أجيالٌ لن تَنسَى وقرونٌ لن تُنْسِيَ وجرائمٌ لن تُنْسَى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ما ارتكبه العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤهم الغربيون، ضد الشعب الفلسطيني عامةً وفي قطاع غزة خاصة، خلال الشهور التسعة الماضية، التي شهد العالم كله خلالها على وحشية الاحتلال وعدوانه، ودمويته وساديته، وعرفوا ممارساته، وأدركوا سياساته العنصرية، التي كشفت عن صورته الحقيقية البشعة، التي رفضتها الشعوب، وتظاهرت ضدها الأمم، ونظمت ضدها مسيرات واحتجاجات وفعاليات دولية، شاركت فيها الجامعات والمؤسسات العلمية، في حراكٍ تضامنيٍ أمميٍ لم يشهد مثله العالم، مما سيكون له أبلغ الأثر في السياسات الدولية والانتخابات البرلمانية والرئاسية للدول الكبرى في المستقبل القريب.
ما ارتكبوه معاً ضد الشعب الفلسطيني بشهادة العالم الحر والإنسانية الصادقة، يفوق آلاف المرات ما ارتكبوه من مجازر ومذابح وجرائم وعمليات إبادةٍ جماعيةٍ منظمة، وممارساتٍ عنصريةٍ مقيتةٍ، خلال العقود الثمانية الماضية، رغم قسوتها وشدتها، وعنفها وتطرفها، وآثارها العميقة، ونتائجها المأساوية، وما خلفته من شتاتٍ ولجوءٍ وتشريدٍ وضياعٍ وقتلٍ وحصارٍ ودمارٍ وخرابٍ، بدءً من سنوات ما قبل النكبة وضياع الأرض الفلسطينية على مراحل، مروراً بالنكسة الصدمة، الفاجعة المؤلمة، وحملات قمع الانتفاضات الشعبية الفلسطينية، وإعادة اجتياح الضفة الغربية، وعمليات السور الواقي وكاسر الأمواج وجز العشب وغيرها، وصولاً إلى يوم السابع من أكتوبر وعمليات طوفان الأقصى المجيدة.
ربما يظن العدو الإسرائيلي ومن قاتل معه وبالسلاح زوده، ومن أيده وسانده وصدق روايته، أنهم بما ارتكبوا من جرائم، وما نفذوا من مجازر، وما حققوا من أرقامٍ قياسيةٍ في القتل والخراب والدمار، استطاعوا أن يكووا الوعي الفلسطيني، وتمكنوا من استهداف عقله وتغيير تفكيره، ودفعوه نحو تغيير قناعاته واستبدال مفاهيمه، وأجبروه على القبول بالواقع والتسليم بالجديد الذي تفرضه القوة، وقد أظهر العدو خلال حربه على غزة، وعدوانه المستمر في القدس والضفة الغربية، غاية قوته وأقسى جبروته، واستخدم أكثر الأسلحة فتكاً وتدميراً، ظناً منه أنه يستطيع من خلال القوة المفرطة والمزيد من القوة، تحقيق ما عجز عن تحقيقه بالقوة السابقة.
ما يجب أن يعلمه العدو ويدركه، وهو نفس ما نطق به بعض مسؤوليه، وكشف عنه الكثير من مفكريه، وحذر منه كبار الضباط العسكريين والأمنيين المتقاعدين، ومعهم عدد غير قليل من الاستراتيجيين الإسرائيليين والدوليين، أن حربه على غزة لن تنسي الفلسطينيين حقوقهم، ولن تفت في عضدهم، ولن توهن عزمهم، ولن تدفعهم نحو اليأس والقنوط، والتفريط والتخلي، ولن تنتج جيلاً فلسطينياً متصالحاً معهم، معترفاً بهم، متفهماً لهم، وراضياً عنهم، وخاضعاً لإرادتهم، وخادماً لسياستهم.
فقد أسست الحربُ الإسرائيلية الظالمة بما لا يدع مجالاً للشك، قواعد متينة وأسس عميقة لأجيالٍ فلسطينية وعربية قادمة، أكثر إصراراً وثباتاً على الحق الوطني الفلسطيني في أرضهم ووطنهم ومقدساتهم وكامل حقوقهم، وستكون الأجيال اللاحقة أكثر تمسكاً بحقوقها من الأجيال التي سبقت، وأكثر عناداً وأشد مراساً، وسيكون لديها وسائلها الجديدة، وأدواتها المبتكرة، وطرقها الخاصة في استعادة الحق وتحرير الأرض، وقد أثبتت حوادث الزمان وتجارب الشتات واللجوء أن شيئاً لن ينسي الفلسطينيين حقوقهم، وقد جاء الدم المهراق والمجازر البشعة، وعمليات الإبادة الجماعية القاسية، لتعزز هذه المفاهيم والمعاني وتبني عليها وتراكم فوقها.
وسيدرك العدو الصهيوني، الذي لن يبقى إن شاء الله ولن يدوم لسنواتٍ أخرى قادمة، إذ أزف زمان سقوطه وحلت نهايته وخاتمته، واقتربت الساعة التي يتفكك فيها ويندثر، وإنما سيعلم مشغلوه وصانعوه، وزارعوه ومساندوه، أن هذه الحرب قد غرست في الوعي الفلسطيني والعربي والإسلامي لمئات السنوات القادمة، العداء المطلق للغربي المستعمر، وللولايات المتحدة الأميركية التي كان لها الدور الأكبر في تنظيم هذه الحرب وإدارتها، وسيعلمون يقيناً أنهم أخطأوا وأجرموا، وارتكبوا في حق الأجيال الفلسطينية ومستقبلها جرائم يصعب نسيانها، ويستحيل تجاوزها والعفو عنها، مهما تقادم الزمن، وتوالت الأيام، وتتابعت الأجيال وتتدافعت.
هذه الحرب الملعونة الظالمة يصعب نسيانها، ولا يمكن للزمن مهما طال أن يطويها، ولا تستطيع الأجيال القادمة كلها ولو بعد مئات السنوات، نسل الشهداء، وأبناء الثكالى والمفوجعات، ومن بقي حياً تحت الركام، ومن انتشل من تحت الأنقاض، ومن نجا من القصف والدمار، وغيرهم ممن تركت الحرب على أجسادهم آثاراً باقية، أن ينسوا ما فعل بهم العدو الإسرائيلي وحلفاؤه، وما خلف وراءه سلاحهم وأدوات قتلهم.
الفلسطينيون هم كما أجدادهم العرب والمسلمين، الذين ذاقوا المر وتجرعوا الهوان من التتار المغول ومن الصليبيين والفرنجة، ما نسوا أرضهم، ولا تخلوا عن حقوقهم، ولا استسلموا لأعدائهم، ولا خضعت رقابهم لسيفه، ولا لانت نفوسهم لحكمه، بل جاءت من بعدهم أجيالٌ حفظت حقوقهم، ونظمت صفوفها لأجلهم، وخاضت الحروب انتقاماً لهم، وثأراً لشهدائهم، فكانت حطين التي لا ننساها، وعين جالوت التي نتغنى بها، وسيكون لهما ثالثة قاصمة لعدونا، وخاتمةً لأحزاننا، ونهاية لسني عذاباتنا، فلا يفرح العدو بما أجرم، وليتهيأ لما هو أعظم، ووعداً أننا سنثأر، فهذا حقٌ لا يموت، وأمةٌ لا تنسى، وجرائمٌ لا تطوى.
التعليقات
عمليات طوفان الأقصى المجيدة
قول على طول -عمليات طوفان الأقصى المجيدة....وماذا عن الرد الاسرائيلى ؟ هل يعتبر عمل مجيد أيضا أم ماذا ؟ - لا ننسى أن كراهيتكم المقدسه لليهود والنصارى أسسها رسول الرحمه قبل وجود امريكا واسرائيل بقرون ..- لا ننسى أيضا أن العرب والمسلمين هم من غزوا البلاد ودمروها ..وغزوا فلسطين التى كان بها يهود ومسيحيين فقط .. ؟ هذا تاريخ معروف .
