فرنسا بين فكر الأنوار والتطرف اليميني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ماذا يربح صناع القرار في فرنسا من التضييق على تراث ومعتقدات القاطنين على أراضيها، وماذا يجنون من السماح لبعض القوى المتطرفة بازدراء الأديان، والإساءة لبعض الرموز الدينية كما تفعل بعض الأقلام والمواقف والتي أساءت سابقاً للنبي المصطفى، أو التنمر والتركيز على الحريات الفردية، من قبيل الحرية الشخصية، كالحجاب وبعض الرموز الدينية المعبرة عن ثقافة ما!
أظن أنَّ رد فعل بعض المندفعين في دائرة الحكم الفرنسي انحرفوا عن أفكار الثورة الفرنسية، فعوض البحث عن الأخوة الإنسانية، تراهم يهرولون لزرع الكراهية داخل المجتمع الفرنسي.
مؤسف جداً أن تمسي الانتخابات مصدراً لحجب الحكمة، ومنبعاً للتغطية على فشل سياسة الادماج، وواقعاً يبرهن على أن البصيرة أصبحت عمياء! ففقد البوصلة في عالم مختلف الثقافات إهانة لتاريخ الفلسفة التي أنجبت فلاسفة عصر الثورة الفرنسية.
إنَّ التمادي في ازدراء الأديان، وإهانة الرموز المقدسة للمسلمين، لدليل على أزمة ثقافية عميقة تجتاح البعض ممن يدعي أنَّ حرية التعبير لا قيود لها؛ فالمجمتع الفرنسي بطبيعته المتنوعة من حيث الأجناس والأعراق يحتاج للأخوة العادلة التي تبناها الفرنسيون ابان الثورة، بعد كفاح مرير ضد قوى السلطة وتحالفها مع رجال الدين، في فترات تاريخية يعلمها الفرنسيون جيداً.
كما أن ازدراء الدين الإسلامي والمساس بأقدس ما عند المسلمين، وكيل الاتهامات للجالية بمجرد انحرافات فردية هنا وهناك... يعد من صميم الاعتداء على السامية في جوهرها، ولا يمكن لأحد أن ينكر السلالات البشرية التي ينتمي إليها العرب والمتجدرة في أعماق تاريخ، يشهد على نسبهم لسام ابن نوح.
إقرأ أيضاً: النار الزاحفة إلى المغرب العربي الكبير
وحتى وإن تمت معالجة الوضع وفق منظور حرية التعبير، فهل حرية التعبير هي السب والشتم والضحك على معتقدات الآخر؟ ألا تعد حرية التعبير المهينة للمقدسات حرية مشؤومة قادرة على زرع الفتن وتوسيع الأحقاد وخلخلة التواصل الإنساني والدفع بالمجموعات البشرية إلى الكراهية والحقد المفضي إلى دائرة اسمها انعدام الثقة ورفع منسوب النفور بين المعتقدات، والأديان والمجتمعات ككل؟
ولعل الحكمة تقتضي الوقوف عند الرزانة، وتغليب الإنسانية عن الردود الشاذة الآنية، والانتقامات الهوجاء، لأهداف سياسية وانتخابوية لا علاقة لها بديمومة الحوار بين مختلف الثقافات، التي تعد مجبرة على التعايش مع الخلاف والاختلاف.
فالحروب مهما كانت لن تحقق مبدأ الخضوع، والتاريخ يشهد على ذلك، كما أن جبروت الظلم والعنف مهما بلغت قسوته لا يغادر منطقة الجهل الأعمى.
إقرأ أيضاً: اختراق دبلوماسي مغربي
ولعل العالم يحتاج في هذه الفترة إلى البحث عن المشترك، لا التمعن والخوض في الاختلاف العميق، والجوهري، الذي يظل نسبياً مهما بلغت الأفكار المنظرة له. إذ أن طبيعة الإسلام التي لا تعبر عن سلوكيات الكثير من المسلمين، طبيعة مسالمة، تميل للسلم والحب واحترام الاختلاف، وهذا ما كان من صميم ما روي عن المصطفى في تعامله مع أتباع الرسالات السماوية الأخرى، ولعل خطبته في "حجة الوداع" لديل على الروح المفعمة بالأخوة للفكر الإسلامي النظيف في كل شيء.
لذا، نتمنى من حكماء فرنسا الرجوع إلى جادة الصواب، لا الكبرياء المبهم، المفضي إلى مجهول يخالف القيم النبيلة للثورة الفرنسية.
ولعل الابتعاد عن سياسة رجل هنا ورجل هناك، مع التركيز على المشترك الإنساني، مفتاح عودة التوازن لفلسفة الأنوار، باعتبار الاستعلاء يمثل مصدراً لتفريخ العقد والتطرف وزد على ذلك الكثير.
التعليقات
كفاكم
متابع -"ماذا يربح صناع القرار في فرنسا من التضييق على تراث ومعتقدات القاطنين على أراضيها" ....يربحون انهم يحافظون على بلدهم من اي شيء لا يمت لثقافتهم بشيء....يحافظون على الجمال والأناقة عند رجالهم ونساهم، يمنعون وجود ملابس الحجابية القبيحة جدا واللحى الإسلامية وغيرها....يربحون انهم يمنعون انتشار ثقافة التقليل من شأن المرأة، ثقافة ذبح المدرسين، ثقافة توسيخ الشوارع، ونشر الجهل...الخ.
فكر الانوار وذبح المختلف
كاميران محمود -فكر الانوار انبثق بعد تجريد الدين من التحكم بحال العباد والبلاد ومن معصوميته ومعصومية رجاله .وفي تقديري ان ازدراء الاديان في عرف اهل الفاشية الاسلامية يتعلق بمحاولة المتنورين تحليل وتفكيك نصوص الدين عقلانيا وتأريخيا والمصير الذي ينتظر من يقومون بذلك(القتل بعد التكفير) يبين طبيعة غير مسالمة ومعادية للسلم والحب والاحترام.على الدول المصدرة للمهاجرين ان تنشر فكر الانوار وافكار فلاسفتها انهاءا لحجب الحكمة وكمحاولة لتحويل مواطنيها الى بشر اسوياء مع احتمال امكانية رفضهم وتكفيرهم لفكر الانوار وفلسفتها مباشرة باعتبارها محاولةلهدم عقيدة اهل الله .اما سب وشتم وتحقير معتقدات الاخر فيمكن الرد عليها بنفس الاسلوب وليس بذبح الفنانين وتفجير من يأوى مالم يكن قتل المختلف اصلا للعقيدة. ولنا في فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي وفي بيان جبهة علماء الازهر الذي احل سفك دم فرج فودة دليلين على الطبيعة الميالة للسلم والحب واحترام الاختلاف .
فرنسا تعتنق العلمانية المتطرفة التي هي قناع الكاثوليكية المتطرفة ،،
صلاح الدين المصري -فرنسا رغم علمانيتها المدعاة لن تنسى انها مسيحية كاثوليكية صليبية حاقدة ، وأنّ الكاثوليك ارتكبوا مذابح ضد الطوائف المسيحية في أوروبا فلما خرجت فرنسا الكاثوليكية إلى العالم القديم والى العالم الجديد ارتكبت جرائم وإبادات و بشاعات ضد شعوب افريقيا واسيا وشعوب جزر المحيطات وقتلت سدس الشعب المصري في حملة نابليون على مصر وقتلت سبعة ملايين إنسان في الجزائر وجربت فيهم قنبلتها النووية الاولى ، الملاحدة والكنسيين المشارقة يصطفون مع فرنسا من باب حقدهم على الإسلام والمسلمين السنة فقط ،، سرطنوا باحقادكم وموتوا ،،
آوروبا الانوار وجلب بشر ووضعهم في أقفاص للفرجة عليهم ،،
حدوقه -آوروبا الانوار ومسيحية المحبة والرحمة تجلب بشر من أفريقيا و امريكا اللاتينية ووضعتهم في أقفاص للفرجة عليهم ،هذا غير المذابح وحملات جلبهم من افريقيا واستعبادهم ،، ان للغرب العلماني الالحادي المسيحي تاريخ مخز في ماخص الاغيار من البشر ، عزاء الضحايا انه فيه يوم للإدانة والعقاب ، لن يفلت من المجرمين ولا من يصطف معهم من باب كراهيته للإسلام ،،
حقيقة ان الملاحدة والكنسيون المشارقة لا يستحون ،،
حدوقه -تستوقفهم حوادث فردية ، هاتوا دفاتركم يا ملاحدة وعلمانين العجيب ان ستالين الملحد الذي كان من عشاق الموسيقى وبعزفها فقد تسبب في هلاك على الاقل 22 مليون انسان ؟! اما هتلر فقد كان يعشق الرسم ويرسم ومع ذلك تسبب في هلاك سبعة عشر مليون انسان ؟ نحن نسأل الملحدين واخوانهم الكنسيين هل قتل المسلمون مثل هذه الاعداد من البشر ؟! الجدير بالذكر ستالين وهتلر من جذور مسيحية ذات الجذور الوثنية التي لم تنجح معها الوصايا وأنها اعملت الجانب الاخر من تعاليم الإبادة والقتل بلا رحمة .ستالين كان تعليمه ديني ليصبح قسا أرثوذكسياً وعلاقة هتلر بالكنيسة كانت تعاونية مشوبة بالحذر ولم يعاديها في يوم مثلما فعل مع الكنيسة في المانيا الشرقية بعد ذلك من تضييق وپولپوت قضى طفولته في معابد بوذية ونشأ في مدارس الإرساليات الكاثوليكية الفرنسية حتى درس في جامعات پاريس وليوپولد الثاني كان الداعم الأكبر لنشاط التنصير في الكنغو البلجيكي (زائير)
العلمانية لم تخلص أوروبا من قلبها الصليبي ،،
بلال -فرنسا خاصة و عموما أوروبا ، صليبية في العمق ولم تخلصها علمانيتها من احقادها ، كل ما في أوروبا يشي بصليبتها في اعلامها وانواطها ومعداتها. الحربية يكفي ان شعار حلف الناتو عبارة عن صليب كبير ، والصليب رمز الدموية ابيدت بسبه شعوب و رفعه قسطنطين وقال بهذا أغلب ، و يحفظ الجندي الغربي المسيحي انشودة تقول لا تبك يا امي اني ذاهب لحرب البرابرة ويقصد بهم المسلمين وغير المسيحيين الغربيين من البشر ،،
غزة تسقط اصنام الغرب الحرية حقوق الإنسان
رياض -اسقطت الحرب العدوانية على غزة الشعارات التي رفعها الغرب منذ الحرب العالمية الثانية على الاقل وثبت انها اصنام مصنوعة من الشكولاته الفرنسية المصنوعة مكوناتها من بلد تنهبه فرنسا ، فلما عرت غزة الشعارات اكلت أوروبا وأمريكا أصنامها ، ان شعارات الحرية والمساواة والإخاء وحقوق الإنسان مقصود بها الإنسان المسيحي الغربي الأبيض الأشقر ، وليست لبقية العالم في اسيا وأفريقيا فهذه البلدان وشعوبها ممنوع عليها التمتع بهذه الفاكهة وان قدرهم ان تضل بلادنهم منهوبة مسلط عليها الطواغيت محرومة من انوار فرنسا ،،
الغرب الشرير ،،
رياض -شاشي ثارور) البرلماني الهندي الهندوسي الديانة، ذكر في كتابه (الإمبراطورية الشريرة) أن التجربة الاستعمارية البريطانية في الهند عبارة عن نهب تاريخي قامت به دولة عظمى باسم التنمية، اتبعوا قبلها سياسة فرق تسد وإخافة مكونات المجتمع الهندي ببعضهم البعض، وتصعيد الفاسدين وتسليمهم إدارة بعض الأمور، (ثارور) يتذكر الهند فترة حكم المسلمين المغول، كانوا هنودًا وسلطة وطنية وعلى مسافة واحدة من الجميع، وذكر أن الخصوصية الدينية للطوائف والأديان في الهند لم تكن يومًا مصدر خلاف إلا بعد حضور الإنجليز لأنها تخدم أجندتهم.
أوروبا القرون الوسطى كانت غارقة في ظلمات الاستبداد الديني ما علاقتنا به ،
رياض -في الوقت الذي كانت فيه أوروبا القرون الوسطى كانت غارقة في ظلمات الاستبداد الديني كان شرقنا المسلم يشع بالانوار. ، ما علاقتنا نحن بظلمات أوروبا ثم أنوارها بعد ذلك ، إلا إذا كانت الانوار تعني الكفر والالحاد وهي ما يروج له بعض مثقفينا ، ان لأنوار فرنسا واروبا وأمريكا جوانب مظلمة في ما خص ابادة الإنسان الاخر غير الأوروبي والمسيحي سردناها فيما سبق من تعليقات ،،