فضاء الرأي

شيطانان وأكثر في تفاصيل خطة "ترامياهو" لغزة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أخطر ما يهدد قضيتنا وشعبنا وبلادنا وكل مستقبلنا تفاصيل الشيطانين ترامب ونتنياهو، فقد خسر الاحتلال في المقتلة التي ارتكبها الاحتلال تنفيذًا لمشروع أميركي كل شيء، وخصوصًا تلك السردية التي بنى عليها كل مبررات وجوده الحديث، التي قامت على الكم الهائل من الظلم الذي تعرض له اليهود، وآخرها الهولوكوست التي شكلت الرافعة لهم أمام العالم، إلى أن جاءت مقتلة غزة فصار المظلوم:

- منبوذًا ومعزولًا في كل أرجاء العالم.

- اتسعت جبهة المقاومة فلم تعد حكرًا على محور المقاومة ولا على كربلائية الشيعة فقط، ولا إسلامية ولا عربية، بل باتت كونية طالت كل جهات الأرض.

- جهات وقوى ودول باتت تقترب من رؤية الرئيس الكولومبي، مما يعني أننا سننتقل إن أتقنّا الفعل من محور للمقاومة في المنطقة إلى جبهة أممية للمقاومة تنضم إليها كل شعوب الأرض، وتتزايد أنظمتها الرسمية التي ستجد نفسها جزءًا من هذه الجبهة برغبتها أو رضوخًا لإرادة شعوبها.

- تنازلت المقاومة عن سلاح الأسرى وسلاح المواجهة في كل جبهاتها مقابل ما ملكت من أسلحة جديدة تطال جهات الأرض إن استطاعت الإمساك بها واستخدامها جيدًا.

إذا لم ندرك ما يُحاك من خطة أميركا وقاتلها المأجور وأركان عصابتها، فإننا ذاهبون بأقدامنا لتدمير كل ما حصل، وخيانة دم وعذابات وبطولات ملايين الفلسطينيين في غزة أولًا، وفي الضفة ثانيًا، بعد أن سكتنا عن القدس، أيا كانت أقوالنا التي لم تعد تعني شيئًا على الأرض، فالاحتلال وسيده عاودا التأكيد أنَّ القدس عاصمة المحتلين، وأن الجولان ومعه جبل الشيخ جزء من كيان المحتلين الغاصب، واعتبرنا أنفسنا لم نسمع.

ومع أن أحدًا لم ينشر بشكل رسمي تلك الخطة، إلا أنني سأناقشها هنا حسبما وردت في موقع "ويكيبيديا" نقلًا عن موقع PBS-New، وسأعمل هنا على ذكر البند حسبما ورد، ثم أضع التعليق بين مزدوجين أسفل كل بند من البنود العشرين:

1. ستكون غزة منطقة خالية من التطرف والإرهاب، لا تشكل تهديدًا لجيرانها.

"وهنا يظهر بوضوح إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بالشعب الفلسطيني وتبرئة الاحتلال علنًا من ذلك، كما أن النص يتجاهل التهديد الذي يمثله كيان الاحتلال لكل جيرانه منذ وُجد".

2. ستُعاد تنمية غزة لصالح سكانها الذين عانوا ما يكفي.

"تستخدم الخطة هناك كلمة سكان لا كلمة وطنييها، وبين الكلمتين فرق هائل ينزع صفة الملكية عن المكان".

3. إذا وافق الطرفان على هذا الاقتراح، ستنتهي الحرب فورًا. ستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه استعدادًا لإطلاق سراح الرهائن. خلال هذه الفترة، ستُعلَّق جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستبقى خطوط القتال مجمدة حتى تتحقق شروط الانسحاب الكامل على مراحل.

"النص يجعل الحق للاحتلال ويتحول احتلاله لغزة إلى حق مكتسب لا يتنازل عنه إلا بتحقيق الشروط التي يريدها هو والولايات المتحدة".

4. في غضون 72 ساعة من قبول إسرائيل العلني لهذه الاتفاقية، سيُعاد جميع الأسرى، أحياءً وأمواتًا.

"واضح الشرط التعجيزي بإعادة الأسرى أحياء وأمواتًا خلال 72 ساعة، مع علم الجميع أن هذا مستحيل".

5. بمجرد إطلاق سراح جميع الأسرى، ستفرج إسرائيل عن 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 1700 من سكان غزة الذين اعتُقلوا بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المحتجزين في هذا السياق. مقابل كل أسير إسرائيلي تُفرج عنه، ستفرج إسرائيل عن رفات 15 غزيًا متوفى.

"تلاعب الاحتلال قليلًا ليقدم صورة الملتزم ويصور المقاومة على أنها لم تلتزم، وهو من التزم وإن كان ذلك صوريًا فقط".

