فضاء الرأي

واقع التعليم الفلسطيني والتحديات الراهنة

أعضاء من "الصليب الأحمر" وسط المباني المدمرة في حي التفاح بمدينة غزة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

التحديات الكبيرة والانتهاكات التي تعرض لها قطاع التعليم في فلسطين، خاصة في قطاع غزة الذي يشهد عدوانًا همجيًا وحرب إبادة جماعية، بحيث دمّر الاحتلال المدارس والجامعات بشكل متعمد في محاولة منه لتجهيل أبناء الشعب الفلسطيني، وأن التعليم بالنسبة إلى الفلسطينيين مقدس، وهذا ما يؤكده طلبة غزة بإصرارهم على التعليم بالرغم من كل الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الاحتلال، الذي دمّر المؤسسات التعليمية، وقتل الآلاف من الطلبة والمعلمين والأكاديميين، في ظل الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم لإغاثة التعليم في غزة لضمان حق الطلبة في استكمال تعليمهم، خاصة من خلال استخدام التعليم الإلكتروني.

الظروف القاسية الناتجة عن حرب الإبادة التي شنها الاحتلال باتت تستدعي من الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته وقواه توحيد كلمتهم وموقفهم خلف منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والعمل على إعادة بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وخاصة التربية والتعليم والمدارس التي دمّرها الاحتلال خلال حربه الظالمة، لقطع الطريق على فرض سيطرته على القطاع وفقًا لمخططاته التي تستهدف إنهاء الوجود الفلسطيني وتصفية قضيته الوطنية. وقد آن الأوان لوقف العدوان والانسحاب من قطاع غزة، الذي تسبب باستشهاد أكثر من 70 ألف مواطن، وإصابة ما يزيد على 100 ألف، ونزوح 90 بالمئة من سكان القطاع، ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وتتواصل انتهاكات الاحتلال بحق التعليم في القدس والضفة الغربية، ومن الضروري أن تقف المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية عند التزاماتها لحماية قطاع التعليم الفلسطيني الذي يتعرض يوميًا لأبشع أصناف الانتهاكات من قِبل الاحتلال.

لا بد من قيام المجتمع الدولي بممارسة ضغط مؤثر على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب الشامل من قطاع غزة، ودعم الجهود الدولية والعربية لإنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال، وإدخال مساعدات عاجلة لأبناء شعبنا، وإعادة إعمار القطاع، وخاصة المدارس والجامعات، وضمان انتظام العملية التربوية بسرعة، والتحاق الطلبة بمدارسهم فورًا.

إن استمرار الاحتلال دون محاسبة يشكل خطرًا على العدالة الدولية والنظام الدولي المتعدد الأطراف والقانون الدولي، ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة لمعاقبة إسرائيل ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي تشجع على استمرار الانتهاكات والتمادي في السلوك الاحتلالي من إبادة وقتل واعتقال وهدم بيوت، كون النضال الفلسطيني ليس مجرد قضية سياسية أو مناسبة رمزية، بل نضال من أجل العدالة الإنسانية والكرامة، وتذكير بضرورة إنهاء الظلم المستمر الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ عقود.

وفي ظل ذلك، لا بد من العمل على تحقيق نظام تعليم عالٍ مرن يتكيف مع التطورات العالمية وينافس دوليًا، وذلك من خلال التركيز على البحث العلمي المنتج، وتعزيز الابتكار كركيزة أساسية للنهوض بالتعليم العالي في فلسطين بما يلبي احتياجات المجتمع الفلسطيني، والعمل على تعزيز التعليم الإلكتروني والمدمج، وكذلك التركيز على دعم الريادة والإبداع، وتنويع البرامج الأكاديمية، واعتماد التعليم الثنائي والتكاملي، وتعزيز البرامج التقنية والمهنية والشراكات الدولية وبرامج التعاون والتبادل الطلابي والمنح الدراسية المتخصّصة وبرامج بناء القدرات.

ويجب على وزارة التعليم العالي العمل على تبنّي وتعزيز وتنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، والدعوة إلى تطبيقها، وتشجيع مؤسسات التعليم العالي على تبنّي أساليب التعليم المرن، وتطوير قدرات هذه المؤسسات، وتحسين جودة التعليم، وتبني نهج الاستدامة والابتكار وريادة الأعمال، والتركيز على البحوث العلمية المنتجة والمجدية، وتطوير برامج التعليم الجامعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف