فضاء الرأي

بارزاني في بغداد... أهداف وطموحات

مسعود بارزاني
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وُسمت العلاقات العربية الكوردية بين بغداد وأربيل، منذ نشأة الدولة العراقية عام 1921، بمصير واحد نحو حقوق مشتركة، وإن مالت دفة تأسيس تلك الدولة على حساب حقوق الكورد التي سلبتها المعاهدات عبر مختلف الحقب. انطلقت بعد ذلك سلسلة من الثورات الكوردية، ابتداءً من شيخ عبد السلام بارزاني، مرورًا بشيخ محمود الحفيد وثورات بارزان الكبرى بقيادة الشيخ أحمد بارزاني، وليؤسس بعد ذلك الخالد مصطفى بارزاني حقيقة عنوانها الحقوق الكوردية. تتابعت الثورات، ومنها ثورة أيلول (سبتمبر) الكبرى التي تكللت باتفاقية وقعت في 11 آذار (مارس) 1970 بين الحكومة العراقية والقيادة الكوردستانية، من أجل إنشاء منطقة حكم ذاتي تتألف من المحافظات الكوردستانية والمناطق المتاخمة الأخرى التي حددت حسب التعداد السكاني بأن لها أغلبية كوردية. وتنص الخطة أيضًا على تمثيل الكورد في الهيئات الحكومية، على أن تنفذ هذه الخطة في أربع سنوات. كان ذلك في وقته أهم محاولة لحسم الصراع العراقي &- الكوردي الذي طال أمده. اعترفت الحكومة العراقية بالحقوق القومية للكورد مع تقديم ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة العراقية واستعمال اللغة الكوردية في المؤسسات التعليمية، ولكن لم يحصل وقتها حل حاسم بشأن قضية كركوك بسبب تنصل الحكومة العراقية من اتفاقية آذار.

لم تدم تلك الاتفاقية سوى خمس سنوات حتى عاد النظام الدكتاتوري في العراق لتوقيع اتفاقية الجزائر عام 1975، والتي تسببت بإثارة الكثير من النزاعات في تاريخ العراق، ليعود الكورد إلى الجبال ويبدأوا حقبة أخرى عنوانها النضال من أجل الحقوق المشروعة في ثورة گولان عام 1975، والتي توجت بعد ذلك بانتفاضة عام 1991. بعد الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003، دخل الكورد طواعية لتأسيس العراق الفيدرالي الحديث، بمشاركة سبقتها مؤتمرات للمعارضة العراقية في أربيل والنمسا ولندن وواشنطن. منذ ذلك الوقت حتى تأسيس العراق الحديث مطلع عام 2005، كان للرئيس مسعود بارزاني دور بارز مع الراحل جلال طالباني في تحقيق الشراكة الكوردية من منطلق الفيدرالية في العراق والدستور الذي صوت عليه العراقيون من زاخو في إقليم كوردستان وحتى سفوان في البصرة.

شكل مفهوم العراق الفيدرالي الحديث بارقة أمل للكورد، وإن ركنت بعض مواد الدستور مثل المادة 140 وقوانين النفط والغاز ورواتب البيشمركة، وإن همشت أكثر من خمسين مادة أخرى دون تفسير لعدم تطبيقها. في كل حين وعند كل مناسبة، كان وما زال الرئيس مسعود بارزاني يؤكد على التوافق والتوازن والشراكة لإحقاق الحقوق وإنصاف جميع العراقيين، مع دعواته الدائمة في أن تكون قوة أربيل في بغداد وقوة بغداد في أربيل.

إقرأ أيضاً: إقليم كوردستان... مشاريع وإنجازات

لم تقف دعوات الرئيس مسعود بارزاني عند مناسبة معينة دون سواها، فهي ذاتها تكررت قبل أن يقتحم الإرهاب ثلث المساحة العراقية، وهي ذاتها التي تكررت بعد أن دخلت قوات البيشمركة والجيش العراقي لتحرير العراق من براثن الإرهاب الذي ما يزال يشكل تهديدًا في بعض مناطق العراق. أما عن دور الرئيس مسعود بارزاني في تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة ذات الأربع سنوات بعد مجمل الخلافات التي شابت العملية السياسية برمتها، فهي الأخرى كانت أساسًا في إعلان تسميات تلك الحكومات، وآخرها حكومة محمد شياع السوداني.