6. بمجرد إعادة جميع الأسرى، سيعفو عن أعضاء حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي ونزع سلاحهم. وسيوفر ممر آمن لأعضاء حماس الراغبين في مغادرة غزة إلى الدول المستقبلة.

"لغة فضفاضة لا معنى لها، وهي تعني التعاطي الفردي مع أبناء المقاومة وتعهدات شخصية تُفرغ النضال من معناه".

7. عند قبول هذه الاتفاقية، ستُرسل المساعدات كاملةً إلى قطاع غزة فورًا. وسيكون حد كميات المساعدات الأدنى متوافقًا لما ورد في اتفاقية 19 كانون الثاني (يناير) 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، وتأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق.

"كل هذا تم ربطه فورًا باستعادة جثث الأسرى الأموات، مع إدراك الجميع أن الأمر مستحيل".

8. سيجري إدخال المساعدات وتوزيعها إلى قطاع غزة دون تدخل من الطرفين، عبر الأمم المتحدة ووكالاتها، والهلال الأحمر، بالإضافة إلى المؤسسات الدولية الأخرى غير المرتبطة بأي شكل من الأشكال بأي من الطرفين. وسيخضع فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين لنفس الآلية المطبقة بموجب اتفاقية 19 كانون الثاني (يناير) 2025.

"حتى اللحظة لم يُطبق هذا، ويبدو أنه لن يُطبق في المدى المنظور".

9. ستُدار غزة في ظل حكومة انتقالية مؤقتة من لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، مسؤولة عن تقديم الخدمات العامة والبلديات اليومية لسكان غزة. وستتألف هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، بإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة، هي "مجلس السلام"، برئاسة الرئيس دونالد ترمب، مع أعضاء ورؤساء دول آخرين سيُعلن عنهم، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق توني بلير. ستضع هذه الهيئة الإطار وتدير تمويل إعادة تطوير غزة حتى تُكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي، كما هو موضح في مقترحات مختلفة، بما في ذلك خطة ترامب للسلام 2020 والمقترح السعودي الفرنسي، ويمكنها استعادة السيطرة على غزة استعادة آمنة وفعالة. وستعتمد هذه الهيئة على أفضل المعايير الدولية لإنشاء حوكمة حديثة وفعالة تخدم سكان غزة وتساهم في جذب الاستثمارات.

"تحدد خطة ترامب المعايير التي يجب على الفلسطينيين أن يستوفوها قبل السماح بإقامة دولة فلسطينية. وستحدد إسرائيل والولايات المتحدة مدى استيفاء الفلسطينيين لهذه المعايير. إذا قررت إسرائيل في أي وقت أن الفلسطينيين لا يستوفون المعايير، فإنَّ خطة ترامب تمنحها الحق في استعادة السيطرة العسكرية وهو ما يعني الإلغاء التام للقضية الفلسطينية ووضعها رهن إرادة الاحتلال وما يراه مناسباً بالكامل".

10. ستُوضع خطة ترمب للتنمية الاقتصادية لإعادة إعمار غزة وتنشيطها بتشكيل لجنة من الخبراء الذين ساهموا في ولادة بعض المدن المعجزة الحديثة المزدهرة في الشرق الأوسط. وقد صاغت مجموعات دولية حسنة النية العديد من مقترحات الاستثمار المدروسة وأفكار التنمية المثيرة، وسيُنظر فيها لتوليف أطر الأمن والحوكمة لجذب وتسهيل هذه الاستثمارات التي ستخلق فرص العمل والفرص والأمل لمستقبل غزة.

"ما تقدم يحتاج إلى سنوات طويلة، وهو ما يعني تسهيل هجرة الفلسطينيين بعد تدمير مقومات الحياة الآدمية في القطاع".

11. سيجري إنشاء منطقة اقتصادية خاصة بتعريفة جمركية ومعدلات وصول تفضيلية يجري التفاوض عليها مع الدول المشاركة.

"محض أحلام وردية ستستفيد منها الشركات العابرة للقارات، ولن ينال الفلسطينيون سوى أجور العمل الأسود".

12. لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، وسيكون من يرغب في المغادرة حرًا في ذلك وحرية العودة. سنشجع الناس على البقاء ونقدم لهم الفرصة لبناء غزة أفضل.

"لا داعي لإجبار أحد، فالأوضاع الكارثية كفيلة بجعل الرحيل الحل الأفضل".

13. توافق حماس والفصائل الأخرى على عدم لعب أي دور في حكم غزة، مباشر أو غير مباشر أو بأي شكل من الأشكال. سيجري تدمير جميع البنى التحتية العسكرية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، ولن يُعاد بناؤها. ستكون عملية نزع سلاح غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين، والتي ستشمل وضع الأسلحة كاملة خارج الاستخدام بعملية متفق عليها لتفكيكها، وبدعم من برنامج إعادة شراء وإعادة دمج ممول دوليًا، ويتحقق منه جميعًا المراقبون المستقلون. ستلتزم غزة الجديدة التزامًا كاملاً ببناء اقتصاد مزدهر والتعايش السلمي مع جيرانها.

