزة وعلى حماس نفسها.

التطورات الميدانية لا تتغير كثيراً بالرغم من مرور الوقت، وبالرغم من الفارق الشاسع في القوة بين الطرفين، إلا أنَّ ذلك ليس عامل حسم، والحرب وإن استمرت يبدو أنها ستبقى مجرد لعبة كر وفر وتقدم وانسحاب، كما أنَّ كل يوم إضافي من هذه اللعبة القاتلة يقابله سقوط المزيد من الضحايا المدنيين البعيدين تماماً عن حسابات حماس وإسرائيل. ربما سيكون من الواقعية أن يقرّ صناع القرار في تل أبيب بأن الإصرار على حسم المعركة عسكرياً قد يطول، وقد لا يأتي، وأن مسألة السيطرة الأمنية الشاملة على قطاع غزة لن تنهي الصراع بل ستزيده تعقيداً، في المقابل أيضاً وحتى وإن تمكن الوسطاء من التوصل إلى هدنة موقتة في الأيام المقبلة، فمن المؤكد أنَّ هذه الهدنة ستكتفي بوضع مسكنات يزول مفعولها بانقضاء مهلة الهدنة.

لا خيار متاحاً للخروج من المأزق سوى بتقديم حل سياسي جاد يرسم الخطوط العريضة لما بعد الحرب، هذا إذا توفرت النوايا طبعاً، وتوقف صناع القرار في إسرائيل عن فرض منطقهم على الفلسطينيين بالقوة، وإذا أقرت حماس بأن لا مناص من ذلك، بعد أن أصبح من الصعب، إن لم نقل من المستحيل، الاستمرار في حكم غزة بنفس النهج. ويحتاج هذا الحل إلى أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية طرفاً في العملية التفاوضية بصفتها تملك شرعية التمثيل الوطني، وهو ما سيسمح بطرح سيناريوهات مستقبل غزة ما بعد الحرب والتحضير للاشراف عليه من خلال سلطة فلسطينية منتخبة شعبياً، بدلاً من خطة إخضاعه للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الشاملة وانتقاله من حالة الحصار إلى حالة الاحتلال. لكنَّ هذا الكلام يبقى بعيداً كل البعد عن أن يتجسد في ظل ما نراه من تعنت إسرائيلي واضح، ومن توجه صريح في المضي قدماً نحو تتبيث سياسة الأمر الواقع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حماس ستحكم الضفة في اي انتخابات قادمة ،،
رائد اليافاوي -

يبدو ان حماس قد استعدت لحرب تصل مدتها إلى ثلاث سنوات ، وانها حولت غزة إلى مصيدة كبيرة لقتل الصهاينة وانها هي من يقرر على الارض مصير غزة ، وانها ستنتقل بعد هزيمتها للصهاينة إلى الضفة لتقضي على سلطة لحد ، التي تنازلت في الكامب و أوسلو عن ثمانين بالمائة من فلسطين التاريخية مجاناً للصهاينة ،،

حاخام الكيان يحجز تذاكر مغادرة فلسطين
رياض -

يتسحاق يوسف‏الحاخام الأكبر لإسرائيل...‏ يعلن النفير العام للهجرة من فلسطين لكل اليهود السفارديم في حالة اقرت الحكومة قانون التجنيد للمتدينين. ‏«سنشتري تذاكر الطيران ونغادر البلاد».

شباب فتحية اصحاب الرصاصة الاولى انتهت بالتنسيق الامني المجاني ،،
فؤاد -

لنتذكر ان شباب فتحيه هؤلاء ذلوا امنا بحكاية الطلقة التي انتهت بالتنسيق الامني واطلاق النار على احرار فلسطين ، وفي عهدهم تسمنت المستوطنات الصهيونية ويستوطنها اليوم قرابة مليون صهيوني توراتي تلمودي مسلح هي اللي مكنت الاحتلال من اقامة جدار الفصل العنصري وتورط ناس من فتح في اقامته ، وهي التي مكنت للعدو الفصل المكاني والزماني للمسجد الأقصى ، ورد التاهئين من جنود الاحتلال في الضفة إلى امهاتهم وتصليح البنشر لأطارات مركبات العدو المثقوبة ،،

الكيان الصهيوني لا يحتاج إلى مبرر لقتل او تهجير الفلسطينيين،،
عبوده -

إسرائيل سرقت أرض الفلسطينيين وأعلنت دولتها على أرضهم وقتلتهم وهجرتهم قبل ما حماس تبقى موجودة. ‏معلومة كدة على الماشي.

غزه وراحت يا ريس
قول على طول -

غزه وراحت يا ريس ....ابحث عن معنى قصة غزه وراحت .

احرار العالم يا جماعة فتحية ،،
فؤاد -

السياسي الفرنسي جون لوك ميلونشون في خطابه خلال مظاهرات مساندة لغزة: "تحلوا بالشجاعة وقولوا إن جيلكم لن يكون متواطئاً مثل الذي سبقه…امنعوا الإبادة…فليسقط الصمت، الصمت قرين التواطؤ "

....
عبوده -

الجنود يقاتلون بشجاعة لكن الجيش فشل بغزة" ‏مقال للمحلل العسكري"أمير أورين" من صحيفة هأرتس الإسرائيلية. ‏إن ما يحدث في غزة منذ فجر السابع من تشرين الأول (أكتوبر) في الأشهر الخمسة الأخيرة وليس فقط في ذلك اليوم الملعون - هو الفشل الأخطر لإسرائيل في كل سنواتها، فشل عسكري، سياسي، مدني، استراتيجي. ‏ تدهورت سمعة العلامات التجارية "دولة إسرائيل"، "جيش الدفاع الإسرائيلي"، "المخابرات الإسرائيلية".. ساهمت في هذا التدهور عوامل كثيرة ،لكن المسؤول الأول والأخير هو بنيامين نتنياهو .

حوار مع سحيج من شباب فتحيه ،،
رياض -

حوار مع سحيج..‏• زي ما بقولك، المقاومة دمرتنا وهي السبب، والاحتلال ماله علاقة ونحن ما حسبنا حساب العملية، ونحن جبنا الدب لكرمنا.‏• طيب، شو نعمل يا فيلسوف زمانك؟ الصراحة ما لازم نقاوم ولازم نتعايش مع الاقتحامات وتدنيس المسجد الأقصى، ما لازم نتعامل مع توسع الاستيطان وفي انتظار أن تصل بيوتنا ، ولازم نتعايش مع كل انتهاكات الاحتلال والقتل البطيء للفلسطينيين في غزة نتيجة الحصار ، وفي الضفة والقدس ، ولازم نكون ضحية صامتة، ولازم نبقى الوضع على ما هو عليه، إلى حين تهويد المسجد الأقصى، وإلى حين انتهاء الدول العربية والإسلامية من التطبيع مع الاحتلال وعزلنا وإنهاء قضيتنا بعد ضم الضفة الغربية والإبقاء على فكرة دولة في غزة.

مش ضروري تكون حمساوي ليقتلك الاحتلال ويقصف بيتك ويجرف حقلك ،يكفي انك فلسطيني
باسل -

والدي يلخص الأمور بطريقة مميزة. في آخر مكالمة، يقول: "يابا، هذا نتنياهو كلب أمريكا في المنطقة وكان يحكم الشرق الأوسط كله. كيف شباب غزة البسطاء يصفعوه كف قوي؟ لهذا السبب يابا ندفع ثمنًا كبيرًا من الدماء والدمار." هذا كلام رجل ما زال صامدًا في شمال قطاع غزة، قصف الاحتلال له ثلاث منازل وجرف له أرضًا مزروعة بالتين والزيتون، ولم يكن يومًا من الأيام حمساويًا، لكنه مؤمن وصابر ومحتسب ويريد الأجر من الله. لذلك، عندما أسمع بعض من هم خارج غزة ولم يتعرضوا لشيء يلعنون ويسبون ويحملون الضحية السبب ، أعلم علم اليقين أن الله ختم على قلوبهم. اللهم اهدهم واهدنا. هذه الأيام تحتاج إلى الاحتساب وترك الأمر كله لله، فهو خير معين.

شرفاء اليهود ؟!
نبيل -

بينما يحتفل صهاينة العرب بالتطبيع مع العدو الصهيونى،‏يتبرأ المخرج اليهودى البريطاني جوناثان جيلزر من الكيان الإسرائيلي ويصفه بالإحتلال والمختطف للديانة اليهودية والمحرقة وأنه مع مظلومية الضحايا الفلسطينيين!‏هذا بالطبع مع تصفيق حاد من جموع من حضر الأوسكار!!!‏《نقف أمامكم الآن كرجال يهود يرفضون اختطاف يهوديتهم والمحرقة من قبل احتلال، ما أدى إلى صراع فيه الكثير من الأبرياء》

الدعس على علم فتحيه ؟!
باسل -

وين الطخيخة والسحيجة؟‏وين جماعة هز الكتف بحنية؟‏وين الأحمق والغنوج وباقي جوقة العلوج؟‏صورة التقطت اليوم في بلدة عوريف قضاء مدينة ⁧‫#نابلس‬⁩...‏جندي من قوات الاحتلال يلتقط صورة تذكارية وهو يدوس على راية لحركة ⁧‫#فتح‬⁩ رفع فيها ⁧‫#ياسر_عرفات‬⁩ صورة لمروان البرغوثي...‏اعمل نفسك ميت!