تداعيات الإبادة ومخطط القدس الكبرى الاستعماري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
التحالف اليميني المتطرف وحكومة الاحتلال يعملون على استكمال مخططهم الهادف إلى تنفيذ المشروع الاستيطاني من خلال ارتكاب جرائم الاحتلال وإرهاب المستوطنين، خاصة في القدس وبيت لحم، منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. هذا التحالف يواصل تنفيذ مشاريع استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن هدف استراتيجي يسعى إلى منع قيام دولة فلسطين، في انتهاك صريح لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
لقد عكست هذه الممارسات نتائج وخيمة وتداعيات كارثية على مجمل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، في ظل مواصلة حرب الإبادة والعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، وخاصة في الأماكن المقدسة. وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على فرص تحقيق السلام والأمن في المنطقة، نتيجة تسارع تنفيذ المشروع الاستعماري، في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، التي اعتبرت كافة النشاطات الاستيطانية غير شرعية ويجب وقفها.
جرائم حكومة الاحتلال تتصاعد، حيث ينفذها جيش الاحتلال والمستعمرون، وبلغت منذ بداية هذا العام نحو 8000 اعتداء، استهدفت أرواح المواطنين وممتلكاتهم، إضافة إلى الانتهاكات المتكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية، والاقتحامات الدموية للمدن والقرى والمخيمات، والتنكيل بالمواطنين داخل معازل محاصرة بنحو 870 حاجزًا وبوابة عسكرية.
حكومة الاحتلال ماضية في مشاريع الاستيطان الاستعماري في الأراضي الفلسطينية، حيث يوجد 191 مستعمرة، يسكنها 842 ألف مستعمر، و284 بؤرة استيطانية، إلى جانب عشرات المخططات لتوسعة مستعمرات أو إقامة أخرى، لبناء 8511 وحدة استيطانية، منها 6723 وحدة في القدس المحتلة، ما يهدد مستقبل الضفة الغربية.
إقرأ أيضاً: حرب الإبادة وتوسيع الاستيطان في الضفة
الاحتلال اغتصب أكثر من 26 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر الماضي لصالح الاستعمار، وهجّر قسريًا نحو 1700 فلسطيني من 40 تجمعًا بدويًا، منها 27 تم ترحيل سكانها بالكامل، آخرها تجمع "أم الجمال" في الأغوار الشمالية. إضافة إلى ذلك، ارتكب الاحتلال جرائم هدم مئات المنازل والمنشآت الصناعية والتجارية والزراعية، ما يهدد بشكل مباشر المجتمع الفلسطيني وإرثه التاريخي، خاصة مع تصنيف الاحتلال 2652 موقعًا أثريًا في الضفة الغربية كمناطق "توراتية"، بدأ بمصادرتها وتهويدها كما يحدث في سبسطية بنابلس وجبل الفريديس في بيت لحم.
ما يقوم به الاحتلال والمستعمرون من تهجير قسري وتطهير عرقي للفلسطينيين في مناطق (ج)، يهدف إلى إحكام السيطرة عليها للتوسع الاستيطاني في المستقبل. تصاعد الانتهاكات والجرائم التي تتعرض لها محافظتا القدس وبيت لحم، وسياسة عزل المحافظتين بالاستعمار وهدم المنازل والاستيلاء على الأراضي وبناء الجدار، وآخرها إنشاء مستعمرة جديدة في منطقة المخرور الأثرية ببيت لحم لربط تجمع غوش عتصيون مع مستعمرة أفرات، يندرج ضمن مخطط القدس الكبرى الاستعماري.
إقرأ أيضاً: القدس بين التهويد وحرب الإبادة الجماعية
ولا يمكن استمرار الصمت في ظل تصاعد العدوان الهمجي وحرب الإبادة في قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر، والتي أدت إلى استشهاد نحو 41 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير المؤسسات التعليمية والصحية والدينية، ومراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا وغيرها، إضافة إلى تخريب وتدمير البنى التحتية في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.
يجب على المجتمع الدولي العمل لإرساء أسس العدالة والمساواة التي تحقق السلام وتضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وبالضغط لوقف العدوان الإسرائيلي ووقف الاستيطان وضم الأراضي، وتكثيف الجهود لتنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.