فضاء الرأي

سيدة لبنانية تحمل صورة…

ضريح حسن نصر الله الأمين العام الأسبق لحزب الله الذي يوارى في الثرى اليوم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وأنا أتصفح يوتيوب، جذب انتباهي بشكل متكرر فيديو لسيدة لبنانية ترفع بيدها اليمنى صورة حسن نصر الله، زعيم حزب الله السابق، الذي اغتيل بهجوم جوي إسرائيلي، وتدفع بيدها اليسرى عربة حمل الأمتعة والحقائب التي زاد عددها على خمس حقائب، خلافًا للمسموح به للمسافرين على متن جميع الخطوط الجوية. لاحظت بعض المواقع الإلكترونية تشيد بهذه المرأة الشجاعة التي تحدت سلطات الأمن في مطار بيروت، واعتبروها تحديًا لإسرائيل، فيما راحت مواقع أخرى وصحف معتبرة تعتبر ذلك التصرف، الذي صاحبه صراخ المرأة ضد إدارة المطار، إخلالًا بالأمن وتمردًا على القوانين. وفي الحالتين، هي ضجة إعلامية ليس لها ما يبررها.

إقرأ أيضاً: حسابات أردوغان الخاطئة

لو أعدنا نفس اللقطة، ولكن هذه المرة في مطار دولة أوروبية، هل سنجد من يهتم بهذه المرأة؟ هل سنجد أي اهتمام إعلامي؟ أكيد لا. حسنًا، سأعيد نفس اللقطة، ولكن في مطار بغداد، والصورة بيدها لصدام حسين، أظن أن هذه السيدة ستختفي للأبد. ولو كررنا اللقطة في دول عربية مختلفة، في مطار دمشق وهي تحمل صورة بشار الأسد، وفي مطار القاهرة وهي تحمل صورة محمد مرسي، وغيرها من المطارات العربية، أكيد سيكون ذلك مدعاة لحرب إعلامية وضجة في وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الاعتقال والتنكيل.

أين الخلل؟ الخلل في منظومة الحياة لهذه المجتمعات. أكاد أجزم بأن تلك المرأة لو فعلت نفس الحركة في مطار بن غوريون في تل أبيب، وسط إسرائيل، فلن تجد من يعير لها أي اهتمام. فلماذا هذا التهجم غير المبرر على سيدة حاولت أن تعبر عن حبها لشخص قُتل، وكان رمزًا لفئة كبيرة من الناس؟ مشكلتنا نحن، هذه الشعوب، أننا نحسب للأمور حسابات أعمق من حقيقتها، حتى إنني لاحظت بعض البرامج التي تقدم تحليلات سياسية لأحداث أو تصريحات، فيتم تقديم تحليلات فوق الخيال. إن تعظيم الأمور هو ديدن المجتمعات الفارغة، وليس دليل الخيال الواسع والفهم العميق للأحداث. للأسف، تنقصنا الكثير من الرؤى الصحيحة، فما زلنا نعتبر حرية التعبير تحديًا.

إقرأ أيضاً: أسرار صعود الجولاني

المسألة الأساسية في هذه القصة هي غياب دور القانون، فإن كان القانون يجرم هذا السلوك ويعتبره تجاوزًا، كان من الواجب اصطحاب المرأة إلى خلف القضبان لتنال جزاءها العادل. وإن كان القانون لا يجرم مثل هذه الأفعال، فمن الأولى عدم الاهتمام وتناقل الخبر وكأنه حادث مهم يحتاج إلى سبق صحفي. نحتاج إلى ثقافة جديدة، وخاصة في المطارات، لأن مثل هذه الأماكن هي ساحة لقاءات عالمية لمختلف الأشكال والألوان والأجناس، فيجب أن يكون القانون وحده سيد الموقف، وليس وسائل التواصل أو الإعلام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معايير مزدوجة ،،
متابع -

في دول أوروبية يمنع المتظاهرون من التعاطف مع أطفال غزة و نساءها ولو بدبوس مشكول في عروة البدلة ،وتهجم عليهم شرطة مكافحة الشغب وتضربهم وتشتتهم وتعتقل بعضهم،،