فضاء الرأي

يَقتُلُ المَيِّت ويَمشي في جنازتِه!

الرئيس الأميركي جو بايدن
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقولُ المثَلُ العربيّ: "يَقتُل المَيِّتَ ويمشي في جنازَته"؛ والمعنى العام لهذا المثل العربي يتجسّد في أن يَقوم شخصٌ بإلحاقِ الأذى والضرر بشخصٍ آخر عمْداً ودون رحمة أو شفَقة، ويتظاهر ويتباكى أمام الناس بِحبِّه ومَودَّته ومواساتِه له ورحمته به واستعداده لمساعدته والوقوف إلى جانبه.

هذا المثَل العربي الشديد البلاغة ينَطبِق على الولايات المتحدة الأميركيّة، التي تُشارك في قَتل الشعب الفلسطينيّ في غزة وتتظاهَر أمام العالم أنها تشفق عليه وتحرِص على حياته مِنْ خِلالِ تقديم مُساعدات إغاثيّة له عبر الجوّ وعبر ميناء يتمّ إنْشاؤُه في غزة... ولم يفت الرئيس الأميركي جو بايْدن أن يؤكد أن الميناء سيكون "قادراً على استقبال سفن كبيرة تحمل الغذاء والماء والدواء وملاجئ مؤقتة للناجين من الحرب".

في المقابل، ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيليّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ الأعزَل في يومها السابع والخمسين بعد المئة، إلى 31112 شهيداً و72760 جريحاً، ثلاثة أرباعهم من الأطفال والنساء، على ما أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة قبل أيام.

مُنذ شنّ إسرائيل حربَها الشَّعواء على الشعب الفلسطينيّ الأعزَل في غزة، والولايات المتحدة تقوم بِتزْويدِها بأحدث الأسلحة، وهي تعلم أنّها ستُستَخدَم في قَتْل المواطنين الأبرياء في قطاع غزة، فهي التي أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لِلهجوم على القطاع، ويَتَّضح ذلك من خلال تصريح بايدن، لدى اختتامه زيارته القصيرة لإسرائيل يوم الأربعاء 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وأعلن من خلاله دعمه التام لها في وجه "إرهاب حماس" حسَب قوْلِه.

آنذاك قال الرئيس الأميركي لِلإسرائيليّين: "أريد أن تعلموا أنكم لستم لوحدكم، وستحصلون على كل شيء تطلبونه". وأضاف أن "على العالم أن يعرف أن إسرائيل هي مرسى الأمن للبشرية"، و"أنا فَخور بأنني في إسرائيل لأعبّر شخصيّاً عن دعْمنا لها، ولو لم تكن إسرائيل موجودة لَتَعيَّن علينا أن نَختَرعَها، ولا ينبغي أن يكون المرْء يهوديّاً كي يكون صهيونياً".

من خلال تناقُضات الإدارة الأميركيّة في سياستِها المُتعلِّقة بالحرب الإسرائيليّة على الشعب الفلسطينيّ في غزة، تَنكَشِف نَوايا أميركا المُبيَّتة المُؤَيِّدة لاستمرار الحرب. ولا يُمكن لِعاقلٍ أنْ يُصدِّق تصريح بايدن حوْل إنْشاء ميناء في غزة لإدخال مُساعدات إغاثيّة لشعب غزّة الذي تُبيدُه آلياتُه الحربيَّة، فهو يَقتُل القَتيل ويَمشي في جَنازته.

إنَّ أكبَر مسؤول في الإدارة الأميركيّة يَستغْبي عُقول النّاس ويستصغِرُها، ومُراوغاتهُ هذه، على ما يَبْدو، أنّها مُوَجَّهةٌ للنّاخِبين في الولايات المتحدة، هَدفُه منها مُحاوَلَتُه استرجاع سُمْعتِه المُنهارة في أوساط المُجتَمَع الأميركيّ، الذي فقد ثِقته في نهْجه السياسيّ، خصوصاً بعدَ مُسانَدته لإسرائيل في إبادتِها الجماعيّة للشعب الفلسطينيّ في غزة..

يَتظاهَرُ بايدن بأنّه يُغيثُ شعب غزة بالإنزال الجوّي، وكذا بإنشاء ممَرّ بحريّ لإيصال المُساعدات إلى مُواطِني غزة، في الوقت الذي يُساهم في تقتيل الأبرياء العُزَّل.

لَوْ كان بايدن صادِقاً في نواياه "المُبيَّتَة" لَأَمَر الكيان الإسرائيليّ بإيقاف مَجازِرِه اليوميّة في حق شعب غزة، لِكوْن إدارتِه هي الآمِرة و النّاهيَة لإسرائيل، كما يَعلمُ الجميع، ولا يُمكن لإسرائيل أنْ تعصيَ له أمراً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الكيان النازي خلص على ذخائر الغرب المجرم في حربه على المدنيين في غزة
عبوده -

شبكة "إيه بي سي" الأميركية: الجيش الصهيوني لديه نقص في قذائف المدفعية وقذائف الدبابات بسبب تأخير واشنطن في شحنها وتردد الدول الأوروبية في بيعها وسط تخوف صهيوني ،من خسارة الكيان لحربه الاجرامية على غزة ،،

يد الله فوق ايديهم ،،
معاذ -

"بهدوء وهدوء.. تخسر إسرائيل أمريكا".‏هذا هو عنوان مقال الصحفية الأمريكية الإسرائيلية المعروفة "أورلي أزولاي" في "يديعوت".‏مما قالته:‏"ستكون خسارة مؤلمة، ستتركنا وحدنا في الحي، دون حماية القوة التي تنقذنا منا، ولكن أيضا من البلطجية الآخرين في جميع أنحاء العالم".‏"لن يأتي أحد إلى ساحة المدينة ويعلن أن إسرائيل خسرت أمريكا. لكن ذلك يحدث بالفعل بهدوء خلف الكواليس. وبينما تموت الديمقراطيات في الظلام، كذلك حال التحالفات والصداقات بين البلدان. في أحد الأيام، يستيقظ الطرفان ويكتشفان أنهما لم يعودا على نفس القارب، ولا يوجد شاطئ آمن".‏"البيت الأبيض محبط من نتنياهو، وخائب الأمل من إسرائيل، التي كانت في نظر الأمريكيين ذات يوم أمّة التكنولوجيا الفائقة والأداء الجريء، الدولة العجيبة التي لعبت دورا متفوقا ضد العالم أجمع رغم كل الصعاب. اليوم، يُنظر إلى إسرائيل على أنها مصدر إزعاج، وصداع للعالم، ودولة لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها". لا يعرف السياسة من لا يدرك أن نفوذ الصهاينة في أمريكا هو أحد أهم عناصر قوة الكيان، بخاصة بعد سيطرتهم على الحزبين، وأي تراجع في ذلك النفوذ، سيعني ضعفا للكيان، وهذا جزء من العناصر التي تؤكّد أن منحنى الصراع يسير في صالحنا، فكيف ونفوذ أمريكا ذاتها آخذ في التراجع في ظل صراع دولي محتدم؟‏تراجع النفوذ له صلة بغطرسة الكيان من جهة، وهو ذو صلة بغطرسة اللوبي ذاته، وتقديمه لمصلحة كيانه على مصلحة أمريكا ذاتها.

ومازال يفكر ثم يفكر ويفكر ..ثم يفكر ويفكر ثم يفكر
قول على طول -

ومازال أشاوس حماس يفكرون فى عقد هدنه أو مجرد الاقتراح بقبول هدنه ..ثم يفكرون ويفكرون ثم يفكرون ثم يفكرون الخ الخ .. المهم أن قادة حماس بخير ومازالوا أحياه خارج غزه هم وعائلاتهم وأرصدتهم البنكيه بالدولار واليورو . رحم الله المشعوذين .

تصحيح لعمو
صالح -

يقتل القتيل ...

اللوبي الامريكي المسيحاني المتصهين يختطف امريكا من الامريكيين،،
حدوقه -

اللوبي الامريكي المسيحاني المتصهين يختطف امريكا من الامريكيين،، نجح الصهاينة في ايصال رجالهم إلى سدة الحكم والقرار في الغرب في أوروبا وأمريكا وعندنا ايضاً ، يتساءل امريكي حر ، لماذا تصرف اموال دافعي الضرائب الأمريكان إلى كيان الصهاينة وفي امريكا ملايين المشردين والعاطلين و دمار في قطاع الخدمات الاساسية اليس الشعب الامريكي بها من الصهاينة ، هذا الوضع سيتغير لأن وجه العالم الغربي تغير مع عدوان الصهاينة على غزة وانكشاف الكيان النازي اللئيم ، ان المسيحانية الشرقية متصهينة تقف مع الاحتلال مع إن الصهاينة يدنسون مقدساتهم في القدس لكنها الاحقاد السرطانية ،،