مجموعات صغيرة تعيق التقدم الإسرائيلي حاليا

لواء غولاني يتعرض الى كمين متحرك من حزب الله
مجموعات صغيرة تعيق التقدم الإسرائيلي الى اللحظة

سمير عيتاني من بيروت: أتت الحصيلة الأولية للعمليات العسكرية الجارية على الشريط الحدودي بين حزب الله والجيش الاسرائيلي اشارة واضحة الى

اقرأ أيضا

السعودية تدعم التحركات الدبلوماسية الايجابية

أمير الكويت وعاهل الأردن ناقشا التطورات في لبنان وفلسطين

طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحصي أهدافها

بلير يكشف عن خطة بشأن لبنان في الايام المقبلة

إسرائيل في بنت جبيل وصواريخ على صفد وحيفا

احتمال ضرب اهداف محددة في سوريا

حرب لبنان...بالصور

إسرائيل تهدد: 10 مبان في لبنان لكل صاروخ يطلق على حيفا

الانتقال الجذري في التكتيكات الحربية التي يستخدمها مقاتلو الجناح العسكري للحزب. وهي اعادت الاعتبار الى خريطة الاهداف الاسرائيلية ومدى الجدوى من دفع تكلفة مرتفعة لاحتلال رقع جغرافية لا تتجاوز بضع مئات من الامتار. وأدت الاشتباكات، التي لا تزال متواصلة، وفي الارقام الاخيرة المسجلة الى مقتل اربعة جنود اسرائيليين وجرح 23 اخرين بحسب الارقام المستقاة من الطرفين، وسقوط مروحية بحادثة، وتدمير حزب الله لخمس دبابات اسرائيلية مقابل كلام المقاومة عن فقدان الاتصال باثنين من عناصرها، واعلان اسرائيل عن اسرهما.

وبينما شكل دخول لواء غولاني (لنخبة المظليين الاسرائيليين والمدعوم ميكانيكيا) الى ساحة المواجهة في الصباح خبرا سيئا لمقاتلي حزب الله، الا ان هؤلاء تمكنوا مع تقدم ساعات النهار من اظهار صورة اخرى امام الاعلام وامام جنود النخبة الاسرائيليين. خاصة مع استخدام قاذفات الار بي جي المطورة، من طراز 29، وصورايخ مضادة للدروع مطورة عن الصاروخ الروسي "مالوتكا"، ذات قدرة اختراق عالية تسمح بتدمير دبابات ميركافا -3 التي تدعم لواء غولاني المجوقل.

وتقدمت آليات لواء غولاني بشكل رئيس الى منطقة مارون الراس، وهي التي باتت تشكل امتدادا لمدينة بنت جبيل، والتي سبق واعلن حزب الله (ليل امس) عن سقوط مارون الراس عسكريا. وتابعت قوات غولاني تقدمها ببطء نحو مدينة بنت جبيل صباحا، الا انها ما لبثت ان وقعت بين نيران مقاتلي حزب الله الذين رسموا كمينا مثلثا (كمين رقاص باللغة العسكرية).

ورغم التقدم الحذر الذي نفذته الاليات الاسرائيلية، وبحثها عن العبوات التي قد يكون زرعها مقاتلو حزب الله على جوانب الطرق، واسقاطها لمدينة بنت جبيل عسكريا عبر السيطرة على اعلى تلة في الجنوب اللبناني (مارون الراس التي تقع على ارتفاع اكثر من 900 عن سطح البحر) الا انها تعرضت لنيران مضادة للدبابات من مثلث يارون بنت جبيل وعيترون، وما لبثت عناصر المقاومة التابعة لحزب الله ان تحركت لتقطع الطريق على القوات الاسرائيلية من الخلف، ضاربة خط مارون الراس نفسه، الذي عادت الاشتباكات الى التجدد فيه.

القوات الاسرائيلية في لواء غولاني لطالما اعتادت مواجهة حرب العصابات، الا ان التقارير التي يقدمها القادة العسكريون (والتي اذيع اغلبها اعلاميا) تفيد بان تكتيكات حرب العصابات (او حرب الانصار) التي يعتمدها مقاتلو حزب الله تستفيد من خبرات الحرب في فيتنام (بناء الانفاق، الكر والفر، المجموعات الصغيرة سريعة الحركة والانتقال الخ). وهو ما يفسر حجم الاصابات في صفوف اللواء الاسرائيلي الذي عادة يتألف افراده من شبان صغار في السن ومندفعين للقتال وجيدي التدريب.

طفل يقف فوق انقاض منزله بالمقابل فان احدث المعلومات المتوافرة من منطقة المواجهة تفيد بان قدرات المقاتلين اللبنانيين النارية اكبر من عددهم الفعلي، وهي اشارة الى المجموعات التي تتحرك وتواجه القوات الاسرائيلية هي عبارة عن مجموعات صغيرة عدديا، قد لا تتجاوز الفصيل او الفصيلين في التعداد الكلاسيكي للعناصر. وان هذه القوات لا علاقة لها بعمليات اطلاق الصواريخ، وانما مهمتها مواجهة القوات البرية حصرا، وعدم السماح لها بالتوغل، مقابل استمرار قوات المدفعية في حزب الله باطلاق دفعات من الصواريخ على المستوطنات لاثبات فشل العمليات العسكرية الاسرائيلية.

ومع صعوبة تقدم القوات الاسرائيلية الى مدينة بنت جبيل برزت الحركة الدبلوماسية لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، التي ارفقها حزب الله بدفعة من قصف الصواريخ على عدد من المستوطنات الشمالية، في رسالة ذات بعد سياسي واضح الا وهي ان عمليات القصف على شمال اسرائيل لن تتوقف.وادت عمليات القصف الى اشتعال حرائق في مسكاف عام والمنارة وكريات شمونة. واعلن حزب الله مساء عن قصف حيفا وصفد ومستوطنات رامات نفتالي، كفرسولد، غونين، سيدي اليعازر وكرميئيل.

وبالمقابل استهدف الطيران الاسرائيلي اليوم سيارات الاسعاف العاملة في جنوب لبنان، وادت الغارات الى اصابة العديد من المسعفين والأطباء. واغارت طائرات اسرائيل الحربية على مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة صور الساحلية الجنوبية في اول اغارة على مخيم فلسطيني في لبنان منذ بدء هجومها الواسع عليه ما ادى الى وقوع قتيل وسبعة جرحى.

واعلنت المقاومة الاسلامية (الجناح العسكري لحزب الله) عن سقوط ثلاثة من مقاتليها في اليومين الماضيين، هم: هشام محمد حمودي، أنيس نعمة فقيه، حسن محمد عبد الكريم.