هل تكفي السياسة وحدها لردع طهران؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مع کل المساعي السياسية والنشاطات الدبلوماسية وفرض العقوبات الدولية المختلفة فإنه ومنذ تأسيسه ولحد الان، لم يتخل النظام الايراني عن سياساته المشبوهة وعن نهجه المتطرف قيد أنملة، بل وحتى إنه وفي ظل ذلك واظب وبحرص على استمرارها وتطويرها بما يصب في مصلحته ويساعد على بقائه.
التحرکات الدبلوماسية الدولية المختلفة من أجل إحتواء النشاطات المشبوهة لهذا النظام من قبيل برنامجه النووي وبرامجه الصاروخية وغيرها، قام النظام بمواجهتها بمزاعم الاعتدال والاصلاح التي جعلت البلدان الغربية تعتقد بأن النظام صادق فيها وبإمکانية حدوث التغيير الإيجابي من داخل النظام نفسه، ولکن وبعد أربع دورات رئاسية لرئيسين يزعمان بأنهما يعملان من أجل الاعتدال والاصلاح، فقد انتهت تلك الدورات من دون أن يتحقق أي شيء من ذلك، بل وحتى إن الذي حدث إن النظام وفي ظل تلك المزاعم الواهية والمخادعة قد تمکن من أن يحافظ على برامجه التسليعية المختلفة وعلى نشاطاته المشبوهة في المنطقة.
الملاحظة المهمة الاخرى التي نود أن نلفت الانظار إليها، تتعلق بالعقوبات الدولية المفروضة على هذا النظام والتي يقوم بخرقها وبإنتظام عبر طرق وأساليب مختلف من أبرزها إعتماده على نظم سياسية خاضعة لنفوذه أو متعاونة معه أو عبر شبکات التهريب والمافيا الدولية وماإليها، ولانريد هنا الانتقاص من العقوبات الدولية ومن إنها عديمة الفائدة، بل إنها کانت ولازالت مٶثرة على النظام ولکنها بحاجة الى المزيد من التفعيل والمزيد من المراقبة والتدقيق.
کما هو واضح وجلي، فإن الذي يبدو واضحا جدا هو إن النشاطات والجهود السياسة والدبلوماسية الدولية الى جانب العقوبات الدولية المفروضة على النظام الايراني، لم تؤد دورها المنشود والمؤمل منها بل وحتى إننا لو نظرنا الى تأريخ الشروع في الجهود السياسية والدبلوماسية وفرض العقوبات الدولية على النظام ومحصلتها النهائية لحد الان فيما إذا کانت لصالح المجتمع الدولي، فإن الاجابة بالنفي القاطع لأن نشاطات النظام المشبوهة من مختلف الجوانب قد تطورت أکثر بکثير جنبا الى جنب مع هذه السياسات وهذه العقوبات.
هنا يجب طرح سؤال؛ ماذا لو استمر الحال في التعامل مع النظام الايراني على ماهو عليه لحد الان ولم يتم إجراء أي تغيير أو تعديل عليه؟ لاريب من إن الاجابة على هذا السٶال وفي ظل النوايا المشبوهة للنظام الايراني والتي ليست لها من حدود، ستکون في صالح النظام الايراني وإنه سيتمکن رويدا رويدا من تحقيق أهدافه وأجندته الواحدة تلو الاخرى، ولکن في نفس الوقت يمکننا أن نتساءل أيضا؛ هل هناك ثمة وقت أو ثمة مجال من أجل تغيير هذه الحالة السلبية بحيث لاتکون لصالح النظام الايراني؟ بالطبع يمکن ولکن شريطة تفعيل العقوبات أکثر وإتخاذ سياسة أشد حزما وصرامة من تلك المتبعة الان معه الى جانب إشراك العامل الايراني في عملية التعامل والمواجهة ضد هذا النظام، وقصدنا بإشراك العامل الايراني هو الاعتراف بنضال الشعب الايراني من أجل الحرية وإسقاط النظام والاعتراف بالمعارضة الايرانية النشيطة التي تطالب وبإصرار بإسقاط هذا النظام والمتجسدة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي لها دور ونشاط وفعالية على الساحة الايرانية، وبغير ذلك فإن الحال سيبقى سلبيا على ماهو عليه الان!