تابع ما قبله
قول على طول -اليهود موجودون فى فلسطين قبل المسيحيه وقبل الاسلام ... اقرأوا القران والتفاسير ان كنتم لا تصدقون التاريخ والجغرافيا والكتب المقدسه التى سبقتكم ..وعملية محو اليهود والملايكه المسومه والحجر وشجر الغرقد - والنصارى ان أمكن - هى هلاوس دينيه لابد أن تتخلوا عنها ...ولا تصدقون الوعود والشعوذات الدينيه التى تؤكد لكم أن اليهود الى زوال ..عليكم قبول اسرائيل والتعايش بجوارها ..واسرائيل عليها الاعتراف بكم وبدولتكم ولا مفر من ذلك ..أما الشحن والكراهيه ليس فى مصلحة أولادكم ولا الأجيال القادمه ..كفى دماء . يتبع
تابع ما قبله
قول على طول -ولا تعول كثيرا على مظاهرات التأييد التى قامت فى الجامعات بالخارج ..معروف جيدا من ورائها ..وخاصة أنها كانت مصحوبه بعمليات تخريب واسعه ..وأجزم أنها جاءت بنتائج عكسيه على قضيتكم ..وربما تدرى أن اليمين فى حالة صعود غير مسبوقه بسبب مظاهراتكم . نكتفى بذلك .
المجد للمقاومة ،،
رضوان -المقاومة... ان تجعل كل توغل جديد جحيم...وكل تمركز للعدو رعب...وان تحارب وكأنك ستحارب إلى الأبد.
كيان تحت الانهيار ،،
كتكوت -صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها: إسرائيل في حالة انهيار مخيفة وسريعة وغير مسبوقة في كل ساحة محلية ودولية. وهذا هو ما قلنا... ولكن البعض يحب ولاد ال... مع انهم يتوعدونهم بالابادة ويدنسون مقدساتهم ويمنعونهم من دخول كنيسة ربهم في يوم قيامته ، ومع لا يكرهون إلا الاسلام والمسلمين و يفترون عليهم .
بس اخوك نتن ياهو يا فولاؤس غير واثق من استمرار بقاء كيانه ،،
حدوقه -بس اخوك نتن ياهو يا فولاؤس المفتري المتصهين غير واثق من استمرار بقاء كيانه ،، فنتنياهو متخوف من لعنة العقد الثامن، حيث أن التاريخ القديم أثبت بأن كل ممالك اليهود لم تعمر إلاّ لمدة 80 عاماً، والصهاينة مقتنعين ان اخوك في الكراهية والحقد في الاسلام آخر ملوك بني اسرائيل ، يا قليل الأصل والوفاء المسلمين هم الذين خلصوكم وخلصوا مسيحيي المشرق وحتى يهودهم من طغيان الدولة البيزنطية التي كانت تضطهدهم وتضطهدكم ،،
اخوانكم الصهاينة سيغادرون إلى اوطانهم كما غادرتم الى امريكا الشمالية
رضوان -إسرائيل ستنهار قبل عام 2029م... صدق أو لا تصدق هذه كلمات صهيوني .. صدق على كلامه مجموعة من الإسرائيليين. كتب الصحفي الصهيوني حاييم ليفنسون على اكس:"إسرائيل ستنهار عام 2029م. بل قبل هذا العام. سيغادر معظم السكان اليهود ولن يبقى فيها الا اقلية حريدية يقدر عددها 25 الف إلى جانب اكثرية عربية. وسيهرب نتنياهو وزوجته إلى ابنهما يائير في امريكا" وجاءت الردود من الإسرائيليين صادمة... ياحاييم 2029؟ انت متفائل!اذا استمر الامر على هذا النحو فإن عام 2027م يبدو أيضا هدفا غير واقعي. الكيان الصهيونى إذا تعرض لخطر وجودي سيغادره الصهاينة كما غادر الوافدون الخليج العربي ابان حرب الخليج الاولى والثانية ،،