فضاء الرأي

دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني

فلسطينية تطعم طفلها وسط أنقاض مبانٍ في نهر البارد بخان يونس في جنوب قطاع غزة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بينما يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948، ما زالت دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب الجرائم ضد الإنسانية وتمارس التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، وتسلب حريته وتهدد حقه في الحياة الآمنة عبر جرائم القتل والحصار وتدمير المنازل والاستيلاء على الأراضي والاستعمار، دون مساءلة أو عقاب على جرائمها وانتهاكاتها المتواصلة. وما زال الشعب الفلسطيني يعاني من نير الاحتلال منذ 76 عامًا، ويسعى لتحقيق العدالة ويدعو إلى محاكمة المجرمين واحترام القانون الدولي الإنساني وميثاق جنيف وجميع المعاهدات التي تحمي الأبرياء والضحايا من فتك المحتل وإرهابه.

الاحتلال يمارس كل أشكال الانتهاكات والعدوان وحرب الإبادة الجماعية، وجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وما آلت إليه الأوضاع المأساوية في قطاع غزة بسبب حرب الإبادة المتواصلة منذ 14 شهرًا، أدت إلى استشهاد وإصابة الآلاف، ودمار شامل في البنية التحتية. الوضع في القطاع لا يحتمل العيش فيه، وأصبح من الضروري العمل الجاد لإدخال المساعدات بشكل طارئ، وخصوصًا إلى شمال القطاع، ووقف سياسة التجويع التي تؤدي لقتل المواطنين جوعًا. إنَّ المجاعة باتت تحصد أرواح السكان. كما أنَّ الانتهاكات في الضفة الغربية بما فيها القدس تتواصل، ولا يمرّ يوم على شعبنا دون توثيق انتهاكات بحقه سواء بالقتل أو الاعتقال أو التعذيب أو الهدم أو الاستيلاء على الممتلكات. فالاحتلال ينتهج عقابًا جماعيًا ويرتكب إبادة جماعية عبر نصب أكثر من 800 حاجز عسكري إضافة إلى نحو 150 بوابة حديدية عسكرية تغلق التجمعات السكانية وتحد من تحرك المواطنين.

إقرأ أيضاً: المرأة الفلسطينية في مواجهة الإبادة والوحشية الإسرائيلية

الشعب الفلسطيني يشارك شعوب العالم احتفالها باليوم العالمي لحقوق الإنسان، ويدعو كل أحرار العالم ومحبي الحرية والعدل والسلام، حكومات ومؤسسات، إلى أن يكثفوا جهودهم وعملهم، ويطلقوا في اليوم العالمي لحقوق الإنسان شعارهم نحو إنهاء الاحتلال وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وأن يحاسبوا الاحتلال على جرائمه كافة، فلا مكان لمرتكبي جرائم الحرب والفاشية الجديدة بين أحرار العالم والمدافعين عن حقوق الإنسان.

الحل الوحيد هو إعلان فلسطين دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ذات سيادة تامة على أراضيها، واعتراف جميع الدول بها. إنَّ عدم تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره هو بمثابة فشل للمجتمع الدولي في تطبيق فعلي لمبادئ حقوق الإنسان. فعلى العالم أجمع تحمل مسؤولياته بعدم ترك فلسطين تواجه الفاشية، كون أن هذه الجرائم تستدعي من المجتمع الدولي، الذي يحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان، أن يترجم التزاماته التي جسدها بتصديقه على المواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإجباره بقوة القانون على وقف جرائمه ضد حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية. ويعتبر هذا الأمر تحديًا لإرادة المجتمع الدولي في فرض احترام مبادئ حقوق الإنسان.

إقرأ أيضاً: الموقف الدولي ومواجهة حظر عمل "الأونروا"

الشعوب الحرة عليها التعبير عن رفضها لما يمارسه الاحتلال، ويجب الضغط على دولهم وحكوماتهم لإنهاء دعمهم لكيان الاحتلال العنصري، وتطبيق القانون الدولي ومقاطعة الاحتلال سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا لإجباره على إيقاف انتهاكاته والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولا بد من المجتمع الدولي التدخل العاجل والفوري لمحاسبة الاحتلال وإنهاء انتهاكاته المستمرة بحق الشعب والأرض الفلسطينية مع التأكيد على التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف