رحلوا السوريين من العراق فوراً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من أهم الأسباب التي دفعت الأتراك إلى مد يد التفاهم والتطبيع مع بشار الأسد، وبعد رفضه التقارب مع تركيا، قاموا بالانقلاب عليه، هي أزمة اللاجئين السوريين في تركيا. فقد ضاق الأتراك ذرعاً بالسوريين، ولم يستطع الاقتصاد التركي تحمل تبعات وجودهم ومزاحمتهم الأتراك وتنافسهم مع أبناء البلد على فرص العمل. وما أن سقط النظام البعثي في سوريا حتى راحت تركيا تشجع السوريين وتدفعهم نحو الرجوع إلى سوريا والعودة إلى مدنهم، بالرغم من الأواصر المذهبية والطائفية والسياسية التي تجمع بين الأتراك واللاجئين السوريين.
ومن الواضح أنَّ الجالية السورية في العراق تُعد من أكبر الجاليات إن لم تكن أكبرها. أغلبهم، إن لم نقل كلهم، من الطائفة السنية، وجلّهم من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين أو التي تُعتبر من حواضن الإرهاب والتعصب الطائفي، فضلاً عن ثقافتهم الخاصة التي تتقاطع مع ثقافة أبناء الأغلبية والأمة العراقية. ولديهم ارتباطات بالشخصيات والحركات السورية الطائفية والتكفيرية والإرهابية.
بعد سقوط نظام الأسد، حذر الكثير من الباحثين ورجال الأمن والسياسيين من تداعيات المرحلة السياسية الراهنة والحالة السورية المضطربة. وقد بانت بوادر هذه المرحلة للعيان؛ إذ شكر السوريون كل الدول إلا العراق. بل إنهم أرسلوا رسائل تهديد للعراق ولشيعة سوريا والمنطقة، وتطاولوا على مقدسات الشيعة، ومارسوا الاضطهاد والملاحقة والتهجير والقتل بحق أبناء الطوائف الشيعية والعلوية والإسماعيلية وغيرها من الأقليات. وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالفيديوهات والمنشورات والتعليقات التي تُسيء للعراق والعراقيين الأصليين والشيعة، وتستفز مشاعرهم وتتطاول على مقدساتهم.
إقرأ أيضاً: نواب في البرلمان العراقي ولكنهم يمثلون الأجانب؟!
وعليه، يجب على الحكومة العراقية إنهاء تواجد الجالية السورية وإبعاد أفرادها عن العراق فوراً. بهذا الإجراء تكون الحكومة العراقية قد ضربت عصفورين بحجر؛ فمن جهة أغلقت الباب بوجه التحركات الإرهابية والتواصل بين الجالية السورية المقيمة في العراق والحركات الإرهابية المتواجدة في سوريا للإخلال بالأمن المجتمعي والسلم الأهلي في العراق، ومن جهة أخرى وفّرت فرص عمل جديدة للشباب العراقي، وهم أولى بهذه الأعمال من غيرهم.
وإن أصرت الحكومة العراقية على تواجد السوريين في البلاد، فمن الأولى بها فتح أبواب العراق أمام الشيعة المضطهدين والعلويين المهددين بالإبادة والتطهير الطائفي. كذلك، يجب إرجاع السوريين الموجودين في العراق من أبناء الطائفة السنية، باعتبار أنَّ الحكومة الحالية حكومتهم ولا خطر عليهم منها. وكما فتح هؤلاء أبواب سوريا أمام شيعة العراق سابقاً، يجب فتح أبواب العراق لهم الآن ولو من باب رد الإحسان بالإحسان، لا سيما وأن هؤلاء لا يتعاونون مع الحواضن الإرهابية والطائفية في العراق إن دخلوه.