السيد الرئيس.. طريق غزة باتجاه واحد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
السيد الرئيس محمود عباس المحترم،
لا أدري إذا كان إعلانك بأنك وكل القيادة ذاهبون إلى غزة هو قرار ستسعى لتنفيذه أم مجرد خطاب تعبوي وإعلان عن صدق نواياك بتنفيذ ما تم الإعلان عنه في بكين من رام الله.
لا تذهب إلى غزة الآن.
أقولها وأنا الذي دعوتك للذهاب إلى هناك حين كان يجب أن تذهب لصناعة الوحدة والعيش في ظل الحصار وتوحيد الوطن والشعب.
لا تذهب إلى غزة؛ فالقادة الشجعان لا يتركون جنودهم في الجبهات الأمامية أثناء المعركة، والضفة هي جبهة الجميع الأمامية، فابقَ وجندك مدافعين عن الثغور لتنتصر غزة، فالنصر يبدأ من هنا، والهزيمة أيضًا من هنا.
لا تذهب إلى غزة الآن؛ فإذا كنت جادًا بأنك ستنتقل منها إلى القدس، فرام الله أقرب يا سيدي من غزة، ولا تفعل كمن فعل قبلك وقضى عمره باحثًا عن طريق القدس غير طريقها الحقيقية، فدمر الطرق وأضر بها وترك القدس نهبًا لمن ينهب.
لا تذهب إلى غزة الآن؛ لأنَّ الأعداء يسعون ويعلنون سعيهم للتخلص من حماس والمقاومة، ووجودك سيعفيهم من إعلان هزيمتهم وهزيمة أهدافهم.
لا تذهب إلى غزة الآن؛ لأن الأعداء يسعون إلى حصر الدولة في غزة فقط، وأنت تمثل الشرعية، ووجودك في الضفة سيمنعهم من حصر الدولة في غزة. وإذا نفذت ما قلت وانتقلت أنت وجميع القيادة إلى هناك، فلن تعودوا جميعًا وستصبح غزة وحدها دولتنا.
لا تذهب إلى غزة؛ فالقول بأنك ذاهب إلى هناك وكل القيادة، فهذا يعني أنك أرحْتَهم من عبء كبير قد لا يستطيعون إنجازه وأنت في رام الله.
لا تذهب إلى غزة الآن؛ فما تحتاجه غزة هو أن تأتي بها إلى الضفة، لا أن تترك الضفة لسموترتيتش وبن غفير وعصابتهما وتذهب أنت إلى غزة.
إذا كان لا بد من انتقال القيادة، فلتنتقلوا إلى القدس فهي أولى بوجودكم فيها. احمل القيادة على ظهرك واذهبوا إلى القدس مباشرة، واجلس على بواباتها، فليس أفضل من بوابات القدس مكانًا للحكم بقائد شجاع يعرف طريقه للقدس، فليس للقدس إلا طريق واحد وهو عبر بواباتها التي يعرفها أصغر طفل فلسطيني وأقدم عجوز وما بينهما.
لا تذهب إلى غزة، وادعُ غزة أن تأتي إليك وتفتح دروبها للضفة والقدس، واخرج على رأس الجموع في الضفة لنفتح الدروب لإحضار غزة ونذهب معًا إلى القدس، فلا قدس إن لم نكن معًا.
لا تذهب إلى غزة، فالطريق إليها يكون عبر إعادة الاعتبار للمجلس التشريعي وتكليف رئيس حكومة التوافق للحصول على ثقة المجلس التشريعي، وابدأ بتنفيذ إعلان بكين بدعوة الإطار القيادي المتفق عليه للشروع بأخذ دوره في القيادة.
السيد الرئيس،
الذهاب إلى غزة مع كل القيادة هو إعلان رسمي عن ترك الضفة الغربية والقدس والابتعاد عن الطريق إلى القدس أكثر وأكثر، مع علمي الأكيد أن شعبنا في كل فلسطين قادر دائمًا على مواصلة الكفاح في سبيل حقوقه.
النصر الحقيقي يأتي من جبال الخليل ونابلس وأبواب القدس وقبابها وجرسياتها، وغزة تقاتل لتأتي إلى هنا لا لكي تذهب إليها.
التعليقات
السلطة الفلسطينيّة في رام الله تخدُم الاحتلال الإسرائيلي.
علي او عمو__ كاتب من المغرب. -رئيس (السلطة الفلسطينيّة) يتحدّث حسب ما تُمليه الظروف، فخطاباته مُتناقضة. لا ثقةَ في محمود عباس و سُلطته في رام الله، فتنسيقُه الأمني مع إسرائيل يعني مُساعدة إسرائيل في القضاء على المُقاوَمة في الضفة الغربيّة، فقواتُه الأمنيّة تتبع خطوات رجال المقاوَمة الذين يعتقِلُهم و يزُجّ بهم في سُجونه، ف"السلطة الفلسطينيّة" تتخابَر مع إسرائيل في العلَن، فعباس ضدّ المقاوَمة المُسلّحة في فلسطين، و اليوم يتحدّث عن رغبتِه في الذهاب إلى غزة.. ألا يستحي هذا الرجل من نفسه؟؟ لقد اتهم الرئيس محمود عباس حركة حماس بـ "توفير ذرائع" لإسرائيل كي تهاجم قطاع غزة الذي يشهد حربا منذ سبعة أشهر. وقال عباس، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الثالثة والثلاثين في المنامة، إن "العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، في السابع من أكتوبر، وفَّرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمُبرِّرات كي تُهاجم قطاع غزة وتُمْعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيرا"... محمود عباس لا يرغب في تحرير الأرض بالسلاح و لا يُؤمن بمُقاوَمة الاحتلاح بل هو مع المُفاوَضات العبثيّة التي يُسمّيها (المقاوَمة السلميّة). تلك المفاوضات التي انطلقت من مدريد إلى اوسلو وُصولاً إلى كامب ديفيد و لم تحقِّق إلّا تكريساً لاحتلال الأرض من خلال بناء المزيد من المستوطنات اليهودية في الضفة و كذا بناء طرق التفافية و الجدار العنصري و الاستيلاء على الأراضي ممّا أدّى إلى نطاق الاحتلال و لم يترك لمحمود عباس من أراضي ال67 إلّا الفُتات، و هو قائمٌ على عرش السلطة يعيش هو و من معه حياة الرفاهية دون أن يأبَه إلى ما يعانيه الفلسطينيّون من ويلات، قَتلٌ و جرح و اعتقال و تعذيب في سجون الاحتلال لأبناء و بنات فلسطين المُجاهدين الأحرار..