فضاء الرأي

المكان المفضل لاحتضان كأس العرب

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ الاستضافة الناجحة والاحترافية لبطولة كأس العرب العاشرة في قطر 2021، تمنى الكثير من عشاق ومتابعي ومحبي الكرة العربية من القائمين على الاتحاد العربي لكرة القدم أن تكون الدوحة مقراً دائماً لبطولة كأس العرب، نظراً لصعوبة تحقيق تنظيم يليق بالبطولة إلا في دولة تحظى بمكانة رفيعة على الخارطة العربية مثل قطر، كون البطولة، وعبر تاريخها الطويل، ومنذ انطلاق نسختها الأولى في عام 1963، تعتبر واحدة من أبرز البطولات الإقليمية التي تجمع شمل المنتخبات العربية في منافسة رياضية مثيرة ولافتة. وعلى مرّ السنين، شهدت البطولة العديد من التطورات والتغييرات، بما في ذلك فترات التوقف والاستئناف. فالنسخة الأولى من البطولة أقيمت في لبنان، وفازت بها تونس، ومنذ ذلك الحين، توقفت البطولة لما يقرب من عشرين عاماً قبل أن تعود إلى الواجهة من جديد في عام 1985. بعد عودتها، أقيمت البطولة مرات عدَّة حتى عام 2012، وكانت آخر نسخة يُنظمها الاتحاد العربي لكرة القدم.

في عام 2021، أقيمت البطولة في الدوحة، ومعها أعيد إطلاق كأس العرب تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، ما أعطى البطولة دفعة جديدة، حتى أن الأخوة في قطر جعلوا الاتحاد الدولي لكرة القدم يضع البطولة تحت مظلته ويبارك إقامتها، والمفرح أن الاتحاد الدولي، وبمباركة الاتحاد العربي، أسند تنظيم كأس العرب لمدة 12 سنة قادمة في أعوام 2025 و2029 و2033 إلى قطر، لأنها تتمتع بتاريخ غني في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، ويأتي الاختيار كتأكيد على الثقة الكبيرة بقدرات قطر التنظيمية والبنية التحتية المتطورة التي تمتلكها.

ستكون الدورات المقبلة فرصة للمنطقة لإبراز الثقافة العربية والتنافس الرياضي الشريف في ما بينها، في حين أن استضافة قطر لكأس العرب تمثل استمراراً لمسيرتها الناجحة في تنظيم الفعاليات الرياضية الدولية، وآخرها تنظيمها كأس العالم 2022، والتي شهدت مشاركة واسعة ونجاحاً كبيراً، وعكست التزام قطر بتعزيز الرياضة في المنطقة، وتوفير منصة للمواهب العربية للتألق على الساحة العالمية.

إقرأ أيضاً: من هي وزيرة السعادة في تونس؟

تُظهر البطولة التنوع والمهارة في كرة القدم العربية، وتعزّز الروابط بين الدول العربية من خلال الرياضة، كما تُعد بطولة كأس العرب لكرة القدم محفلاً رياضياً هاماً يجمع المنتخبات العربية في منافسة قوية ومثيرة للإعجاب.

ومنذ انطلاقتها، شهدت البطولة تألق العديد من المنتخبات التي تركت بصمات لا تُنسى في تاريخها. ويُعد المنتخب العراقي أحد أكثر المنتخبات فوزاً بالبطولة، حيث تُوج باللقب أربع مرات، وهو رقم قياسي يعكس مستوى الكرة العراقية وتميزها على الصعيدين العربي والإقليمي، تليه المملكة العربية السعودية التي حصدت اللقب مرتين، مؤكدةً بذلك مكانتها كإحدى القوى الكروية البارزة في المنطقة، وبعدها منتخبات تونس، مصر، المغرب، والجزائر، وكل منها انتزع الفوز باللقب لمرة واحدة، ما يُظهر التنافسية العالية والتنوع الكبير في مستويات الكرة بين الدول العربية.

إقرأ أيضاً: تفوق الأندية العربية في البطولات الكروية أفريقياً وآسيوياً

هذه الإنجازات تُعطي لمحة عن غنى التاريخ الكروي العربي، وتُسلط الضوء على الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها هذه المنتخبات، وقدرتها على تقديم أداء متميز يليق بالمستوى العالمي للعبة.

وكأس العرب تعد بمثابة منصة للمواهب العربية لإظهار قدراتها وتمثيل بلدانها بأفضل صورة ممكنة، وهي فرصة للجماهير العربية للاحتفال بالروح الرياضية والتنافس الشريف الذي يجمع بين الشعوب العربية.

إقرأ أيضاً: ريال مدريد أقوى نادي في العالم

إنَّ الأجواء التي يتزين بها المشجعون في بطولات كأس العرب لكرة القدم تعد جزءاً لا يتجزأ من الحماسة والروح الرياضية التي تميز هذه البطولة، فضلاً عن أنَّ المشجعين يأتون من مختلف أنحاء الوطن العربي ليس فقط لمشاهدة المباريات، ولكن للمشاركة في احتفالية كروية تعبّر عن الوحدة والترابط بين الشعوب العربية، ناهيك بتميز مناطق المشجعين التي تتحفنا بأجواء كرنفالية ولا أجمل، حيث تُقام العروض الموسيقية، والألعاب النارية، والفعاليات التي تستعرض التراث العربي الغني، كما تُعد هذه البطولات فرصة للمشجعين للتعبير عن دعمهم الشديد لمنتخباتهم الوطنية، حيث يُزينون المدرجات بألوان أعلام بلدانهم، ويُنشدون الأهازيج والأناشيد الوطنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف