صراع يعمق الكراهية ويطيل الظلم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محاولات التهجير والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تكرس نهج العنصرية والإرهاب، وتزيد من المعاناة الفلسطينية، وخاصة في ظل استمرار الإدارة الأميركية التي تدعم حكومة التطرف الإرهابية وتوفر لها الحصانة الكاملة لتنفيذ جرائمها واستمرار احتلالها الهمجي في الضفة الغربية وممارسات الإبادة الجماعية وفرض التهجير وإجبار أصحاب الأرض على ترك أرضهم تحت تهديد القتل على الرحيل. وكل الأطروحات والأفكار التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني لن يكون من شأنها إلا إطالة أمد الصراع وتعميق الكراهية ومفاقمة معاناة كل الشعوب في المنطقة.
ويستمر تصعيد الاحتلال وميليشيات المستوطنين في الضفة الغربية عدوانهم الإرهابي الغاشم في المحافظات الشمالية، فبعد أن اقتحم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يسرائيل كاتس مخيم طولكرم، أقدمت عصابة تطلق على نفسها "تدفيع الثمن" الإرهابية على إحراق إحدى العائلات ومركبة في التجمع البدوي شرق قرية جبع شمال القدس المحتلة، إضافة إلى إطلاق الرصاص صوب المواطنين الآمنين. وتأتي هذه الجرائم في إطار التصعيد المستمر من قبل الجماعات الاستعمارية الإرهابية المدعومة من سلطات الاحتلال، وهي جزء من مخطط إرهابي وحرب تطهير هدفها التهويد والتهجير القسري وتوسيع الاستعمار.
لا بد من أن يعمل المجتمع الدولي على تصنيف عصابة "تدفيع الثمن" وجميع عصابات المستعمرين كجماعات إرهابية، وضرورة محاسبة زعمائها مثل سموتريتش وبن غفير وحكومة اليمين على جرائمهم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، واتخاذ خطوات فورية لوقف هذه الاعتداءات وحماية المدنيين الفلسطينيين من المستعمرين الإرهابيين.
تلك الممارسات الإسرائيلية المرفوضة عربيًا ودوليًا، وخاصة ممارسات الاحتلال التي تؤدي إلى تهجير الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه، تعد إجحافًا بالحقوق الفلسطينية الثابتة، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967.
مخطئ من يعتقد أن الشعب الفلسطيني يمكن تهجيره عن أرضه أو يمكن إجباره على الرحيل. لم تكن فلسطين وحيدة، والفلسطينيون لن يكونوا وحدهم أبدًا، ولن يسمح بأن يتعرضوا لنكبة ثانية أو أن تصفى قضيتهم وتهدر حقوقهم المشروعة. إن ما يجري في فلسطين ليس تحديًا للشعب الفلسطيني وحده، بل إنه تحدٍ للعرب جميعًا.
لا بد من تجسيد وحدة الصف العربي، كونها تمثل حائط الصد الأول لوأد كل محاولات ومخططات تصفية القضية الفلسطينية، وذلك استشعارًا للمسؤولية التي تعبر عن صوت الشارع العربي لإجهاض هذه المخططات. كما تبرز أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والرفض التام والكامل لمخططات الاحتلال بضم الضفة الغربية المحتلة ولكافة المخططات الأخرى التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. ولا بد من اتخاذ موقف واضح من قادة الدول العربية خلال القمة العربية الطارئة التي سوف تعقد في جمهورية مصر العربية في الرابع من شهر آذار (مارس) القادم، والتعبير عما تطمح الشعوب العربية إلى تحقيقه في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، قضية الأمة العربية المركزية.
لا بد من التأكيد على الدعم التام لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق تقرير مصيره وإنهاء احتلال أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما تبرز أهمية اعتماد خطة تحرك عربية تتضمن خارطة طريق دعمًا لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ورفضًا لكل مخططات التهجير والضم الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.