الطائفية وأزمة النازحين في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم الجهود الإقليمية الكبيرة والمساعي الدولية الأخيرة لاحتواء الوضع المتفجر في المنطقة، لا يزال التوتر سيد الموقف في الشرق الأوسط، لا سيما مع تغير قواعد الاشتباك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، واستهداف إسرائيل قادة "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله، ومجزرة البيجرز والهواتف اللاسلكية. وقد بلغت حصيلة ضحايا الضربات الجوية الإسرائيلية على لبنان مئات الشهداء والجرحى.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب ارتفاع عدد النازحين إلى أكثر من نصف مليون نازح، مع ترشيح العدد للارتفاع خلال الساعات القادمة في ظل تكثيف الجيش الإسرائيلي ضرباته الجوية على البلاد.
وذكرت مصادر إعلامية لبنانية أن الضغط على السوق العقارية خلال الأشهر الماضية قد ساهم في ارتفاع غير مسبوق في أسعار الإيجار، حيث تمكن ميسورو الحال من سكان الجنوب من تأمين منازل في مناطق أخرى منذ أشهر.
وكشفت وكالة "فرانس برس" الإخبارية في تقرير لها عن قيام العديد من أصحاب المنازل والشقق برفع أسعار الإيجار بشكل كبير، وذلك في ظل ارتفاع الطلب. وعلى عكس ميسوري الحال، فإنَّ أغلب النازحين من الجنوب ينتمون إلى الطبقة الفقيرة والمتوسطة، ما يعني عدم قدرتهم على توفير المبالغ التي يطالب بها سماسرة العقارات وأغنياء الحرب.
كما أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي العديد من العائلات الفارة من الجنوب التي اضطرت لافتراش الأرصفة نظراً لعدم تمكنها من العثور على مأوى. وأطلق ناشطون نداءات عاجلة للتسريع في توفير أماكن إيواء خاصة للفئات الهشة.
وشهدت قرى مختلفة في جنوب لبنان، المأهولة بأغلبية شيعية، موجات نزوح جماعي غير مسبوق، حيث غصّت الطرقات بسيارات العائلات اللبنانية القاطنة جنوباً التي غادرت على عجل إلى العاصمة بيروت، التي لم تسلم هي الأخرى من العدوان الإسرائيلي.
إقرأ أيضاً: مخاوف في لبنان من تكرار سيناريو حرب تموز 2006
وهنا ننوه ونحذر جميع الأطراف اللبنانية من مخاطر عودة الشحن الطائفي في ظل ما يواجهه لبنان من مخاطر وتهديدات على يد "سفاح العصر" بنيامين نتنياهو، مع التحذير من عواقب عودة النفس الطائفي مرة أخرى.
لذلك، تعالت خلال الساعات القليلة الماضية الدعوات إلى نبذ التعصب الطائفي في ظل الظرف العصيب الذي يعيشه لبنان، بعد أن وثق رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المواقف التي تعيد لبنان إلى واجهة الخلاف الطائفي.
وتناقلت وسائل إعلام لبنانية في 7 آب (أغسطس) 2024 حالة صاحب منزل طلب من عائلة نازحة من الجنوب ألف دولار كإيجار شهري، إلا أن أهالي المنطقة هاجموا العائلة وهددوهم بالسلاح وطالبوهم بالمغادرة فوراً.
إقرأ أيضاً: لماذا تنتفض مصر في القرن الأفريقي؟
في حين يشترط أصحاب عقارات آخرون أن يكون المستأجر من أبناء المنطقة، في إشارة إلى رفض تأجير المنازل للنازحين اللبنانيين من أبناء الطائفة الشيعية من الجنوب. ويبرر سماسرة العقارات مطالب بعض أصحاب البيوت، التي وُصفت بالطائفية، بمخاوفهم من استهداف الطيران الإسرائيلي للمنطقة في حال تم استضافة أحد أعضاء حزب الله.
يُذكر أنَّ المسلمين الشيعة يشكلون الطائفة الأكثر عدداً في الجنوب اللبناني، يليهم الموارنة المسيحيون ثم المسلمون السنة.
أخيراً وليس آخراً، ينتظر لبنان أياماً أشد صعوبة بسبب إصرار نتنياهو على المضي قدماً في التخلص من كافة أذرع إيران بالمنطقة. ولا سبيل للعبور من تلك الكارثة سوى بإعلاء مصلحة لبنان فوق كل شيء، والتماسك والترابط بين أبناء الوطن الواحد وعدم الانزلاق خلف الأصوات الطائفية المحرضة. فهل يجتاز لبنان تلك العاصفة كما اعتاد بثباته وصبره؟
التعليقات
للتصحيح فقط
قول على طول -يقول الكاتب : في ظل ما يواجهه لبنان من مخاطر وتهديدات على يد "سفاح العصر" بنيامين نتنياهو، ..انتهى الاقتباس . الحقيقه أن نتياهو ليس وحده سفاح العصر بل سبقه كثيرون مثل أشاوس حماس وحزب اللات وصاحبه حسن خيبة الله الشهير ب حسن زميره أو حسن لو كنت أعلم - ولا ننسى أنه طبيعى جدا أن ترتفع قيمة الايجارات فى ظل ازدياد الطلب عليها - ولا ننسى أن النازحين الشيعه من الجنوب وأغلبهم مسلحون وجنود فى حزب اللات أى الخوف منهم ورفضهم واجب ومطلوب ولهم سوابق كثيره فى قتل اللبنانيين ومحاصرة بيروت وكثير من الأفعال الاجراميه والكل يعرف ذلك وهم خونه ومرتزقه والمفروض طردهم خارج لبنان على أحسن تقدير ..عليهم بالرحيل الى ايران .