النزاعات العائلية والعشائرية في العراق: جذور التمزق الاجتماعي وعبء الإرث الثقيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تُعدُّ النزاعاتُ العائلية والقَبَلية واحدةً من أبرزِ الظواهرِ الاجتماعيةِ المُتجذِّرة في نسيجِ المجتمعِ العراقي، حيث تُفرزُ تداعياتٍ مُعقَّدةً تَمسُّ كيانَ الأسرةِ المُمتدّ صعوداً إلى العشيرةِ والمجموعةِ القرابية.
وتكمنُ خطورتُها في اشتعالِها بين أفرادٍ تجمعُهم روابطُ الدمِ والنسبِ والمصاهرة، فيتحوَّلُ التماسكُ الأسري إلى ساحةٍ للصراعِ تَطغى عليها المشاجراتُ والخصوماتُ التي قد تتوارثُها الأجيالُ جيلاً بعد جيل.
لا تَخلو عائلةٌ أو عشيرةٌ عراقيةٌ من بذورِ الشقاقِ بين أفرادِها، سواءٌ أكان الخلافُ بين الإخوةِ في البيتِ الواحد، أم بين أبناءِ العمومةِ والأقاربِ في نطاقِ العشيرة.
وغالباً ما تَتصاعَدُ هذه النزاعاتُ إلى مُستوياتٍ عنيفةٍ تُفضي إلى سفكِ الدماءِ أو تهجيرِ عوائلَ بأكملِها هرباً من تبعاتِ الصراع، أو طردِ أفرادٍ من نسيجِ العشيرةِ عبرَ ما يُعرَفُ محلياً بـ "طاهرة الكسر"، أي فَصلِ الفردِ من الانتماءِ العشائري بقرارٍ جماعي، ليُصبحَ مُهمَّشاً اجتماعياً تحمِلُه الذاكرةُ الجمعيةُ كـ "مكسورِ الجاه".
والمُلفِت أنّ هذه الصراعاتَ تَتركُ آثاراً بعيدةَ المدى، لا تقتصرُ على الجيلِ الحالي، بل تَنتقلُ كإرثٍ من الكراهيةِ والحقدِ بين الأبناءِ والأحفاد، فتَتحوَّلُ الخلافاتُ التافهةُ إلى ثأراتٍ مُزمنةٍ تَستنزفُ الطاقةَ الاجتماعية.
وقد تُثارُ النزاعاتُ لأسبابٍ بسيطةٍ كخلافٍ على ميراثٍ أو تجاوزٍ لفظي، لكنّها تَختلفُ جوهرياً عن الصراعاتِ مع الغرباء؛ فالنزاعاتُ الخارجيةُ تَنتهي غالباً بانتهاءِ أسبابِها، أما العائليةُ فتَتعمَّقُ كالجمرِ تحتَ الرمادِ، لتَندلعَ مجدداً عندَ أولِ شرارة.
ويُعبِّرُ المثلُ الشعبيُّ العراقي "طلايب الأعمام أو طلابة ولد العم كَشْره" عن طبيعةِ هذه الصراعاتِ المستعصية، فالنصرُ فيها وَهْمٌ زائلٌ، والمنتصر فيها خسران، إذ يَدفعُ الأبناءُ ثمنَ انتصاراتِ الآباءِ عاجلاً أم آجلاً...؛ وهكذا تَتحوَّلُ العائلةُ من مَصدرِ حمايةٍ إلى سجنٍ من الكراهيةِ، وتَظلُّ "طاهرةُ الكسر" شاهداً على هشاشةِ التماسكِ الاجتماعي في ظلِّ ثقافةٍ تَغلِّبُ الانتقامَ على المصالحةِ، والماضي على المستقبل.
التعليقات
لن يستقر العراق حتى يتفكك
من الشرق الأوسط -لن يعرف العراق تطورا او اتسقرارا ابدا حتى يتفكك....متى متى متى ترون هذه الحقيقة الواضحة جدا؟؟؟!!!! لماذا يا عرب تتمسكون بحدود رسمها الأنكليز؟! العراق مخلوق مشوه تكون من اجزاء غير متجانسة ولن تستقر ال ان تتفكك فيكون العراق الجديد من وسط وجنوب العراق الحالي بحيث لا يشمل المناطق السنية في الغرب ولا الكردية. بعد هذا سوف يلتفت كل بلد جديد الى مشاكله ويركز عليها بدل ان تختلط مشاكله مع مشاكل المكونات الاخرى.
إذا عرف السبب بطل العجب فلا تسقطوا بلاويكم على العرب
بسام الشامي -لن يبق العراق بشكل خاص والدول العربية بشكل عام موحدة إلا ببتر السرطانات الخبيثة التي تنهش بجسدها ولا علاج لها سوى الاستئصال . وتتمثل في البعض من بعض الأقليات الانفصالية الحاقدة من غجر القوقاز التي لجأت إلينا هربا من الإبادة الجماعية وتسلطوا على إخوتنا الأكراد وكذلك أتباع المجوسي الهندي الأصل المقبور خميني الذين تسلطوا على شيعة العراق العرب وعاثوا في البلاد قتلا ونهبا وتخريبا وبددوا خيراته وشردوا شعبه. والمضحك أن البعض يتبجح بمعاهدة سايكس بيكو التي آذت العرب فقط بتقسيم أوطانهم في بلاد الشام ومنحت فلسطين للصهاينة. وإذا عجز الشعب العراقي عن تحرير أرضه فالشعب السوري مستعد لتحرير العراق بعد أن حرر سوريا من أوباش الخميني وأذنابه من عصابتي أسد وجرذ ايران المقبور حسن نصر اللات.