إقرأ أيضاً: علم كوردستان يرفرف في أميركا‎

بعد ستة أعوام، يتهيأ الرئيس مسعود بارزاني لزيارة بغداد. زيارة وصفت بالتاريخية قبل أن يعلن موعد الوصول. ملفات عالقة تحتاج إلى سرعة حلول، سيما بعد أن قدم الجانب الكوردي مجمل حلوله الدستورية إلى بغداد، ومنها ملف النفط وملف توطين الرواتب، يضاف إلى ذلك التنسيق العالي المستوى بين الداخلية العراقية وداخلية إقليم كوردستان، وتوحيد التعريفة الجمركية، والتناسق والتفاهم العالي المستوى بين الحكومتين الاتحادية وإقليم كوردستان، بعد جملة الزيارات واللقاءات التي جمعت السوداني ومسرور بارزاني لتهيئة الظروف نحو حلول مستدامة.

يرى المراقبون أن زيارة الرئيس مسعود بارزاني إلى بغداد ستحدد الكثير من الأهداف وتحقق الكثير للعراق، إذا كان هناك تجاوب ونية لسد ثغرات الخلافات المتناسلة التي توسعت بعد عشرين عامًا بين بغداد وأربيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
امة مظلومة
ابو تارا -

القضية الكوردية قضية امة و شعب مزق شمله وقسم بلاده لاغراض واهداف ومصالح استعمارية واقليمية و لكى تبقى المنطقه ملتهبة وفى لهيب وحروب وسعير دائم يبحث ويطالب بحقوقه المسلوبه و المشروعة اسوة بكل امم وشعوب الدنيا يا ترى متى يعترف اعداء الانسانية والحرية والتعايش والسلام بهذا الحق المشروع الذى يقر ويعترف به كل قوانين الارض والسماء

الاكراد حكموا الوطن العربي كله - واربع رؤساء جمهوريه لسوريا كانو اكراد - واداروا دار الافتاء الف سنه ،، والسؤال
عدنان احسان- امريكا -

والسؤال ماهو سر طلب الاستقلال ؟ ولنقل هذا من حقهم ولكن بشرط ان لا يكون هذا الاستقلال جزء من المشاريع الاستعماريه للمنطقه - من منطلق فرق تسد - ولو كان مشروع الاستقلال - كرديا لشاركت به كل الحركات الوطنيه - ومالفرق ان يحكمنا - كردي - او سرياني - او اشوري - او عربي- اويهودي - اومسيحي الم تجمعننا الحضاره والمصير المشترك ولماذا اصبحنا اليوم اعـــداء ؟ والاكراد حكموا كل الوطن العربي - واربع رؤساء جمهوريه سوريين كانوا اكراد - وكذلك كان هناك رئيس شركسي - واخر تركماني - وحتى سرياني مسيحي - اذا السؤال من الذي يفرق بيينا ؟ ومن اخترع - مشروع - روج افه - وكردستان ،؟ اعتقد الاقطاعيه السياسيه الكرديه المرتبطه بالمشاريع - الاستعماريه هي السبب والاكراد لم يكونوا مضطهدين - لا في ســـوريه - ولا في العراق والحكام الديكتاتورين - اضهدوا الجميع ،وليس الاكراد فقط - والحل بالعداله والمساواه للجميع في الحقوق والواجبات لجميع ابناء الوطن بمختلف - تشكيلاتهم القوميه والعرقيه والطائفيه والشرق هو اهل الحضاره وعلمه اصول العيش المشترك للاخرين ولسن بحاجه لاستنساح افكار نظريه فرق تسد - والاكراد شاركوا في النضال في كل حركات التحرر الوطنيه وتاريخهم مشرف - ويستحقوا ان يحكموا كل الوطن - وليس - اقليم او هناك معلطعه هناك - .والبرزاني براغماتي- وقاتل ايضا مع صدام حسين - ضد اكــراد ، الاتحاد الوطني واليوم يلعب بالوقت الضائع وان تاتي متاخرا خيران من لاتاتي والاكراد جزئ من تاريخنا وهويتنا النضاليه واذا اردوا الاستقلال فهذا من حقهم بشرط ان يكون مشروعا وطنيا غير مرتبط بالاجندات والمشاريع الاستعماريه