أندية الصندوق السيادي السعودي: من الاستثمار إلى جني الثمار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تُعدّ المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر الأسواق الرياضية الناشئة في العالم، وقد شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة بفضل استثمارات ضخمة من صندوق الثروة السيادي. تأتي هذه الاستثمارات ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة السعودية على الساحة الدولية من خلال الرياضة.
عبر صندوق الاستثمارات العامة، تم تمويل وتطوير العديد من الأندية الرياضية في السعودية. تشمل هذه الأندية فرق الدوري الممتاز، مثل: الهلال، النادي الأكثر شهرة في المملكة، النصر، النادي ذو القاعدة الجماهيرية الكبيرة، الاتحاد، أحد الأندية الأكثر تقليدية في السعودية، والأهلي، الذي يمتلك تاريخاً طويلاً من الإنجازات.
بعد فترة قصيرة من الاستثمار في تطوير الأندية والمنشآت الرياضية، بدأت السعودية في جني العوائد. من أهم هذه العوائد الاقتصادية، شهدت الأندية السعودية، تحديداً الهلال والنصر والاتحاد، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، نمواً ملحوظاً في الإيرادات خلال العام المالي المنتهي في 30 حزيران (يونيو) 2024.
بدأت ملكية صندوق الاستثمارات العامة لأندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي في حزيران (يونيو) 2023، حيث يمتلك الصندوق 75 بالمئة من أسهم هذه الأندية. يُضاف إلى ذلك استحواذ الصندوق على نادي “نيوكاسل يونايتد” الإنجليزي منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2021.
حقق نادي الهلال إيرادات قياسية بقيمة 1.09 مليار ريال (290.3 مليون دولار) خلال العام المالي المنتهي في 2024، بزيادة كبيرة في الإيرادات التجارية بنسبة 105 بالمئة مقارنة بالعام السابق. على الرغم من مصروفات بلغت 923.5 مليون ريال، سجل النادي صافي ربح قدره 33.4 مليون ريال.
إقرأ أيضاً: قبطان الصحافة الرياضية العربية
أما نادي النصر، فقد شهد نمواً في الإيرادات بنسبة 71 بالمئة ليصل إلى 615 مليون ريال في العام المالي 2024. على الرغم من زيادة المصروفات بنسبة 33 بالمئة لتصل إلى 654 مليون ريال، أظهر النادي تطوراً ملحوظاً في الأداء المالي.
وفيما يتعلق بنادي الاتحاد، أظهرت البيانات المتاحة نمواً هائلاً في الإيرادات التجارية بنسبة 243 بالمئة في 2024 مقارنة بالعام السابق. على الرغم من قلة البيانات المفصلة، إلا أن المؤشرات تشير إلى تطور إيجابي في الهيكل التنظيمي والبنية التحتية للنادي.
على الرغم من النجاحات الملحوظة، تواجه الأندية تحديات مثل تحسين البنية التحتية وتطوير المواهب المحلية. ورغم ذلك، نجح نادي النصر في غلق 14 قضية قانونية ضده بإجمالي مطالبات بلغت 300 مليون ريال منذ منتصف 2018.
إقرأ أيضاً: خليجي 26 وغياب المجلات الرياضية المتخصصة
تعكس هذه الطفرة في الإيرادات النجاح الكبير للاستثمارات السعودية في قطاع الرياضة، مما يعزز من مكانة المملكة على الساحة الرياضية العالمية. يتوقع أن يستمر هذا النمو في السنوات المقبلة بفضل الدعم المستمر من صندوق الاستثمارات العامة.
الجوانب التجارية كانت أهم ما قدمه الصندوق للأندية بحكم تأثيرها المباشر على الجانب الرياضي. الصندوق قدم دعماً مالياً ضخماً، أتاح تحسين البنية التحتية، مثل الملاعب ومراكز التدريب، مما ساهم في رفع مستوى التجهيزات الرياضية وبالتالي الأداء الرياضي.
الدعم المالي ساعد الأندية على جذب عقود رعاية ضخمة من شركات محلية ودولية، مما زاد الإيرادات وأتاح لها التعاقد مع لاعبين دوليين محترفين، مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيمة، نيمار داسيلفا، وساديو ماني.
إقرأ أيضاً: العالم يحتفل بفوز السعودية بتنظيم كأس العالم
زيادة الإيرادات التجارية للأندية، مثل بيع التذاكر، المتاجر، المواقع الإلكترونية، وحقوق البث، شهدت نمواً كبيراً بفضل استثمارات الصندوق. مكنت هذه العوائد الأندية من تعزيز وجودها على المستوى الدولي وجذب مزيد من المشجعين من خارج المملكة.
لم تقتصر استثمارات الصندوق على الفرق الأولى فقط، بل امتدت إلى برامج تطوير الشباب لاكتشاف وتنمية المواهب المحلية. تم إنشاء أكاديميات رياضية متقدمة لتدريب اللاعبين الشباب، مما يضمن استدامة النجاح الرياضي للأندية.