تشييع الجميل: حشود تزحف وتجدد ربيع بيروت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
14" آذار" آخر في وداع بيار الجميّل
حشود تزحف وتجدد "ربيع بيروت"
صحف عربية تطلب تدويل التحقيق
الآلاف في ساحة الشهداء لتشييع الجميل
الأمم المتحدة تساعد تقنياً للتحقيق في اغتيال الجميل
اغتيال الجميّل في الصحف البريطانية: من المستفيد؟
ميليس يرى في اغتيال الجميل اعتداء على الامم المتحدة
لبنان يشيع اليوم جثمان وزير الصناعة بيار الجميل
جان ماري لوبن يدعو للحذر بتوجيه التهم بقتل الجميل
حزب الله: اغتيال الجميل هدفه زرع الفتنة في لبنان
شيراك يؤكد للامير بندر دعم فرنسا لحكومة السنيورة
مجلس الامن يقر انشاء المحكمة الدولية
مواصفات تقريبية للجناة والجميل تمتم باسماء قبل وفاته
إيلي الحاج من بيروت: تتجه حشود ضخمة من كل صوب إلى وسط بيروت منذ صباح اليوم الخميس للمشاركة في تشييع جثمان الوزير بيار الجميّل الذي انطلق عند التاسعة والنصف من منزل عائلة الجميّل التاريخي إلى كاتدرائية القديس جرجس في وسط ساحة الشهداء في العاصمة اللبنانية والمجاورة لمسجد الأمين حيث ضريح رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.وأوقف الموكب في محطات عند عدد من القرى الجبلية والساحلية ، حيث حمل الأهالي النعش ورقصوا به. وكانت اللحظات الأكثر تأثيراً عند مدخل بكفيا حيث وضع الوزير الجميّل قبل ساعات من اغتياله إكليلاً من الزهر على نصب تذكاري لجدّه الذي يحمل هو اسمه ، مؤسس حزب الكتائب قبل 70 عاماً الشيخ بيار الجميّل .
واحتشدت جموع كبيرة في حافلات وسيارات على مداخل بيروت آتية من الشمال والجنوب والجبل والبقاع بناء على دعوات إلى مشاركة كثيفة في وداع الجميّل، وقد أمنت أحزاب الكتائب والتقدمي الإشتراكي و"القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" وسائل النقل للراغبين في مختلف المناطق ذهاباً وإياباً، كما وفرت أماكن تجمع والخدمات الضرورية للمشاركين .
ولوحظ انتشار أمني وعسكري كثيف لوحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على طول الطرق المؤدية إلى ساحة الشهداء ، حيث بدا المشهد قبل ساعتين من موعد الجنازة ، الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، شديد الشبه بيوم 14 آذار / مارس2005، ذكرى مرور شهر على اغتيال الرئيس الحريري الذي حملت قوى الغالبية اسمه، فالأعلام والهتافات المناهضة لسورية وحلفائها هي نفسها، وكذلك الاحتشاد ، علماً أن الجنرال ميشال عون الذي دعا أنصاره وجميع اللبنانيين إلى المشاركة في التشييع لم يوفره بعض الهتافات على خلفية تحالفه مع "حزب الله" وبقية حلفاء سورية، الأمر الذي جعل بيئته المسيحية في حال توتر نظراً إلى تشدد قواعد حزبي الكتائب و"القوات اللبنانية" المنضويين في "14 آذار/ مارس" في رفض أي دعوة إلى اللين في ما يتعلق بالنظام السوري والرئيس إميل لحود الذي يعتبره كثر من اللبنانيين دمية في أيدي السوريين، ويضاف إلى ذلك عدم قدرة الجهاز الإعلامي والتعبوي لدى "التيار الوطني الحر" ولا الجنرال عون في إطلالاته الإعلامية على شرح أسباب انتقاله من موقع إلى موقع.
ومنذ تهديد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بقلب الأوضاع في الشارع لمصلحة حلفاء النظام السوري، ومبادرة الجنرال عون إلى تأييده أجمع مراقبون على أن الرجل يسير على طريق انتحارية شعبياً لأن "الشارع المسيحي" الذي محضه الثقة في الإنتخابات الأخيرة يرفض هذا التوجه.
