14آذار على محك المصالح الإقليمية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تخوف من صفقة اوروبية - سورية
14 آذار على محك المصالح الإقليمية؟
بلال خبيز من بيروت : يرى مقربون من قيادي بارز في فريق 14 آذار - مارس، ان العيدية التي بشر الرئيس نبيه بري اللبنانيين بها قبل العيد، لم يتم تغليفها بعد ليصار إلى تقديمها للبنانيين. وان الرتوش والتفاصيل الاخيرة هي الأخطر. خصوصاً ان لبنان موعود، بحسب ما بات شائعاً ومنشوراً في معظم صحف العالم العربي، بخضة كبيرة تعقب عيد الفطر.
لبنان وسورية يترقبان المحكمة الدولية
كتاب فرنسي يفضح خفايا الـ 1559 ومقابلات خدام
جعجع : لن يكون رئيس الجمهورية اللبنانية الا من 14 اذار
السلاح الهش في لبنان في قلب محادثات اليو ماري في واشنطن
مسيحيو الشرق : قلق في لبنان ونزف في العراق
وتكثر السيناريوهات في ما يخص طبيعة هذه الخضة المقبلة، فمنهم من يتوقع احداث شغب في بيروت وتحديداً في منطقة عمل "السوليدير"، ومنهم من يتوقع تجدد حملة الاغتيالات السياسية مما يؤدي إلى شل العمل الحكومي والسياسي في البلد، ومنهم من يرى ان ثمة من يمهد لتنفيذ انقلاب سياسي وامني يضع البلد في دائرة المجهول. لكن ذلك لم يمنع هذا الفريق من محاولة فتح قنوات الحوار مع سائر الاطراف، خصوصاً مع حزب الله الذي ما زال هذا الفريق يراهن على دور ايجابي قد يلعبه حزب الله في الوصول إلى تفاهمات سياسية قد تؤدي إلى إزالة حال التشنج القائمة بين الأطراف اللبنانية.لكن ما يبدو السبب الرئيسي وراء توجه اقطاب فريق 14 آذار - مارس إلى محاولة التهدئة الداخلية على المحاور كافة يتعلق بتخوف هؤلاء من استئناف دور سوري في لبنان بمباركة دولية، اوروبية على وجه الخصوص. ويعرف اللبنانيون ان الرضى الدولي بدور سوري في لبنان قد يطلق يد الإدارة السورية في لبنان مجدداً ويضع معظم قوى هذا الفريق في دائرة الخطر. لذلك يعول هذا الفريق على ما ستؤول إليه الأمور في ما يتعلق بالمحكمة الدولية التي يؤمل ان تشكل للنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. بوصف هذه القضية احد اهم مفاتيح علاقة سورية بالمجتمع الدولي. وفي هذا المجال يبدو سلوك القاضي سيرج براميرتس الذي يصر على تقديم تقارير عامة محتفظاً بحقه في الإدلاء بما توصل إليه امام هيئة المحكمة، مناسباً للأخذ والرد السياسيين وعقد التسويات في الفترة التي تسبق انعقاد المحكمة الدولية، بحيث تعطل الإدارة السورية عمل المحكمة وتنقلب على نتائجها بقوة التحالفات السياسية الجديدة والمتجددة.
تكتسب الإدارة السورية نقاط قوتها الأساسية من قدرتها الكبيرة على إثارة الشغب في لبنان طولاً وعرضاً. وهذا الامر يعرّض، في من يعرّض، القوة الدولية المنتشرة في جنوب لبنان إلى مخاطر جدية لا يمكن الاستهانة بها. مما يجعل المجموعة الاوروبية اقرب ما تكون إلى محاولة عقد تفاهمات مع الإدراة السورية لتجنب جنودها العاملين في حنوب لبنان ما يمكن ان يكون مستنقعاً يشبه المستنقع العراقي الذي تغرق الولايات المتحدة الاميركية في وحوله.
هذا التخوف الذي يملك ما يبرره من وقائع لا يجعل القوة الدولية في جنوب لبنان صيداً سهلاً لكل من يريد الاعتداء عليها، والحق ان هذه القوة الدولية وبسبب من تنوع جنسيات الجنود العاملين فيها تملك من وسائل الضغط والتأثير ما يجعل الاعتداء عليها امراً محفوفاً بالمخاطر من كل جهة. فمن جهة اولى تضم هذه القوات جنوداً اتراكاً تملك دولتهم تاريخاً حافلاً من العلاقات المتوترة مع سورية، كانت فيها تركيا الطرف الاقدر والاجرأ على خوض مغامرة عسكرية وامنية على الجانب الآخر من الحدود من سورية نفسها، وهذا بالضبط ما دفع الإدراة السورية في التسعينات إلى اغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني في سورية وفي منطقة البقاع اللبنانية، حين حشد الجيش التركي فرقه العسكرية على الحدود مع سورية. وبالإضافة للعنصر التركي الذي دخل المعادلة اللبنانية وتالياً المعادلة العربية من باب لبنان، تملك هذه القوات ما يؤهلها لتكون قوة ردع سياسية وعسكرية في الوقت نفسه، فضلاً عن الوزن الدولي الذي تمثله الدول المشاركة فيها.
لكن طبيعة الأهداف التي تريد هذه القوة تحقيقها لا تجعل من سورية هدفاً مباشراً لها، فهذه القوة بما تمثله سياسياً وبسبب من ظروف تشكيلها المعروفة دولياً وجدت نفسها بين نارين: نار حزب الله الذي تملك ايران مفاتيح سياسته، ونار اسرائيلية تملك الولايات المتحدة الاميركية مفاتيح الضغط عليها وضبطها وضمان عدم معارضتها للمهمة التي اوكلها مجلس الامن لهذه القوة. وربما تكون المرة الأولى في تاريخ العلاقات الاوروبية الإسرائيلية التي تهدد فيها دولة كبرى كفرنسا بإسقاط الطائرات الإسرائيلية إذا خرقت الأجواء اللبنانية. هذه السابقة تضع سرائيل مباشرة على خط المواجهة مع المجموعة الاوروبية في ما يخص سياستها في لبنان، وعلى النحو نفسه لن تكون هذه القوة اقل حزماً في ما يتعلق بحزب الله إذا مثل عائقاً امام تنفيذ ما جاءت لأجله. وحيث ان سورية تقع في المنطقة الوسطى بين حزب الله وايران، يصبح العمل على تحييدها وتقديم العروض لها بغية ايقافها عن الدوران في الفلك الإيراني امراً مفهوماً وقابلاً للأخذ والرد. على هذا يقع تخوف فريق 14 آذار - مارس من تقارب سوري اوروبي في محله موضوعياً، لكن السؤال الذي يبقى معلقاً هو إلى اي حد قد تبدي الإدارة السورية مرونة وحكمة في تعاملها مع الاوضاع الراهنة في لبنان، وهذا ما سوف تثبته الأيام القليلة القادمة.