"تحويل السلاح الوطني المقاوم إلى أداة تجارة لنزع الشرعية القانونية عن حق الشعوب في الدفاع عن نفسها".

14. سيقدم الشركاء الإقليميون ضمانًا لضمان امتثال حماس والفصائل لالتزاماتها، وأن غزة الجديدة لا تشكل أي تهديد لجيرانها أو شعبها.

"يبدو واضحًا أن الضمانات هنا موجهة ضد الشعب الفلسطيني وكفاحه الوطني".

15. ستعمل الولايات المتحدة مع شركائها العرب والدوليين على إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة (ISF) للانتشار الفوري في غزة. وستقوم هذه القوة بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية في غزة، وستتشاور مع الأردن ومصر، اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال. وستكون هذه القوة الحل الأمثل للأمن الداخلي على المدى الطويل. وستعمل قوة الاستقرار الدولية مع إسرائيل ومصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، إلى جانب قوات الشرطة الفلسطينية المُدربة حديثًا. ومن الضروري منع دخول الذخائر إلى غزة وتسهيل التدفق السريع والآمن للبضائع لإعادة إعمارها وإنعاشها. وسيُتفق على آلية لفض النزاع بين الطرفين.

"يسعى هذا البند إلى خلق اقتتال فلسطيني داخلي يلغي كل التضامن العالمي مع غزة".

16. لن تحتل إسرائيل غزة أو تضمها. مع ترسيخ قوات الأمن الإسرائيلية سيطرتها واستقرارها، ستنسحب القوات الإسرائيلية وفقًا لمعايير ومعالم وجداول زمنية مرتبطة بنزع السلاح، يُتفق عليها بين الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الإسرائيلية والجهات الضامنة والولايات المتحدة، بهدف ضمان أمن غزة وعدم تهديدها لإسرائيل أو مصر أو مواطنيها. عمليًا، سيُسلم الجيش الإسرائيلي تدريجيًا أراضي غزة التي يحتلها إلى قوات الأمن الإسرائيلية وفقًا لاتفاقية يُبرمها مع السلطة الانتقالية حتى ينسحب تمامًا من غزة، باستثناء وجود محيط أمني سيبقى حتى تُؤمَّن غزة من أي تهديد إرهابي متجدد.

"عمليًا، سيجري تقاسم غزة بين أميركا والاحتلال إلى أن تؤول للأولى عبر إدارة من مواطنين أميركيين من أصل فلسطيني".

17. في حال تأجيل حماس أو رفضها لهذا الاقتراح، فإن ما سبق، بما في ذلك توسيع نطاق عملية المساعدات، سيُنفَّذ في المناطق الخالية من الإرهاب التي سُلِّمت من الجيش الإسرائيلي إلى قوات الأمن الإسرائيلية.

"سيُفرض حصار شامل حتى الموت جوعًا على من لا يستسلم من أبناء المقاومة والمواطنين".

18. سيجري إرساء عملية حوار بين الأديان على أساس قيم التسامح والتعايش السلمي، سعياً لتغيير عقليات وتصورات الفلسطينيين والإسرائيليين، بالتأكيد على الفوائد التي يمكن جنيها من السلام.

"الهدف الحقيقي هو الانتقال إلى ما يسمى زورًا اتفاقيات أبراهام التي تسعى لتأسيس ناتو أمني بقيادة أميركا".

19. بينما تتقدم عملية إعادة تنمية غزة، وعندما يُنفذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تتهيأ الظروف أخيراً لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما ندرك أنه طموح الشعب الفلسطيني.

"القرار النهائي حول تقرير المصير الفلسطيني سيبقى بيد الاحتلال وأميركا وحدهما".

من كل ما تقدم، فإنَّ خطة ترامياهو (ترامب ونتنياهو)، ومعهما أقطاب الجريمة الكونية وأشياعهم من "الخرس"، يسعون فقط لشطب القضية الوطنية الفلسطينية، وفي أحسن الأحوال تحويلها إلى قضية إنسانية لمجموعة عرقية لا أرض لها. كل ذلك يتوقف على قدرة الفلسطينيين على أن يكونوا جبهة واحدة في مواجهة المؤامرة، وإلا فإنَّ الكارثة هي المصير.

أيا تكن الجهات والأدوات والقوى التي يمكن أن تواجه مؤامرة ترامياهو ومن معهم على شعبنا وقضيتنا، فإنها لن تجدي نفعًا إن لم تبدأ من بوابة الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة القائمة على برنامج المقاومة السياسي الواحد الموحّد لكل الشعب وقواه، مدخلًا ضروريًا لأي فعل قادم، وإلا فإن الكارثة مصيرنا وبلادنا وقضيتنا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف