فرحة أطفال غزة تساوي الدنيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يا أيها الناس، يا أيها القادة، أفهموا هذه الحقيقة بأن البشر، وخاصة الأطفال، بطبيعتهم يحبون الحياة ولا يحبون الموت، يحبون السلام، يحبون الأفراح ولا يحبون الأحزان والبكاء والعويل، يحبون الأمان ولا يحبون الخوف. هذه الفرحة التي شاهدها العالم كله من على شاشات التلفزة لنساء ورجال وأطفال غزة بعد قرار انتهاء حرب غزة، إنما هي رسالة لجميع الشعوب والأمم بأن سكان غزة لا يختلفون عن باقي شعوب الأرض في مشاعرهم وأحاسيسهم بحبهم للحياة.
حان الوقت ليفهم الجميع بأن لغة القتل والموت والجوع ليست لغة الإنسان ولا حتى لغة الحيوان، فمن يريد أن يجعلها العكس يندم وتلاحقه اللعنات. عامان من الموت والدمار لم تخفِ حب الناس للحياة. من عجائب القدر بأن الأيادي والأطراف التي أشعلت فتيل الحرب في غزة نفسها اجتمعت سوية في شرم الشيخ لتطفئ نار الحرب، وهم يتصافحون ونسوا ما أقترفته أيديهم من قتل وجوع وألم. إذاً لماذا فعلتم كل ذلك بالأبرياء؟
الحروب لم تكن يومًا من الأيام خيار الشعوب، الشعوب عليها فقط دفع فاتورة الحروب، فهي من تتأذى وهي من تعاني، لذلك هي التي تسارع إلى الرقص والاحتفال في الشوارع بانتهاء الحروب، لأن الألم ألمها والمصيبة مصيبتها. نحن لا نتكلم عن معاناة شعب غزة فقط، وإنما الناس في داخل إسرائيل أيضًا احتفلوا بانتهاء الحرب، وكذلك كل المحبين للسلام في جميع ربوع الأرض، لأن الشعوب تتساوى بالمشاعر.
هل نتأمل يومًا تصبح فيه الحروب حالة منسية؟ نعم، ذلك ممكن عندما تكون قرارات الحرب بيد الشعوب لا بيد القادة الذين يبحثون عن المجد. لنعلم جميعًا بأن المحفز الخفي للحروب دائمًا هو العقائد والأيديولوجيات إضافة إلى مخلفات الماضي. لا توجد جريمة ترتكب على وجه الأرض إلا وفيها ترسبات الماضي والحروب جريمة كأي جريمة أخرى. وعندما يكون الماضي مليئًا بالأحقاد، فإنه ينتج حروبًا دموية وقذرة.
بعد أن تطوى صفحة حرب غزة المليئة بالأحزان، هل سنتعلم الدرس بأن المستقبل يجب أن يكون شيئًا مختلفًا تكون فيه لغة السياسة والدبلوماسية ولغة العقل هي الحاضرة قبل أن تحضر البندقية، أم أن التجربة ستكون كسابقاتها ويظهر لنا هتلر جديد يحلم بالعظمة؟ الجواب: متى ما كانت الشعوب لها كلمتها وحريتها وكرامتها، ستستطيع حينها أن تقول كلمتها وتكون هي صاحبة القرار وتمنع ظهور قائد مهووس لإشعال الحروب، لأن الشعوب ستختار القائد التأريخي لبناء وإعمار الأرض، لا قائدًا للحروب.
التعليقات
تحليل ساذج آخر
من الشرق الأوسط -"نعم، ذلك ممكن عندما تكون قرارات الحرب بيد الشعوب لا بيد القادة الذين يبحثون عن المجد"!!!! يا الهي هل وصل الأمر الى ان تصبح تحليلات الكتاب بهذا الشكل؟!القادة لا يأتون من عوالم مخفية، القادة هم نتاج ثقافات شعوبهم....