مجلس الامة ينقل صلاحيات الامير الى مجلس الوزراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اقرأ ايضا
الكويت: تفاصيل لقاء "البدع" الذي أنهى الأزمة لحظة بلحظة
لا صفقة سياسية وصباح أميرا للكويت غدا
سباق مع الوقت في الكويت قبل جلسة القسم
رئيس البرلمان يرفض أمرا أميريا بعقد جلسة القسم مساء
أنباء عن حل أمير الكويت لمجلس الوزراء
صوت بالاجماع على تنحية الشيخ سعد:
مجلس الامة ينقل صلاحيات الامير الى مجلس الوزراء
فاخر السلطانمن الكويت -وكالات : اعلن رئيس مجلس الامة الكويتي (البرلمان) جاسم الخرافي في بيان ان البرلمان قرر في جلسته اليوم الثلاثاء نقل صلاحيات امير الكويت الى مجلس الوزراء وذلك لحين اختيار امير جديد للكويت.وصوت مجلس الامة الكويتي (البرلمان) اليوم الثلاثاء بالاجماع على تنحية امير الكويت الشيخ سعد العبد الله الصباح كما اعلن نواب في المجلس. واوضح النائب محمد جاسم الصقر "ان النواب صوتوا بالاجماع على تنحية الامير" الذي كان نودي اميرا على الكويت قبل عشرة ايام. واضاف الصقر انه مباشرة بعد التصويت "وصل كتاب التنازل" عن الحكم من قبل الشيخ سعد. واكد النائب علي الراشد من جانبه وصول كتاب التنازل من قبل الامير عقب التصويت على عزله بالاجماع.
انتعاش البورصة
وفي الوقت الذي انتهت فيه الأزمة السياسية في الكويت المتعلقة بترتيب بيت الحكم بعد موافقة الأمير الشيخ سعد العبدالله بالتنحي عن الحكم، فإن سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) شهد منذ بدء تداوله صباح اليوم الثلاثاء ارتفاعا كبيرا بلغ 300 نقطة مقارنة بالأيام الثلاثة الماضية الذي كان فيه السوق متذبذبا بين صعود خفيف ونزول في نفس المستوى بسب عدم الاستقرار السياسي الناتج عن نزاع الحكم في أسرة آل الصباح. وقد كان إغلاق السوق ليوم امس بلغ 11493 نقطة في حين بدأ السوق اليوم نشاطه بارتفاع بلغ 11793 نقطة.
ويعتقد المراقبون ان الأزمة التي نشبت بين رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد وبين رئيس الحرس الوطني وكبير السن في أسرة آل الصباح الشيخ سالم العلي حول الأمير الجديد للكويت بعد وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح وتسلم ولي عهده الشيخ سعد العبدالله الإمارة وتنازله عنها ليل أمس ، كان لها من الإيجابيات على صعيد تطور الحياة السياسية في الكويت أكثر مما كان لها من سلبيات.
وأولى تلك الإيجابيات - حسب المراقبين - أنها أرست مبدأ الشفافية في نزاع بيت الحكم بعدما لف هذا النزاع - الذي يعود إلى سنوات طويلة مضت ولا يتعلق فحسب بالنقاط التي أثارها الشيخ سالم العلي في العام الماضي والتي دعى خلالها إلى ضرورة ترتيب بيت الحكم - الغموض واعتراه عدم الوضوح. فمبدأ الشفافية من شأنه أن يساهم في تطوير الحياة السياسية في الكويت لأنه ينقل المواضيع الخلافية ولو كانت مرتبطة بالأسرة الحاكمة، إلى ساحة الوضوح والنور مما يساعد في وضع حلول أسرع لها.
وثاني تلك الإيجابيات، أنها فعلت من الحركة الديموقراطية المؤسسة على الدستور في الكويت، إذ لم تبدو الديموقراطية الكويتية كما يزعم أعداءها مجرد قوانين تمارس بشكل جزئي، بل أضحت الأزمة الراهنة دليلا على أنها أحد الوسائل المساهمة في وضع حلول لأكبر الأزمات التي ممكن ان تواجه البلاد، ولا بد من الاعتراف بحقيقة أن أزمة بيت الحكم الراهنة التي انتهت على خير كانت أصعب أزمة سياسية مرت في تاريخ الكويت الحديث، حيث قام كل طرف بتقوية موقفه استنادا إلى وسائل الديموقراطية ونصوص الدستور لا غيرها من الوسائل التي اعتاد عليها المواطن العربي والمتمثلة بالالتفاف على الدستور أو حتى استخدام القوة. وهذه سابقة عربية قل نظيرها في الدول الأخرى.
وثالث تلك الإيجابيات، أنه كان قد تردد كثيرا أن دور مجلس الأمة (البرلمان) وبالذات رئيسها، يجب أن يكون خارج إطار أي نزاع على الحكم بين أقطاب وأفراد الأسرة. لكن الأحداث الراهنة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن مجلس الأمة ورئيسها جاسم الخرافي كان لهما دورا بارزا في حلحلة موضوع ترتيب بيت الحكم، سواء من خلال تدخلات النواب التي أرست بسفينة الخلاف إلى بر الأمان، أو من خلال جلسات المجلس لفض النزاع والتي كانت مقررة اليوم. وهذا من شأنه أن يثبت الدور المهم للشعب الكويتي من خلال نوابه في حلحلة أي صراع ولو كان بين أقطاب الأسرة.
- تفاصيل الاتفاق
من جانب آخر وفيما يتعلق بتفاصيل الاتفاق بين أقطاب أسرة آل الصباح حول أزمة ترتيب بيت الحكم مما أدى إلى حل الموضوع، فقد ذكرت الأنباء أنه في تمام الحادية عشرة من ليل الأثنين تبادل الكويتيون عبارة "مبروك" وانفرجت الازمة بلقاء الشيخ صباح الاحمد والشيخ سالم العلي والذي قضى بأن يتنحى امير الكويت الشيخ سعد العبدالله وبالمناداة بالشيخ صباح الاحمد اميرا ليكون الحاكم الـ15 للكويت.
وتقول الأنباء أنه بعد اتصالات ومشاورات ولقاءات مكثفة مع القطبين الكبيرين (الشيخ صباح الأحمد والشيخ سالم العلي) بما فيها لقاء لاقطاب الاسرة في دار سلوى، وآخر لمجلس الوزراء، زار الشيخ فهد سعد العبدالله عند الساعة التاسعة ليلا الشيخ صباح الأحمد وصعد اليه في الطابق العلوي في المجلس وابلغه بأن "والدي يبي يشوفك او يجيك"، فرد الشيخ صباح "أنا اروح له". وهذا ما تم بالفعل حيث ذهب الشيخ صباح الى قصر الشيخ سالم العلي في البدع عند العاشرة، واستمر اللقاء بينهما حوالي نصف ساعة زف على اثره الشيخ سالم للكويتيين نبأ الاتفاق وقال لهم "الشيخ صباح أميرنا".
وقال الشيخ سالم: لقد التقيت اخي الشيخ صباح الاحمد وتباحثنا في مجمل الاوضاع وما آلت اليه، واتفقنا ان لا تنقطع شعرة التراحم والتوادد والمحبة في عائلة آل صباح. وقال: ان توافقا تاما بيننا في احترام مكانة وتاريخ سمو الامير سعد العبدالله الصباح الحافل بمحبة الكويت وأهلها، وتقديراً كبيراً لما قدمه لهذا البلد وشعبه واحتراماً لأعراف الأسرة وعادات أهل الكويت واحتراماً لمشاعرهم تم الاتفاق على ما سيسعد البلاد وما يؤدي إلى استقرارها.
وأشار إلى أن "الشيخ صباح الأحمد سيتوجه في معيته لأخيه أمير البلاد الشيخ سعد العبدالله الصباح صباح اليوم الثلاثاء في قصر الشعب وسنقبل رأسه وسنحقق رغباته وسنتفق حسبما يرغب بالصيغة المقبولة من سمو الأمير للتنازل والاعتذار عن مسند الإمارة، وان سمو الأمير سيعبر عن تقديره لطلب عميدها الشيخ سالم العلي الصباح الذي اطلعه على موقف الوفود الشعبية والسياسية التي جاءت منذ يوم أمس الأول (الأحد) وحتى مساء أمس (الأثنين)، وأن سموه سيتنازل لأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح".
وقال الشيخ سالم العلي "إن سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله يرغب بأن يرتاح، وكله ثقة بأخيه سمو الشيخ صباح الأحمد وأن سمو الأمير قد أبلغني أنه قدم ما تمليه عليه مسؤوليات الوطن هو وأخيه المرحوم بإذن الله تعالى الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، وانهما قدما ما عليهما تجاه الوطن، وحان الوقت ليحمل الراية رمز آخر من أسرة الصباح". واضاف الشيخ سالم العلي "ان التعثر الذي اعترى المرحلة الماضية جاء حرصاً لا أكثر على حماية الأسرة الحاكمة وكرامة سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله الصباح، ولم أكن في يوم من الأيام طامعاً بشيء لنفسي، وما يهمنا هو مصلحة الكويت وشعبها واستقرارها، وانه استجابة لأهل الكويت ولائتلاف وتعاضد ووحدة أسرة الصباح سيصدر بيان صباح غد (اليوم) يعبر عن انفراج الأزمة ودخول مرحلة جديدة من العمل لخدمة الكويت وأهلها". وقد اجتمع الشيخ صباح الأحمد مع رئيس مجلس الأمة ليلا وأطلعه على فحوى الاتفاق.
جلسة التنحي
وكانت الكويت والعالم أجمع ينتظرون جلسة مجلس الامة عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، المخصصة للنظر في تنحية الشيخ سعد العبدالله حسبما تقتضيه المادة الثالثة من قانون احكام توارث الامارة. وقد تأجلت الجلسة إلى الساعة 12,30 ظهر اليوم وقال رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ان المجلس ارجأ عقد جلسته الخاصة الى الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم بناء على طلب من الحكومة.
وتقول الأنباء حول اتفاق ليل أمس أن اللقاء بين الشيخ سالم العلي والشيخ صباح الأحمد استغرق نحو نصف ساعة تقريبا ثم خرجا ليعانقا بعضهما بعضا ثم بدأ الحاضرون بالتصفيق والدعاء لهما.
وقال الشيخ سالم العلي انه تم التوصل الى هذا الاتفاق لان مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، ونريد ان يفهم شبان الاسرة انه يجب الا يشطوا عن كبارهم لان الكبار يسيرون على طريق الاجداد، واكد ان مكانة الكويت واهلها عزيزة علينا.
وحضر لقاء الشيخ سالم العلي والشيخ صباح الاحمد الشيخ احمد الفهد (وزير الطاقة) والشيخ علي سالم العلي (وزير المالية السابق).
كما التقى أمس وفد من وجهاء الكويت ضم كلاً من: جاسم الصقر، ويوسف إبراهيم الغانم، وعبدالعزيز الشايع، ويوسف النصف الشيخ سالم العلي في إطار الجهود المبذولة للتوفيق بين جناحي الأسرة، وبعد حديث مطوّل عن أهمية الوطن وواجب الأسرة تجاه الكويت وما ينتظره منها الكويتيون، تحدث الشيخ سالم أولاً عن الأوضاع القائمة وتساءل عن السبب الذي يدفع لتنحية الأمير، وطرح فكرة أن يبقى في منصبه على أن يتولى الشيخ صباح عملياً الأمور كافة. منتقداً "من هم حول الشيخ صباح".
وتحدث أعضاء الوفد جميعاً، حيث أكدوا أن المادة الثالثة من قانون توارث الإمارة واضحة "فإذا فقد الأمير الأهلية يجب أن يتغير". وأبلغوا الشيخ سالم "التركيز عليك الآن. فأنت يمكن أن تنقذ العائلة من الشقاف أو تجمعها وكل الكويتيين أنظارهم عليك.. ومن واجبك القيام بعمل بمستوى الطموح والمسؤولية".
وجرى التذكير بأن لقاء مماثلاً قد عقد قبل 3 سنوات "وقلنا لكم يجب أن ترتبوا البيت، وكنت أنت متحمساً، وما نمر به اليوم هو نتيجة تأخركم عن ذلك".
قضايا خلافية ووجه الحاضرون إلى الشيخ سالم عدة أسئلة تناولت قضايا خلافية. وأبدى الشيخ سالم العلي تفهمه لما قاله الوفد حول صحة الشيخ سعد وضرورة تولي الشيخ صباح منصب الامارة، نافيا ان يكون قد طلب منصبا محددا.
وبشأن طلبه شيئا مكتوبا من اقطاب الاسرة الذين زاروه الاحد في ما يخص رغبته في ان تكون لديه ضمانة وتعهد، اقترح الوفد ان يتصل بالشيخ مبارك عبدالله الاحمد للتفاهم حول تنازل الشيخ سعد مقابل المطالب التي تحدث عنها لان من مصلحة الاسرة ان يتفق الكبار، لكي لا يتركوا مجالا للتصعيد الذي يقوم به البعض. ووعد الشيخ سالم بالسعي في هذا الاتجاه وجدد معارضته لفكرة اعادة دمج ولاية العهد برئاسة مجلس الوزراء.
وكانت جمعيات النفع العام الكويتية أصدرت بيانا بشأن الأزمة جاء فيه "تبدي جمعيات النفع العام والهيئات والاتحادات الشعبية قلقها الشديد من تفاقم الازمة السياسية المتعلقة بانتقال الحكم، وتدعو الاسرة الحاكمة الى نبذ الخلافات ووضع مصلحة الكويت فوق كل الاعتبارات وهي تعالج هذا الوضع الحرج في اطار الدستور وقانون احكام توارث الامارة".
وقال البيان "ان الجمعيات والهيئات والاتحادات الشعبية ترى ان من واجبنا تجاه اميرنا الراحل ووفاء منا لذكراه ان تمضي الكويت قدما نحو المستقبل وان نتمسك بوحدتنا الوطنية سواء على مستوى اسرة الحكم او الشعب بكل فئاته وطوائفه وتقسيماته".
ووقع البيان كل من جمعية الخريجين الكويتية، وجمعية الهلال الاحمر الكويتي، وجمعية المعلمين الكويتية، والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، والاتحاد العام لعمال الكويت، والاتحاد الوطني لطلبة الكويت، والمسرح العربي، وجمعية الدفاع عن المال العام، وجمعية الصحافيين الكويتية، وجمعية المهندسين الكويتية، والجمعية الاقتصادية الكويتية، وجمعية حقوق الانسان، ومركز تقويم وتعليم الطفل، والجمعية الكويتية للمكتبات والمعلومات، جمعية الفنانين الكويتية.