تحركوا لوقف سفك دماء أطفال غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأهداف الحقيقية وراء ما تقوم به دولة الاحتلال من تدمير ممنهج يرمي إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من مواطنيها وتحويلها إلى مكان غير صالح للسكن البشري ومنطقة عازلة دائمة بالمفهوم العسكري، ولا يمكن فصل ما يجري من أحداث في الأراضي الفلسطينية عما حدث في لبنان وتحديداً جنوبه أو ما حدث مؤخراً في سوريا، والتهديدات المستمرة لبقية الدول العربية المحيطة وتهديد استقرارها السياسي، وخاصة في ضوء آخر المستجدات في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس.
إن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة ما يجري حالياً في قطاع غزة، يعد جريمة إنسانية كبرى تعكس وحشية الاحتلال وصمت العالم على معاناة شعب محاصر ومظلوم. إن قيام جيش الاحتلال المجرم بقصف مبنى بلدية دير البلح ومدرسة الماجدة وسيلة في مدينة غزة، اللذين يؤويان نازحين، واستشهاد وإصابة العشرات، ضمنهم أم وأطفالها الأربعة، هو انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية واستهداف متعمد للمدنيين العزل الذين معظمهم من النساء والأطفال.
العالم يواصل تجاهله لما يجري في قطاع غزة، بينما يتعرض أطفال غزة يومياً لإراقة الدماء والجوع والمرض والبرد مع استمرار حرب الإبادة الجماعية. الهجوم على مخيم النصيرات وسط غزة مؤخراً رفع عدد الأطفال الذين قُتلوا في غزة خلال الشهر الأخير إلى أكثر من 160، أي بمعدل 4 أطفال يومياً منذ بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقد استشهد 40 مواطناً، بينهم أطفال ونساء، وأصيب العشرات في المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقصف مربع سكني في النصيرات بغزة.
إقرأ أيضاً: جرائم الحرب والتجويع وحصار قطاع غزة
من المؤكد أن الأطفال في غزة ليسوا مسؤولين عن الوضع، وليس لديهم القدرة على تغييره، لكنهم مع الأسف الشديد وحدهم يدفعون الثمن الأكبر بحياتهم ومستقبلهم، كونهم فقدوا طفولتهم وحُرموا من مواصلة تعليمهم وفقدوا أسرهم. وقد قُتل أكثر من 14 ألفاً و500 طفل خلال الأشهر الـ14 الماضية، ويحتاج 1.1 مليون طفل إلى حماية عاجلة ودعم نفسي. المجاعة باتت تهدد حياتهم، وخاصة في شمال قطاع غزة، حيث أصبح وصول المساعدات الإنسانية محدوداً للغاية، ويواجه الأطفال نقصاً في الطعام والمياه النظيفة والأدوية والملابس الشتوية، مع انتشار الأمراض القابلة للوقاية، مثل الطفح الجلدي والتهابات الجهاز التنفسي.
لا يمكن للعالم أن يظل غير مبالٍ بينما يعاني هذا العدد الكبير من الأطفال يومياً من الدماء والجوع والمرض والبرد. هذه المأساة المستمرة تكشف عن ازدواجية المعايير الدولية، حيث يمنح الاحتلال الدعم المطلق من قبل دول كبرى، بينما يترك الشعب الفلسطيني يعاني تحت الحصار والقصف.
إقرأ أيضاً: تداعيات حرب الإبادة ومخاطر توسيع الصراع
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل أصبحت رمزاً للمأساة والظلم العالمي، مع كل هذا الألم والمعاناة المستمرة منذ أكثر من 76 عاماً. بات على المجتمع الدولي والعالم الحر التحرك لإنهاء هذه المجازر والكوارث وتحقيق العدالة لشعب طال انتظاره للحرية والكرامة، وإنهاء الحرب الدموية والحصار العنصري، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إمعان قوات الاحتلال في انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهدافاتها المستمرة للمدنيين الأبرياء، ما هو إلا نتيجة حتمية لغياب تفعيل آليات المحاسبة الدولية. لا بد من تحرك المجتمع الدولي الجاد والفعال لوضع حد لهذه الانتهاكات الصارخة والمتكررة، حفاظاً على أرواح المدنيين وما تبقى من مصداقية الشرعية الدولية.