وتشكل المشاركة الشعبية الكثيفة للمسيحيين في وداع الوزير الجميّل الذي رفض والده الرئيس أمين الجميّل حتى مجرد تلقي اتصال تعزية من الجنرال عون مؤشراً واضحاً إلى ذلك وفق مراقبين كثر.
وطلب مسؤولون كتائبيون من مسؤولين في "التيار العوني" الإيعاز إلى من يرغب من أنصارهم في هذا التيار عدم رفع أي شعارات أو ارتداء ملابس باللون الأرجواني الذي يميزهم ، لأنهم لا يضمنون تطور الأمور في الحشد المتنوع الإنتماء السياسي والطائفي.
ومن المقرر أن يلقي كلمات بعد المراسم الدينية في الكاتدرائية الرئيس أمين الجميّل والنائبان سعد الحريري ووليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع.
تطورات التحقيق
وفي مجال التحقيق في جريمة اغتيال الوزير الجميّل، رجحت مصادر أمنية أن يكون اكتشاف القتلة أسهل مما في سابقاتها لأسباب متعددة أولها ان الجناة كانوا مكشوفي الوجه غير مختبئين، على طريقة عصابات آل كابوني ، وثانيها انهم حضروا بسيارات وان كانت مسروقة، او تم التلاعب بشكلها وأرقامها، وثالثها انها وقعت في وضح النهار، ورابعها ان الرصاصات انهمرت على الوزير الجميل ومرافقه الشخصي وحدهما أي على الجالسين في المقعدين الأماميين، ولم يصل مفعول هذه الرصاصات الى المقعد الخلفي حيث كان يجلس المرافق العسكري للجميل وهو عنصر في جهاز أمن الدولة لم يصب بأذى، وأفاد بأنه لم يتمكن من تدارك الموقف الفجائي بالرد على مطلقي النار بالمثل.
ونقل عن مصادر وزارية ان لبنان طلب رسميا أمس من لجنة التحقيق الدولية توفير كل أشكال المساعدة الفنية والتقنية للقضاء اللبناني.
وذكرت معلومات ان دورية قوى الأمن التي ترافق الموكب عادة طلب منها الوزير الراحل ان تلتزم مكانها في اطار ما بدا عملية تمويه لموكبه. وتشير مصادر الى ان الجميل لم يكن يستخدم سيارة ال "كيا" التي قتل فيها عادة، مع العلم ان قوى الأمن الداخلي كانت قد خصصت سبعة من عناصرها، اضافة الى عناصر أمن الدولة المكلفين حمايته.
وقدرت مصادر التحقيق ان أكثر من شخصين شاركوا في اطلاق الرصاص على السيارة، وان سيارة ثانية تولى من فيها تأمين الحماية لسيارة" الجيب" التي أطلق راكبها النار (أفاد شهود انها فرت في اتجاه منطقة رومية. وجرى التدقيق بإفادة مسؤول كتائبي في المنطقة تبين انه تلقى اتصالا من الجميل لكي يرافقه في واجب العزاء.
كذلك كشفت مصادر أمنية ان التحقيق وضع اليد على أفلام عائدة لكاميرات التصوير المركبة في المنطقة التي ارتكبت فيها الجريمة وان الأجهزة المختصة بدأت قراءتها وتحليلها.
وعلم أن الوزير الجميل كان قلقا في الشهرین الماضيين وطلب من زوجته قبل أسبوع السفر مع ولديهما الى خارج لبنان "لأن الشهرين المقبلين سيكونان على جانب من الدقة والخطورة".
وأكد قريبون منه ان الجميل كان يعيش في الفترة الأخيرة هاجس الاغتيال والموت والسيارات المفخخة، وهو سأل زميله وزير الدفاع الياس المر مرة عن شعوره وما أصابه عندما تعرض لمحاولة الاغتيال وقال إنه لا يفضل أن يموت مقطع الأوصال مثل صديقهما جبران تويني.
وشاء القتلة أن يلبوا ، بالرصاص.