صراع الثقافة والدين يهدد علاقات الدول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فرانس ـ سوار تبرر موقفها وبعض البلدان تحجبها
صراع الثقافة والدين يهدد علاقات الدول
اندريه مهاوج من باريس:
في إيلاف أيضا
اسبوعية اردنية تعيد نشر رسوم كاريكاتورية
نائب ألماني أخضر يبرر الصور الكاريكاتورية
نصرالله : المطلوب موقف إسلامي صارم من الإساءة
الرسوم الكاريكاتوريةالمسيئة للنبي تنتقل إلى فرنسا:
فرانس سوار" توضح موقفها والمغرب وتونس تحجبانها
نايف يتطلع إلى الفاتيكان لحل أزمة الرسوم
اليمنيات يتظاهرن ضد الإساءات الدنمركية
مجموعات مسلحة تهدد رعايا النروج والدنمارك والسويد
الاعتذار لا يوقف موجة الغضب في الشارع الإسلامي
موجة الاحتجاج والمقاطعة تتفاعل
إجماع عربي يدين كاريكاتور الصحيفة الدنماركية
مجموعات مسلحة تهدد الدانمارك وأوروبا تعارض المقاطعة
اتحاد علماء المسلمين يهدد بمقاطعة الدنمارك والنروج
مراكز تجارية سعودية تقاطع المنتجات الدنماركية
مظاهرات حاشدة تطالب الاتحاد الأوروبي بالاعتذار
وزير الدفاع الدنماركي يتخوف من فتوى ضد جنوده
الجهاد تدعو لمقاطعة البضائع الدنمركية
تواصل المقاطعة الاماراتية رغم الاعتذار
مفتي عمان : المقاطعة التجارية للدول المسيئة للنبي أدنى ما يجب أن يفعل
اليمن تدعو رسمياً إلى مقاطعة البضائع الدنمركية
الدنمارك تدين الرسوم الكاريكاتورية والصحيفة تعتذر
اعتصام أمام السفارة الدنماركية في تل أبيب
من هذا المنطلق يمكن فهم هذا الاستغراب العام الذي ابداه السياسيون والرأي العام الغربي حيال موجة الاستهجان والاستنكار التي عمت العالمين العربي والغربي بعد نشر تلك الصور.
ومنع كل من المغرب وتونس دخول وتوزيع الصحيفةالتي اعادت نشر رسوم ساخرة من النبي محمد(ص).
تباين في النظرة الى علاقة الدين بالدولة
وكان بيان رئيس منظمة "مراسلون بلا حدود" برنار مينار خير انعكاس للتباين الموجود في النظرة الى علاقة الدين بالدولة بين الدول العلمانية وتلك المتمسكة بشؤون الدين، إذ قال إن ردود فعل الأنظمة العربية يعتبر دليلا على جهلها لما تعنيه حرية الصحافة وان احتدام الجدل حول الصور الكاريكاتورية يمكن ان يسهم في تفاقم الصراع بين الحضارات والاديان.
هذا الكلام لمينار يطرح مسألة تطور الانظمة ونظريتها الى الديموقراطية، ويعيدنا بشكل او بآخر الى مشروع إدارة الرئيس جروج بوش حول اقامة الشرق الاوسط الكبير ودعواته المتكررة لدول المنطقة لاعتماد الديموقراطية وقد تضمن خطابه حول حالة الاتحاد امس دعوات جديدة من هذا النوع.
وما الكلام الصادر عن بعض المسؤولين الفرنسيين بعد انتقال هذه الازمة الى فرنسا مع نشر صحيفة فرانس سوار الصور المذكورة الا تكرار لدعوات بوش. فوزير الخارجية الفرنسي فيليب دوستي ـ بلازي صرح من انقرة - البلد الذي اعاد الناخبون فيه حزبا اسلاميا الى السلطة - بأن بلاده متمسكة بحرية الاعلام في اطار احترام القوانين والقيم وهو كلام أوضحه الناطق باسم الخارجية من باريس بقوله إن فرنسا بلد احترام وتسامح ويتمسك بحرية التعبير التي ارستها ولا يمكن اعادة النظر بحرية التعبير الذي تدافع عنها فرنسا في كل انحاء العالم وهي تدين كل ما يسيء الى الافراد في ايمانهم او معتقداتهم ولكنها تضع نفسها في منأئ عن اقدام الصحيفة المذكورة على نشر تلك الرسوم التي لا تلزم الا الصحيفة التي نشرتها.
فموقف الدول الغربية يستند الى مبدأ العلمانية الذي يشكل الركن الاساسي لانظمتها والموقف الفرنسي تحديدا يستند الى المبادئ المستمدة من ثورة عام 1789 ومن قانون عام 1905 القاضي بفصل الدين عن الدولة بينما لا تزال العقائد الدينية تشكل الركن الاساسي للمجتمعات العربية ولبعض انظمتها.
من هنا يبدو موقف كل طرف وكأنه صيحة في صحراء الطرف الاخر، ولن ينفع في إسماع هذا الصوت إعفاء مدير عام ورئيس تحرير صحيفة فرانس سوار من منصبه ولا اعتذار مدير الصحيفة الدانماركية في معالجة جذور مشكلة التفاوت في طبيعة الانظمة المذكورة.
كما ان خطوة فرانس ـ سوار في تبرير ما اقدمت عليه لن تزيل الشرخ الذي اضافته هذه القضية على التوازن الهش القائم بين ابناء مجتمعات الدول الغربية التي اصبحت الديانة المسملة في معظمها الديانة الثانية. فجمر قضية الحجاب في فرنسا لا يزال تحت الرماد ومحاولات معالجة احداث العنف الاخيرة في الضواحي لم تتوصل اساسا الى ازالة الالتباس القائم في العلاقة بين شرائح المجتمع الواحد.
وفيما تتعالى الدعوات في بلدان عربية الى اجراءات مضادة بحق الدانمارك، نشرت الصحيفة الفرنسية في صدر صفحتها الاولى عنوانا "النجدة يا فولتير. لقد دقت ساعة الدفاع عن العلمانية" -فولتير هو الكاتب الفرنسي الشهير رمز الدفاع عن قيم التسامح - وخصصت الصحيفة الفرنسية افتتاحيتها لتبرير خطوتها من خلال الاجابة على مئات الاسئلة التي قال كاتب المقال انها وردت الى الصحيفة تسال عن دوافع اقدامها على هذه الخطوة. فسأل بدوره لماذا قررت الصحيفة نشر الصور؟
ويقول إن السؤال مطروح كثيرا وعلى وجه حق وإذ كان الكثيرون فهموا السبب فان التساؤلات تراود البعض. واذ كان الاسلام يمنع معتنقيه من رسم النبي او تصويره، وهذا ما يفسر الصدمة لديهم، فان السؤال المطروح هو هل يلزم ذلك كل من هو غير مسلم بهذا الامر ؟ وهل يفرض على كل من لا ينتمي الى ديانة ما ان يلتزم بالتعاليم الدينية ؟ وماذا سيكون شكل مجتمع تجتمع فيه كل الممنوعات الدينية من كل الديانات؟ وكاذا سيبقى في هذه الحالة من حرية الراي والتعبير والتفكير؟
ويضيف كاتب المقال في فرانس سوار ان ما جرى بالامس انما جرى في فرنسا بلد الثورة وفصل الدين عن الدولة . وان العيش معا يفترض الاعتراف بحق الاختلاف , ويستشهد الكاتب مجددا بجملة ماثورة لفولتير يقول فيها " انا لست موافقا على ما تقوله ولكنني ساقاتل حتى النهاية لكي تتمكن من قول ما تريد" ومن هنا يدعو الكاتب الى المضي في مسيرة حرية التعبير باسم الجمهورية وقيمها ويذكر بان صورا كاريكاتورية نشرت عن الديانة الكاثوليكية من دون ان تثير اعتراضات ومشاكل كالتي اثارتها صور النبي محمد.
اليست هذه المقارنة احد الامثلة عن صراع الحضارات والا تصح هذه التجربة للتفكير بحوار الحضارات التي يدعو اليها الجميع ؟
وقررت صحف اوروبية عدة ان تنشر بدورها وباسم حرية الصحافة الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها اساسا صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية واثارت موجة استنكار وغضب عارمة في العالم الاسلامي احتجاجا على تصويرها النبي محمد. الصحافة البريطانية من جهتها امتنعت عن اعادة نشر الرسوم.
اسبانيا
وفي اسبانيا اعيد نشر الرسوم الكاريكاتورية في صحيفة "آ بي ثي" اليمينية وصحيفة "ايل بيريوديكو" الكاتالانية اليسارية. وارفقت "ايل بيريوديكو" الرسوم بتعليق كتبت فيه "من المنطقي ان تثير الرسوم الكاريكاتورية استياء بعض المسلمين. لكن من غير المنطقي ان نسعى باسم قراءة حرفية ولاانسانية للقرآن للقضاء على الانتقادات في الخارج ايضا او نهدد الذين (..) يمتهنون التهكم".
إيطاليا
وفي ايطاليا اختارت صحيفة "لا ستامبا" نشر الكاريكاتور التي اثارت اكبر قدر من الاستياء في العالم الاسلامي ويظهر فيها النبي محمد معتمرا عمامة على شكل قنبلة اشعل فتيلها. وقد ارفقتها بمقالة اخبارية عن الموضوع بدون ذكر حرية التعبير، فيما اكتفت صحيفة "ايل ميساجيرو" بمقالة بدون اعادة نشر اي رسم.
غير ان صحيفة "ايل كوريري ديلا سيرا" الاكثر انتشارا بين الصحف الايطالية نشرت الاثنين رسمين احدهما يصور النبي محمد يستقبل انتحاريين في الجنة مبديا لهم اسفه ل"نفاد مخزون الحوريات" لديه. وترافق الرسمان مع مقالة طويلة للمحرر المسلم مجدي علام اعتبر فيها الرسوم الكاريكاتورية "تنم عن ذوق مريب بالطبع".
غير انه دافع عن حرية التعبير وتساءل "ماذا ينتظر الغرب للتدخل؟ هل سيعتمد سياسة النعامة الى ان يقتل ثيو فان غوخ آخر في كوبنهاغن او اوسلو؟" في اشارة الى اغتيال المصور الهولندي في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 بيد اسلامي هولندي من اصل مغربي.
سويسرا
وفي سويسرا، نشرت صحيفة "بليك" الشعبية الثلاثاء اثنين من الرسوم موضع الخلاف فيما تعتزم "لا تريبون دو جنيف" نشر الرسوم في عددها لليوم الخميس بهدف "تحريك الجدل من خلال اظهار موضع الخلاف" على ما اوضح رئيس تحرير الصحيفة. وقال دومينيك فون بورغ ان "هذه القضية تصور الصدام بين ثقافة شديدة العلمانية مثل ثقافتنا وثقافة اخرى محورها الديانة"، مضيفا "يمكننا تفهم مشاعر المسلمين لكننا في دولة تعددية ومن حقنا ان نفعل ما نفعله".
هولندا
وفي هولندا نشرت "دي فولكسكرانت" التقدمية و"دي تلغراف" الشعبية و"ان ار سي هاندلسبلاد" رسما او اكثر او اعادت نشر صفحة "يلاندس بوستن" المعنية بالمسألة.
واختارت الصحف الاخرى نشر صور لمتظاهرين امام السفارات الدنماركية او رسوما كاريكاتورية لرساميها حول الموضوع.
براغ
وفي براغ نشرت صحيفة "دنيس" مقالة حول الموضوع الى جانب صورة صغيرة عن الرسوم الكاريكاتورية.
المجر
الصحف المجرية تطرقت الى الموضوع بدون نشر صور.
ويحمل القرآن خلال مظاهرة في الضفة الغربية ألمانيا
وفي المانيا عبر هندريك تسورنر المتحدث باسم نقابة الصحافيين الالمان عن معارضته نشر الرسوم. وذكر بان آداب الصحافة الالمانية تحظر المقالات او الصور التي من شأنها الاساءة الى "المشاعر الدينية او الاخلاقية لمجموعة من الاشخاص".
وكانت صحيفة "دي فيلت" المحافظة الصحيفة الكبرى الوحيدة التي نشرت في صفحتها الاولى احد الرسوم وقد اختارت رسم النبي محمد يعتمر العمامة على شكل قنبلة، فيما اوردت اربعة رسوم اخرى في صفحاتها الداخلية. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها "كنا سننظر بمزيد من الجدية الى الاحتجاجات الاسلامية لو كانت اقل نفاقا. فحين بث التلفزيون السوري في ساعة تشهد اقبالا كبيرا برنامجا ظهر فيها حاخامات على شكل اكلة لحوم البشر لزم الائمة الصمت".