دفن أوهام الإصلاح: بزشكيان يتعهد بالتشدد ودعم الميليشيات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شهدت طهران الثلاثاء، 30 تموز (يوليو)، حدثاً بالغ الأهمية، ألا وهو مراسم تحليف مسعود بزشكيان رئيساً جديداً للجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذا الحدث لم يكن مجرد تغيير في القيادة، بل كان بمثابة مسمار في نعش أي أمل في إصلاحات سياسية في إيران. حفل التحليف الذي تزامن مع حضور قادة ميليشيات موالية للنظام مثل حزب الله والحوثيين والجهاد الإسلامي وحماس، أكد للعالم أجمع أن إيران ماضية قدماً في مسارها التشددي، وأن أي حديث عن إصلاحات لا يعدو كونه مجرد وهم.
کما شهدت طهران في هذا اليوم سلسلة من الاجتماعات بين المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الجديد بزشكيان مع قادة هذه الميليشيات. التقى خامنئي وبزشكيان بإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وزياد نخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وكذلك بحضور ممثلين عن الحوثيين وحزب الله اللبناني. في هذه اللقاءات، أكد بزشكيان التزام الحكومة الجديدة بدعم هذه الجماعات الإرهابية واستمرار السياسات التوسعية لإيران في المنطقة.
في حديثه مع إسماعيل هنية، شدد بزشكيان على أن " أن دعمه سيستمر بقوة أكبر من الآن فصاعداً"، مما يعكس نية النظام الإيراني لدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة. كما التقى بزشكيان مع رئيس وزراء سوريا حسين عرنوس، حيث أكد أن الحكومة الإيرانية ستتخذ الإجراءات اللازمة لتسريع تنفيذ الاتفاقيات مع سوريا، مشيراً إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الوثيق بين البلدين.
وفي لقائه مع قادة حزب الله والجهاد الإسلامي والحوثيين، أعلن بزشكيان دعمه الكامل لهم. ونقلت وكالة أنباء قوة القدس عن بزشكيان قوله لنعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، إن "دعم جبهة المقاومة واجب شرعي وأحد السياسات الأساسية للجمهورية الإسلامية". وأضاف في حديثه مع زياد نخالة أن "موقف إيران الداعم لهم لن يتغير بتغير الحكومات". وأكد في لقائه مع المتحدث باسم الحوثيين في اليمن أن "تحركات اليمن في دعم فلسطين مهمة جداً وفعالة وقد شكلت ضغطاً واضحاً على النظام الصهيوني وداعميه"، مشدداً على أن "العلاقات والتعاون بيننا وبين اليمن سوف يستمر أقوى من ذي قبل".
واعترف زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، في وقت سابق، بتلقي حزبه معونات مالية ومساعدات أخرى من إيران. وقال نصر الله انه كان يؤكد على حصول حزبه دعماً سياسياً ومعنوياً من إيران، لأنه "لا يريد إحراج الاخوان في إيران"، لكن خطابه تغير بعد أن صرحت القيادة الايرانية، علناً، بدعمها المالي لحزب الله.
وأضاف، في خطاب موجه إلى عناصر الحزب: "نعم حصلنا على دعم معنوي وسياسي ومادي في كافة الاشكال من الجمهورية الاسلامية منذ عام 1982". وقال: "في الماضي كنا نقول نصف القصة ونسكت على النصف الاخر، وعندما يسألوننا عن الدعم المالي والمادي والعسكري كنا نسكت".
الیوم رسائل بزشكيان كانت واضحة ومباشرة. فمن جهة، أكد للداخل على ضرورة الالتزام بسياسات النظام اي المرشد وعدم التعبير عن أي معارضة. ومن جهة أخرى، وجه رسائل تهديد للدول الجارة، مؤكداً على استمرار الدعم الإيراني للميليشيات في المنطقة.
بانتخاب بزشكيان، تكون إيران قد دفنت أي أمل في إصلاحات سياسية. فالرجل الذي وصل إلى سدة الحكم هو شخصية معروفة بتشددها وولائها لخامنئي. ولا شك أن هذا التطور سيؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة، وسيعقد جهود تحقيق السلام والاستقرار.
يمكن القول إن إيران تحت حكم بزشكيان تشهد مرحلة جديدة من التشدد والتوسع. النظام الإيراني، بدعمه للميليشيات وتأكيده على سياسة المواجهة، يرسل رسالة واضحة للعالم أجمع مفادها أنه لن يتخلى عن طموحاته الإقليمية والنووية، کما أثبت في الداخل بتکثیف الإعدامات خلال أیام الأخیرة.