فضاء الرأي

اكتشاف المقابر الجماعية وارتكاب الإبادة الجماعية

امرأة تجهش بالبكاء بعد إجبارها على الرحيل عن رفح في 11 أيار (مايو) 2024
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إعلان وزارة الصحة في قطاع غزة عن اكتشاف سبع مقابر جماعية داخل مستشفيات قطاع غزة، آخرها في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهي الثالثة في المستشفى ذاته، يقدم دليلاً جديداً على الوحشية التي اقترفها جيش الاحتلال المجرم في عدوانه الممنهج على شعبنا وعلى القطاع الطبي، ويبرهن أنَّ الاحتلال يهدف إلى تدمير مقوّمات الحياة لتحقيق مخطط الإبادة والتهجير الذي يسعى إليه.

وما من شك في أنَّ اكتشاف المقابر الجماعية هو دليل جديد على عمليات الإبادة الجماعية التي اقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في عدوانه الدموي على شعبنا، لتحقيق مخطط الإبادة والتهجير الذي يسعى إليه لتنفيذ سياسته الرامية إلى تهجير الأرض وإفراغها من أصحابها الأصليين، وإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل وإقامة المستوطنات الإسرائيليَّة.

توالي اكتشاف هذه المقابر الجماعية، والتي انتشلت الطواقم الطبية منها جثامين 520 شهيداً، يستدعي من المجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ كل الإجراءات التي توقف هذا العدوان الوحشي على شعبنا والذي فاقت فظاعته حدود التصور الآدمي.

اكتشاف المقابر الجماعية في المواقع التي يحتلها أو تواجد فيها جيش الاحتلال حيث انتشلت الطواقم الطبية منها جثامين المئات من الشهداء حتى الآن، لهو دليل واضح على حجم الجريمة المرعبة، والذي يفرض على المجتمع الدولي والأمم المتحدة فتح تحقيق عاجل لمعرفة خلفيات هذه الجرائم ووضع حد للعدوان الدموي الذي يمارسه المستوى السياسي بحكومة الاحتلال.

إقرأ أيضاً: انعدام مصادر الدخل وتدهور الوضع الإنساني في غزة

تصعيد إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، عدوانها بما في ذلك أعمال الإرهاب، على السكان المدنيين الفلسطينيين الخاضعين لاحتلالها غير القانوني، بما يشمل الهجمات على رفح التي لجأ إليها غالبية المدنيين في غزة هرباً من هجوم الإبادة الجماعية الذي تشنه إسرائيل عليهم منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى 34904 شهداء، وأكثر من 78514 مصاباً، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

بات من المهم والضروري قيام المؤسسات الحقوقية الدولية، ومراكز الدفاع عن الشعوب التي تتعرض للإبادة والقتل، والمؤسسات المعنية بتوثيق هذه الجرائم ورفعها إلى محكمة الجنايات الدولية، وغيرها من المحاكم المختصة، لمحاسبة الاحتلال وقادته المجرمين، ولا يمكن استمرار الصمت الدولي أمام قيام بعض أعضاء الكونغرس الأميركي من الجمهوريين بتهديد مدعي عام محكمة الجنايات وذلك للتأثير على مجريات العدالة وعدم محاسبة أعضاء وقادة في حكومة الاحتلال كمجرمي حرب.

إقرأ أيضاً: جرائم الحرب وتصدير الأسلحة للاحتلال

المجتمع الدولي مطالب بالعمل على وقف هذه المجزرة فوراً، خاصة أنَّ الاحتلال ممعن في صلفه وإجرامه، في تحد صارخ للقانون الدولي، والقانون الإنساني، ويستعد لارتكاب مذبحة كبرى تحت أنظار العالم، ضد أكثر من مليون ونصف فلسطيني في مدينة رفح.

كل أحرار العالم مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالوقوف صفاً واحداً ضد حرب الإبادة والتهجير القسري التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة، ولا بد من التأكيد على الدعم الدولي غير المشروط للشعب الفلسطيني في نضالاته وتضحياته من أجل استرداد حقوقه المشروعة، وغير القابلة للتصرف، والتي لا تسقط بالتقادم، ودعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف