فضاء الرأي

السعودية عاصمة الرياضة العالمية

تسعى السعودية إلى تعزيز مكانتها كعاصمة عالمية للرياضة وتحقيق أهداف أوسع ضمن رؤية 2030
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تحولت المملكة العربية السعودية إلى مركز عالمي للأحداث الرياضية الكبرى، مما عزز مكانتها كوجهة رئيسية للمنافسات الدولية، من خلال استضافة فعاليات بارزة مثل سباقات الفورمولا 1، وبطولات السوبر الإسباني والإيطالي لكرة القدم، ومؤخرًا السوبر الأفريقي بين الأهلي والزمالك، والتي شهدت تنظيمًا رائعًا نال إعجاب وتقدير العالم أجمع، وأثبت أنَّ المملكة العربية السعودية وأبناءها قادرون على مواجهة كل التحديات والصعوبات، وأن المستحيل ليس سعوديًا. قبلها، كان تنظيم بطولة "سوبر جلوب" العالمية لكرة اليد، وكأس العالم للأندية لكرة القدم، حيث أثبتت السعودية قدرتها على تنظيم واستضافة أحداث رياضية على أعلى مستوى. هذا التحول يأتي في إطار برنامج جودة الحياة، الذي يعد جزءًا من رؤية 2030، والذي يهدف إلى تعزيز مكانة السعودية كمركز لاستضافة الفعاليات والبطولات الرياضية إقليميًا وعالميًا.

ولا شك أن النجاحات المتتالية في استضافة هذه الفعاليات، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية المتنوعة، قد أسهمت في تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة على الساحة العالمية. وقد توجت هذه الجهود بإعلان السعودية كالدولة المضيفة لكأس العالم لكرة القدم 2034، وهو الحدث الأبرز في عالم الرياضة، مما يعكس الثقة الدولية في قدرة السعودية على تنظيم مثل هذه الأحداث الضخمة.

من خلال هذه الإنجازات، تسعى السعودية ليس فقط إلى تعزيز مكانتها كعاصمة عالمية للرياضة، بل وتهدف أيضًا إلى تحقيق أهداف أوسع ضمن رؤية 2030. هذه الأهداف تشمل تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز الاستدامة المالية للقطاع الرياضي، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال جذب الاستثمارات وتنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى. وبالتالي، تعمل السعودية على بناء بنية تحتية رياضية متطورة وتطوير القدرات البشرية لتحقيق هذه الأهداف.

مع استمرار السعودية في تعزيز دورها كمركز رياضي عالمي، من المتوقع أن تستمر في جذب الأحداث الرياضية الكبرى والمشاركين من جميع أنحاء العالم، مما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي والتفاهم الدولي من خلال الرياضة. وهذا يعد مثالًا على كيفية استخدام الرياضة كأداة للدبلوماسية الناعمة، وأشعلت السعودية عناوين الأخبار العالمية بعد أن أحدثت ثورة غير مسبوقة في التعاقدات مع نجوم العالم للعب في الدوري السعودي للمحترفين لتصبح مصدرًا يوميًا للتعليقات والبرامج والمقالات الصحفية. هذا الأمر فتح إحدى أعظم قصص نجاح الاتصال الناجح بالعالم الخارجي الكروي بعد أن أصبح الدوري السعودي منقولًا عبر الشاشات لأكثر من 138 قناة تلفزيونية، بتأكيد إعلامي سابق من وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل.

إقرأ أيضاً: هل يعيد رينارد الأخضر إلى مستواه الحقيقي؟

ومن الجدير بالذكر أن استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في السعودية قد شهدت الكثير؛ فقد نظمت مدينة جدة بطولة كأس العالم للأندية العام الماضي بمشاركة بطل دوري أبطال أوروبا آنذاك مانشستر سيتي الإنجليزي، وبطل دوري أبطال أفريقيا الأهلي المصري، وبطل دوري أبطال آسيا أوراوا ريد دياموندز الياباني، وبطل دوري أبطال أميركا الجنوبية فلومينينسي البرازيلي، وبطل الدوري السعودي اتحاد جدة، وبطل دوري أبطال أوقيانوسيا أوكلاند سيتي النيوزيلندي، وليون المكسيكي بطل اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف).

وأقيمت ثلاث نسخ لكأس سوبر إيطاليا في السعودية، توجت بها أندية يوفنتوس ولاتسيو وإنتر ميلان، ويتم حاليًا الاستعداد لاستضافة النسخة الرابعة للبطولة. فقد أعلنت وزارة الشباب في المملكة العربية السعودية عن استضافة المملكة منافسات كأس السوبر الإيطالي للمرة الخامسة في العاصمة الرياض، خلال الفترة من 2 إلى 6 كانون الثاني (يناير) 2025. وسيشارك في البطولة أربعة أندية، هي: إنتر ميلان بطل الدوري الإيطالي، وميلان وصيف النسخة الماضية من الدوري، ويوفنتوس بطل كأس إيطاليا، وأتالانتا وصيف بطل الكأس.

إقرأ أيضاً: كرة القدم الكويتية: ماضٍ عريق وحاضر مؤلم

بينما جرت أول نسخة من كأس السوبر الإسباني في السعودية على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، وحينها حصد ريال مدريد اللقب بعدما تغلب على أتلتيك بلباو في النهائي.

وفي 2020 أعلنت السعودية إقامة رالي داكار الصحراوي الشهير لعشرة أعوام، بالإضافة إلى فورمولا &- إي في الدرعية منذ 2018 وفورمولا &- 1 منذ 2021. واستقبلت الدرعية وجدة نزالين تاريخيين في رياضة الملاكمة، كان طرفا الأول البريطاني أنتوني جوشوا والأميركي أندي رويز جونيور، بينما تواجه في الأخير اللاعب البريطاني أمام الأوكراني أولكساندر أوسيك.

واستضافت الرياض مؤخرًا دورة الألعاب العالمية للفنون القتالية 2023، كما تستعد لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية للصالات والفنون القتالية في 2025 وكأس آسيا لكرة القدم في 2027، فضلًا عن استضافة العديد من مباريات التجمع لدوري أبطال آسيا ومباريات كأس الاتحاد الآسيوي. وأخيرًا اختار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم السعودية لتستضيف الأدوار النهائية لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة عامي 2024 و2025، حيث سيتم لعب تلك الأدوار بنظام التجمع بين فرق شرق القارة وغربها.

إقرأ أيضاً: ماذا يعني أن تكون هلالياً؟

ونظمت السعودية سباق “طواف السعودية 2022”، بمشاركة 15 فريقًا عالميًا من عشر دول، كما استضافت ختام منافسات سباق “ديزرت إكس بري” في نيوم، في افتتاح الموسم الثاني من سلسلة سباقات “إكستريم إي” للسيارات الكهربائية رباعية الدفع، ونجحت في تنظيم سباق جائزة السعودية الكبرى (إس.تي.سي) فورمولا 1، على حلبة كورنيش جدة.

وتستعد المملكة لتنظيم أكبر حدثين آسيويين حينما تستضيف دورة الألعاب الآسيوية “تروجينا 2029” ودورة الألعاب الآسيوية 2034.

في الختام، نبارك للأشقاء السعوديين هذه الإنجازات في ميادين التنظيم الرياضي، على أن نشهد في المستقبل القريب إنجازات رياضية كبرى للأبطال السعوديين في كل الميادين الرياضية، وأن نفرح أيضًا بوصول المنتخب السعودي لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم في العام 2026 في كندا وأميركا والمكسيك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف