الصراع بين الفيل والحمار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يُعتبر "الثلاثاء الكبير" اليوم الأهم في تاريخ الولايات المتحدة، إذ تترتب عليه نتائج الانتخابات التي لم تشهد لها البلاد مثيلاً. فالاحتمالات مفتوحة أمام فوز الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويرمز إليهما بالفيل والحمار، وهو فوز سيترك أثراً في تشكيل مستقبل أميركا خلال العقود القادمة، خاصة لناحية إدارة الحروب والصراعات على مستوى العالم.
هذه الانتخابات ليست مجرد لعبة، بل برمجة سياسية تستظل التكنولوجيا وحروب الفضاء. منذ أربع سنوات، تغلب الحمار على الفيل، وقبل ثماني سنوات تغلب الفيل على الحمار. هذا هو تقليد الديمقراطية الحزبية في الولايات المتحدة منذ تأسيسها. والمثير في تاريخ أميركا هو أنها تدعي الديمقراطية والجمهورية، مما يُفترض معه وجود أحزاب أخرى. غير أن الواقع يُظهر اقتصار التنافس على حزبين اثنين، خلافاً لما هو عليه الحال في الدول العظمى الأخرى التي تشهد تعددية حزبية ونشاطاً في السياسة والإعلام.
تختلف الانتخابات هذه المرة لأسباب عدَّة، أهمها التغير في مفهوم القوة الأميركية في الداخل والخارج، إضافةً إلى شخصية دونالد ترامب وطريقته في إدارة الأزمات منذ البداية حتى الآن، وسعيه لتغيير ما كان مألوفاً في إدارة الدولة. فالاتجاه أمام أميركا يبدو واضحاً: إمَّا أن تتبنى التعددية والانفتاح أو تتحول إلى ما يشبه نموذج جنوب أفريقيا.
من سيفوز؟ هذه المسألة تتسم بالتوتر، إذ أن هناك احتمالية لعدم قبول النتائج، خاصة من قبل ترامب في حال فوز كامالا. فترامب لا يمثل نفسه فقط، في ظنه على الأقلّ. ما يميز هذه الانتخابات أيضاً هو وجود امرأة سوداء في السباق. وعليه، فإنَّ تحليل احتمالية دمار البلاد بخروج هذا الطرف أو ذاك ليس دقيقاً؛ فالنظام الديمقراطي الحزبي لم يتغير. فاما أن يُعاد انتخاب ترامب من الحزب الجمهوري رئيساً، أو تخلفه كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي، لتصبح أول امرأة سوداء تتولى الرئاسة خلفاً لجو بايدن.
ورغم اختلاف سياسات هذين الحزبين وشخصيتيهما وتأثيراتهما على العالم، إلا أن القرارات تظل أميركية تصاغ عبر عملية مؤسسية مدروسة وليست مجرد قرارات شخصية.