فضاء الرأي

الأمن والاستقرار لن يتحققا بحرب الإبادة الإسرائيلية

تسبب الحرب بمقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني وجرح أكثر من مئة ألف
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يمكن لمجازر الاحتلال وعدوانه على الأراضي الفلسطينية المحتلة أن يحققا الأمن والاستقرار. السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو الاعتراف بالشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

استمرار العدوان على شعبنا الفلسطيني من رفح إلى جنين، وارتكاب الاحتلال جرائم الإبادة الجماعية بدعم أميركي، سيزيد من اشتعال المنطقة. لن تنجح أي جهود إقليمية أو دولية في احتواء هذا الانفجار الذي سيحرق المنطقة، والهدف الحقيقي للاحتلال هو المس بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبالهوية الوطنية لهذه الأرض. لكن عليهم أن يدركوا جيدًا أن القدس هي بوابة السلام والأمن والاستقرار.

كل ما يجري من محاولات لاحتواء الانفجار قبل وقف العدوان هو نوع من الجدل العقيم، والمنطقة تدفع ثمن سياسات إسرائيل المدعومة أميركيًا، التي لن تنجح في المساس بالمشروع الوطني الفلسطيني، والذي أساسه القدس والمقدسات. هذه المقدسات ستظل محور نضالات شعبنا الفلسطيني وشعوب الأمة العربية وأحرار العالم.

لقد أصبحت محاولات الاحتلال لزعزعة استقرار المنطقة بأسرها تشكل خطرًا كبيرًا، حيث تستمر حكومة التطرف الإسرائيلية بتنفيذ مخططها القائم على استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، التي أدت إلى استشهاد أكثر من 40 ألف مواطن، وجرح أكثر من مئة ألف. كما يستمر العدوان في تدمير المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، كما يجري الآن في مدن جنين وطولكرم ومخيماتهما، وطوباس، وعمليات القتل التي أدت إلى استشهاد العشرات من المواطنين، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية.

إقرأ أيضاً: احتلال غزة وتنفيذ المشروع الاستيطاني الاستعماري

موقف حكومة الاحتلال المتطرفة والتكتل اليميني الحاكم في إسرائيل يواصل الإصرار على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا في قطاع غزة، بالإضافة إلى تصريحات بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء والمسؤول الأول عن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تتضمن خريطة تشمل الضفة الغربية لدولة الاحتلال. هذه التصريحات والمواقف مرفوضة ومدانة، وتشكل تجاوزًا خطيرًا لجميع قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة. تظهر بوضوح النوايا الإسرائيلية لتكريس الاحتلال وإعلان الضم والاستيطان. هذه السياسة المتخبطة لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، بل تشكل خطرًا على أمن المنطقة.

الإدارة الأميركية، الداعم الرئيسي للاحتلال، تتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار تدهور الأوضاع. عليها تغيير مواقفها قبل فوات الأوان والعمل على إجبار سلطات الاحتلال على وقف الحرب الشاملة التي تشنها على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا. يجب تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي لمنع الانفجار الشامل الذي يهدد مصالح الجميع.

إقرأ أيضاً: الدور الأساسي للاتحاد الأوروبي في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

الشعب الفلسطيني لن يتسامح مع المعتدين أو المتواطئين معهم. لا يجوز لأحد اختبار صبر الشعب الفلسطيني وصموده، فلا يمكن هزيمة إرادة شعبنا وإيمانه أو المس بهويته الوطنية. ستبقى القدس ومقدساتها، كما كانت عبر العصور، عاصمة دولة فلسطين الأبدية.

فلسطين كانت وستظل على جدول أولويات المنطقة والعالم. لا يمكن لأحد تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني أو استغلال معاناته لتحقيق أهداف شخصية أو تمرير مخططات تصفوية. إن الجهود الأميركية تهدف إلى استغلال الحرب على غزة، وليس إلى وقفها. المطلوب الآن هو إيجاد خارطة طريق تستند إلى الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، تعالج تداعيات حرب لم تنتهِ منذ مئة عام، ولن تنتهي إلا بتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف