أخبار خاصة

الصعود والسقوط المدويان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من موظفة إلى امبراطورة اعمال واحتيال
رنا قليلات :الصعود والسقوط المدويان

الحلفة الأولى:
رنا وطه قليلات... الشقيقان الشقيان

أخبار أخرى:
البرازيل تمهل لبنان 60 يوما لاسترداد قليلات

رنا قليلات تحاول الانتحار

هل هي رنا قليلات اللبنانية؟

قليلات ستستجوب في قضية الحريري وتُسترد وفق الـ 1595

السلطات البرازيلية توقف رنا قليلات

بلال خبيز من بيروت : اذا كانت رنا قليلات قد استطاعت ان تحمي اخاها اللاهي والعابث طوال هذا الزمن، مثلما يعتقد العارفون بالأمور في لبنان، فإن دورها كان من دون اي شك بالغ الاهمية بالنسبة للسلطات التي حكمت لبنان طوال عقد التسعينات والنصف الأول من العقد الحالي. لا احد يتحدث عن امكانات رنا قليلات العلمية. كل ما يقال ان والدها عرفّها على الاخوين ابو عياش الذي كان يعمل لديهما. وانه طلب من ابراهيم ابو عياش ان يوظفها في المصرف الذي يديره ويملكه اخوه عدنان. والرجل الذي كان معجباً بأمانة عبد الرحيم قليلات وأخلاقه الرفيعة، لم يترد في تلبية طلب الموظف البسيط الذي كانه والد رنا.

دخلت رنا إلى عالم المصارف والأموال موظفة عادية، لكنها سرعان ما لفتت انظار مسؤولي المصرف بلطف منطقها مع الزبائن وقدرتها على اغداق الكلام المعسول عليهم، مما كان يرضي الزبون وصاحب المصرف معاً. والحق ان الفتاة الطموحة والذكية استغلت معرفة والدها بصاحب المصرف لتنسج معه علاقة خاصة. وكانت تشيع بين الموظفين والناس في زمن عزها وبهاء سلطانها انها زوجته. إلى حد ان السيد ابراهيم ابو عياش شقيق صاحب المصرف لم يعد يجرؤ على سؤالها او مساءلتها في أي امر. تسلمت رنا قليلات مهام المديرة التنفيذية في مصرف المدينة وبدأت عملياتها من هناك. حيث عززت سلطتها بجيش من الموظفين الموالين، وطردت كل من توسمت فيه نوعاً من القدرة على الاعتراض من اي نوع. وسرعان ما أخذت عمليات المصرف تتضخم على يديها وارباحه تتزايد بصورة غير طبيعية. وترافق ذلك كله مع مظاهر بذخ اخذت تظهر على المديرة التنفيذية، وكانت تبررها لسائليها في مجلس إدارة المصرف بتبريرات مختلفة، من قبيل انها ورثت مالاً من أحد أقاربها، او ما شابه. وعلى الأرجح، ولأن السيدة قليلات كانت تعرف جيداً مصادر اموالها وخطورة ما تفعله، لم تتردد في تمويل مشروعات أخيها المحبوب طه قليلات، ليكون واجهة شرعية ومضمونة في أي حال. لكن الأخ المدلل لم يلبث ان سقط في الفجور، ولم يعد يمكن التغطية عليه، هكذا وجدت الشابة الطموحة نفسها وحيدة في كل عملياتها. فأنشأت فريقها الخاص وأخذت تعتمد عليه في كل عملياتها.

لا شك ان السيدة قليلات لعبت دوراً اساسياً في تضخم دور وحجم مصرف المدينة المالي، وهذا كان يعود بالرضى على صاحبه المقيم في المملكة العربية السعودية، ولا احد يستطيع معرفة حقيقة ما كان يعرفه هذا الرجل واخوه اللذين تعرضا لمساءلة القضاء بعد ان قدم مصرف لبنان شكوى قضائية في حق المصرف واصحابه والمسؤولين فيه، بجرم تزوير وثائق، منها تزوير مستندات عائدة لمصرف لبنان وتوقيع الحاكم رياض سلامة، فضلاً عن صرف شيكات من دون رصيد بمبالغ طائلة، إضافة إلى تلاعب كبير في حجم الثروة العقارية التي يملكها المصرف كضمانات على القروض والتسييل الذي يقدمه مصرف لبنان. لكن الشكوى التي تقدم بها السيد عدنان ابو عياش في حق رنا قليلات تدل على ما كان يجري في المصرف من عمليات ونوعية المتورطين في هذا الملف الخطير، حيث توضح كيفية ترفيع المدعى عليها رنا قليلات الى رتبة مديرة مفوضة بالتوقيع عن "بنك المدينة"، وترقيتها الادارية التي حصلت عليها، مدعومة بالثقة التي اولاها إياه ابراهيم ابو عياش والتي انتقلت تدريجاً الى شقيقه المدعي عدنان.
وتضيف الشكوى ان رنا قليلات عمدت لاتمام مشروعها الى ادخال رتل من الموظفين كي تتمكن من استخدام تواقيعهم. وتمكنت من كسب ثقة الشقيقين عدنان وابراهيم حتى استباحت لنفسها تزوير تفويض يجيز لها التكلم والتفاوض مع كل الهيئات التابعة للمصرف المركزي.
وتطرح الشكوى اسئلة عدة حول اغفال مصرف لبنان ملاحقته لسير الاموال ومصيرها التي ارسلها المدعي الى "بنك المدينة" من خلال مصرف لبنان والتي فاقت الـ785 مليون دولار، حيث تبين لاحقاً ان الحساب الذي اودعت فيه هذه المبالغ هو حساب وهمي بحسب تقارير الخبراء.
وتتناول الشكوى علاقة المدعى عليهم بالمصرفين، خصوصاً اشقاء العميد رستم غزالة الذين ليسوا مودعين او لديهم أي علاقة تجارية بالمصرفين. حيث عمدت رنا، للاستحصال على التغطية اللازمة لاستمرار مشروعها الجرمي، الى منح محمد غزالة مبالغ مالية تمثل الحساب الجاري المدني ظرفياً اضافة الى حسابات اخرى. فكان يقوم بسحب ملايين الدولارات وتسلّم اليه والى شقيقيه برهان وناظم. وأقدمت رنا خلال العام 2003 على تحويل مبلغ مليون و91 ألف دولار الى حساب محمد غزالة المفتوح له في "بنك المدينة".

