نظام يجلس على برکان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأنظمة الدکتاتورية وفي ذروة الأزمات الاستثنائية التي تواجهها والتي تعلم بأنها بداية النهاية المؤکدة لها، فإنها تسعى وبشتى الطرق من أجل الحيلولة دون ذلك وتحاول بکل ما في وسعها أن تجد ثمة طريقاً أو سبيلاً من شأنها مساعدتها على البقاء والاستمرار لفترة أطول، وقطعاً فإن دأب هکذا أنظمة مبنية على أساس القمع والظلم کان وسيبقى دائماً السباحة عکس التيار وبعکس وخلاف الحقيقة والواقع.
النظام الإيراني الذي سعى بکل الطرق والاساليب أن يظهر للعالم بصورة مختلفة تمام الاختلاف عما هو عليه في الحقيقة والواقع، وأن يوحي بأنه نظام يستند على شرعية مستمدة من الشعب، وإنه يعمل وفق الأسس والمقومات والقوانين والضوابط المتعامل بها على الصعيد الدولي، لکنَّ الذي يجري في الواقع هو على الضد تماماً مما يدعيه هذا النظام، خصوصاً أنه، بعد الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق الأخيرة التي دامت لأشهر، وبعد اندلاع الحرب الدموية في غزة، وبشکل خاص بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي خيبت آماله کثيراً، حرص أشد الحرص على أن يبدو في مظهر الحريص على التمسك بالقوانين والأنظمة الدولية المتعامل بها والمتعارف عليها، وکذلك الظهور بمظهر الحريص على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، وأخيراً، ومن خلال الانتخابات التشريعية، الظهور بمظهر النظام الذي يستمد شرعيته من القاعدة الشعبية التي يستند عليها.
إقرأ أيضاً: كيف يمول المجلس آلة الحرب التابعة للنظام الإيراني؟
قطعاً فإنه ومع مقارنة ما يسعى إليه النظام من أجل إظهار صورة مثالية له على الأصعدة الدولية والإقليمية والإيرانية، ومع ما يقوم به في الواقع، والتي تعکس وتجسد بالضرورة القهرية صورته الحقيقية على الأصعدة المذکورة، ومن دون أية رتوش أو مساحيق تجميل، فإننا نجد فرقاً شاسعاً وشاسعاً جداً، ذلك أنَّ هذا النظام لم يکن أبداً نظاماً ملتزماً بالقوانين والأنظمة الدولية المتعامل بها والمتعارف عليها، کما لم يکن إطلاقاً عامل استتباب للأمن والاستقرار في المنطقة، والأدلة بهذا الصدد کثيرة إلى حد التخمة، أما بخصوص ظهوره بمظهر النظام الذي يستمد شرعيته من القاعدة الشعبية التي يستند عليها، فإن ذلك زعم يبعث على سخرية لا حدود لها، خصوصاً أنَّ هناك ثلاث انتفاضات شعبية اندلعت بوجهه ودعت إلى إسقاطه، واحتجاجات وتظاهرات مستمرة ضده في داخل وخارج إيران و70 قراراً أممياً تدين انتهاکاته في مجال حقوق الإنسان بحق الشعب الإيراني.
إقرأ أيضاً: لماذا صمت النظام الإيراني عن انتقام باكستان؟
إذن، فنحن أمام نظام في حالة تضاد لا غبار عليه مع المجتمع الدولي ومع بلدان وشعوب المنطقة ومع الشعب الإيراني قبل کل شئ، لکن الذي يجب أن نأخذه بنظر الاعتبار وحتى نعده بمثابة الأمر الأهم من أي شئ آخر، هو الرفض الشعبي العارم لهذا النظام وازدياد مشاعر الرفض والکراهية عاماً بعد عام، إلى الحد والدرجة التي لا يجد مسٶولو النظام ووسائل إعلامه مناصاً من الاعتراف بالکراهية والرفض الشعبي المتعاظم واحتمال إندلاع انتفاضة قد لا تبقي على النظام، بمعنى أنهم يعترفون وبصورة واضحة جداً أنهم يجلسون على فوهة برکان يغلي، وقد ينفجر في أية لحظة، ويقذف بحممه التي ستجرفهم الى حيث يلتقون بسلفهم نظام الشاه!