شعب يُبادُ وعالَمٌ يتفرَّج؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ زمان بعيد، يعاني الشعب الفلسطيني من ويلات الكيان الإسرائيلي الذي احتل الأرض، وينكّل بأصحابها ويذيقهم أشدّ العذاب. لقد دأب هذا الكيان المحتل على بسط سيطرته ونفوذه على أرض ليست أرضه، ويرتكب جرائمه البشعة في حقّ شعب أعزل، فيقتل، ويجرح، ويشرّد شعبًا ذنبه أنّه يريد العيش بسلام في أرضه ووطنه كسائر شعوب العالم الحرّة. يريد إنشاء دولته المستقلّة على أرض آبائه وأجداده، ليتمتع فيها بحياة كريمة وعيش رغيد، ويحكم نفسه بنفسه ويدير شؤونه بعيدًا عن وصاية أحد.
لقد ارتبط التاريخ الدموي للاحتلال الإسرائيلي بالقتل وسفك الدماء، دون اعتبار لطفل أو امرأة أو شيخ أو مكان للعبادة أو مستشفى. لقد خلفت آلته الحربية في الأراضي الفلسطينية وغيرها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمصابين. ومن أبرز هذه المجازر وضحاياها منذ 1948 إلى ما نعيشه اليوم في قطاع غزة، مذبحة اللد (1948) ومذبحة كفر قاسم (1956) ومجزرة خان يونس (1956) ومذبحة رفح (1956) ومجزرة مدرسة بحر البقر (1970) ومجزرة قانا الأولى (1996) ومجزرة قانا الثانية (2006) وغيرها العشرات، وصولاً إلى مجازر حرب غزة، التي بدأتها إسرائيل يوم 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 بتوغّلها البري في قطاع غزة، وذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء العزل بين شهيد وجريح، كلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 80 بالمئة من البنية التحتية لقطاع غزة.
هذه المذابح لا تزال إسرائيل تقترفها إلى اليوم، والعالم كله يقف متفرجًا عليها دون أن يتخذ أيّة تدابير لإيقافها، ولم يقوَ على مواجهة أمريكا وغيرها من دول الغرب التي تدعم الكيان الإسرائيلي بالمال والسلاح من أجل ذبح الأبرياء بذرائع واهية وكاذبة.
إنّ ما يُسمّى "الأمم المتحدة" والمنظمات القانونية والحقوقية والإنسانية، سواء المستقلة منها أو التي تتبع "الأمم المتحدة"، وقفت عاجزة عن صدّ العدوان الإسرائيلي على ذبح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض كل يوم للقصف في قطاع غزة. القصف الهمجي يؤدي كل لحظة إلى قتل المئات وجرح المئات من المدنيين العزل الأبرياء، وتدمير البيوت السكنية والطرقات والمستشفيات ودور العبادة ومآوي اللاجئين وغيرها. ومن هنا يتضح أن هذه المنظمات الدولية خاضعة، فيما يبدو، للسياسة الأمريكية وسياسة دول الغرب التي تهدف إلى المحافظة على "دولة إسرائيل" وتثبيت وجودها في المنطقة والحيلولة دون زوالها، باعتبارها الشرطي الأمين الذي يرعى مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.
من هنا نتساءل: أين الديمقراطية وأين حقوق الإنسان التي تتغنى بها هذه الدول؟ هل الشعب الفلسطيني الذي يُباد في فلسطين ليس من بني الإنسان أم هو في الدرجة الأخيرة في سلم الترتيب الإنساني؟ هل الشعب الفلسطيني لا يستحق الحياة والعيش الكريم في وطنه وعلى أرضه كباقي شعوب العالم؟ إنها وصمة عار في جبين ما يُسمى "المجتمع الدولي" الذي يدعم إسرائيل في جرائمها ضد الإنسان الفلسطيني، الذي يُعتبر إنسانًا كباقي أناس العالم.