وتبين ان المبالغ التي تمكن محمد غزالة وشقيقاه من سحبها من "بنك المدينة" بواسطة بطاقات السحب الآلي بلغت 8 ملايين و396 الفاً و702 دولار عن فترة زمنية لم تتجاوز 11 شهراً وذلك خلال العام 2002. وتمت تغطية هذه السحوبات من رنا بستة عشر ايداعاً أي ما يعادل 525 ألف دولار لكل عملية تحويل واحدة".

كذلك قام المدعى عليهم محمد وبرهان وناظم غزالة، بحسب مضمون الشكوى، بسحب مليون و115 الفاً و4 دولارات و45 سنتاً خلال شهر واحد بين 16-12-2002 و15-1-2003. كما ان رنا قليلات استعانت ب أ. حمية، واتفقت معه على تنظيم شيكات بمئات آلاف الدولارات لمصلحة اشخاص ثالثين حقيقيين او وهميين، وتولوا تجييرها بدورهم لمصلحة اشقاء رستم غزالة الذين اودعوها في حساباتهم، لتبلغ قيمة الشيكات مليوناً و50 ألف دولار. وقد شكلت قليلات مع أ. حمية فريقاً لسرقة واختلاس اموال المدعي بدليل ان المدعى عليها كانت تأمر بموجب كتاب مكتوب بخط اليد ادارة المصرفين لتنظيم شيكات لمصلحة حمية الذي دخل بذمته 4 ملايين و207 آلاف دولار فضلاً عن بليون و801 و750 ليرة بمهلة 37 يوماً.
وتشير وقائع الدعوى الى ان عمليات السرقة والاختلاس التي نظمتها قليلات بمعاونة محمد غزالة وبالاشتراك مع شقيقيه وآخرين تمت خلال اعوام 2001 و2002 و2003.

هذا التلاعب المفضوح فضلاً عن تزوير المستندات وتقديمها لرئيس مجلس ادارة بنك المدينة بما يشير إلى تضخم ارباح المصرف تضخماً خيالياً، لا يمكن اعتبارها في اي حال من الاحوال ارباحاً ناتجة عن عمليات عادية. لذا توسع التحقيق في موضوع عمليات قليلات وتشعب من الاختلاس والتزوير إلى تبييض الاموال، وصولاً إلى الشك القضائي بعلاقة السيدة قليلات بالأموال العراقية المهربة إلى لبنان قبل سقوط حكم صدام حسين. والحق ان هذا الشك يملك كل المبررات اللازمة لتغذيته، إذ تزامنت فضيحة بنك المدينة وبطلتها رنا قليلات مع الملاحقة الأميركية لأموال صدام حسين التي تم تهريبها للخارج. وفي تلك الأثناء افرج لبنان عن حسابات تقدر ب 150 مليون دولار كانت قد اودعت في تلك الفترة، لكن العمليات التي أجريت اكبر بكثير من هذا المبلغ، نظراً إلى حجم الرشى التي وزعت على المتنفذين والذين ساعدوا على اتمام هذه العمليات. ويروى في لبنان ان هذه المبالغ التي اودعت في مصرف المدينة كان بعضها يتم اعادة تحويله إلى حسابات المسؤولين السوريين واللبنانيين مباشرة، وان هؤلاء عمدوا إلى تغطية تهريب الأموال امنياً وسياسياً. وتشير تقارير صحافية إلى تورط الضباط الاربعة الموقوفين في عملية اغتيال رفيق الحريري في عمليات التغطية ونقل الأموال من مطار بيروت إلى خزائن المصرف، التي كانت تنقل من العراق بطائرات صغيرة خاصة، نقداً ومعادن ثمينة. وحين فجرت الصحف العراقية فضيحة كوبونات النفظ التي كان يوزعها صدام حسين وولديه على سياسيين وصحافيين في العالم العربي، وتمت تغطيتها على المستوى اللبناني الرسمي، ولم ينظر القضاء فيها حتى اليوم، أظهرت هذه الفضيحة اسماء سياسيين واقارب مسؤولين لبنانيين متنفذين. وبعض هذه الاسماء عادت وظهرت بوصفها ذات علاقة بعمليات رنا قليلات في مصرف المدينة.
اعتقلت السيدة قليلات في سجن رومية حين لم يعد ممكناً التغطية على ما جرى. لكن قصتها لم تنته فصولها عند هذا الحد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف